خبر اضاعة اوباما الفرصة- يديعوت

الساعة 09:20 ص|04 أغسطس 2009

بقلم: اورلي ازولاي

لا ينجح براك اوباما في ان يحتل الرأي العام في اسرائيل لا لانه لم يجهد نفسه في الاتيان الى تل ابيب او الى القدس والحديث مباشرة الى الشعب. انه لا ينجح لان رسالته غامضة لا تمكن الاسرائيليين من فهم الخطوات القادمة التي يخطط لها ومتى وكيف بالضبط سيخفق الضوء في اقصى النفق.

انتخب اوباما لرئاسة الولايات المتحدة في الاساس لانه عرف كيف ينشىء للجمهور الامريكي ما كان ينقصه ألا وهو الأمل. لكن أوباما لا ينجح في انشاء العمل عند سكان الشرق الاوسط، لانه لم يضع على الطاولة خطة منظمة، مصحوبة بجدول زمني. قال اوباما "الحل هو دولتان". قال بوش هذا ايضا قبله ولم يحدث شيء في غضون ثماني سنين.

يفخر رام عمانويل، رئيس فريق اوباما بحقيقة انه قضى عطلاته الصيفية على شاطىء البحر في تل ابيب. لكنه لا يستطيع هو ايضا ان يبين لرب عمله خلاصة العقلية الاسرائيلية: وهي انه عندما تدفع الاسرائيليين الى الزاوية، يتلخص ردهم بجملتين تأسيسيتين: "أنت لن تجعل مني مغفلا" من جهة، "سأبين لك من أين تبول السمكة" من جهة ثانية.

عندما رفع اوباما مطرقة على اسرائيل وطلب اليها ان تقف المستوطنات من غير ان يدل على ما هو المفروض فعله على الطرف الثاني ومتى، فانه لم ينجح في ان ينقل الاسرائيليين الى جانبه، ولا حتى اولئك الذين يؤيدون سياسته ويهتفون تلقائيا لكل خطة سلام. كلما ازداد ضغطا، سيشيرون الى السمكة ويبينون له ايضا من هو الذي لن يكون مغفل الحي. هذه الالمعية الاسرائيلية قد تصبح بسهولة استعدادا لمواجهة تحد حتى لو كان الثمن باهظا: فهم يريدون فقط ان يفهموا انه يوجد عوض من ذلك.

لم ينجح اوباما في ان يهب الامل للفلسطينيين وللعرب من سكان الشرق الاوسط ايضا: فهو لم ينشىء بشرى يمكن التوحد حولها، مثل كيف ستبدو الدولة الفلسطينية، وماذا ستكون علاقاتها باسرائيل ، وماذا ستكون ضمانات الأمن وماذا سيجدي على سكان الشرق الاوسط المضي معه. بعد أكثر من نصف سنة على ولايته بقيت بشراه للمنطقة غامضة بحيث لا يمكن لمسها.

أوباما هو لاعب بوكر موهوب: فقد قضى ايام حداثته في هاواي يلعب الاوراق مع سكان الاحياء وطور مهارته عندما دعا الى لعبة البوكر زملاؤه الطلاب في المعهد، واساتذته في الجامعة ايضا. يزعم رفاقه من تلك الفترة انه كان ذا "يد غالبة".  لكن لعبة البوكر في الشرق الاوسط هي مقامرة خطرة: اذا كان اوباما يخفي اوراق لعبه قريبا من صدره فلن ينجح في اقامة حركة شعبية جارفة في منطقة قد شبعت خيبات امل وحلولا سحرية وهمية ووعودا بلا غطاء.

ما زال الامر غير متأخر. اذا عرض الرئيس الامريكي في القريب خطة الى جانبها اطار عمل، فسينجح في أن يقود وراءه جمهورا عريضا من الناس في الشرق الاوسط، اتعبتهم الحروب ويريدون المضي خلف من يبين لهم الطريق. بغير سيطرة على القلوب بخطة تمزج بين الحلم والواقع ، فلن يتقدم، يجب على أوباما ان يعرض خطوطا لصورة الحل للموضوعات الجوهرية مثل الحدود والقدس واللاجئين، لا حل مفروض بل مخطط.

        لن تنجح خطة واحدة منه في احداث تغيير الوعي في اسرائيل. ثم لحظات في الحياة لا تستطيع فيها الكلمات ان تتحدث بعد حتى لو كانت سامية ذات نغم عالية.