خبر مؤتمر فتح يبدأ أعماله في بيت لحم وسط غياب قسري لكوادر غزة

الساعة 06:51 ص|04 أغسطس 2009

فلسطين اليوم- غزة

انطلقت في مدينة بيت لحم صباح هذا اليوم الثلاثاء، أعمال مؤتمر فتح السادس وسط غياب أعضاء الحركة من قطاع غزة.

و من المقرر أن تستمر أعمال المؤتمر ثلاثة ايام، يكون اليوم الاول مناقشات للبرنامج الحركة، وفي حين يتم تخصيص اليوم الثاني لانتخاب المجلس الثوري، وفي اليوم الثالث انتخابات للمجلس الثوري واللجنة المركزية لحركة فتح واعلان البرنامج السياسي للحركة.

 

و الى جانب اعضاء حركة فتح و اعضاء الفصائل الفلسطينية يشارك 70 وفد عربي و دولي و ممثلين عن مؤسسات المجتمع المحلي، الى جانب عدد من النواب العرب في الكنيست الاسرائيلي.

 

وستتضمن الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، تقريرا عن أعمال اللجنة التحضيرية وتكريما لعدد من قيادات الحركة، بالإضافة إلى كلمة للرئيس محمود عباس باعتباره رئيسا وقائدا لحركة فتح.

 

كما من المقرر أن يلقي الرئيس محمود عباس (أبو مازن) كلمة سياسة يطرح فيها مواقف حركة فتح ورؤيتها تجاه الصراع مع الاحتلال، بشكل يؤشر على مضمون البرنامج السياسي للحركة والذي سيتبناه المؤتمر في نهاية أعماله.

الرئيس الفلسطيني محمود عباس وصف خلال استقباله الوفود العربية والدولية المشاركة في المؤتمر التاريخي على رغم "الغصة" التي سببها منع حماس لكوادر فتح في غزة من المشاركة.

وقال عباس لدى وصوله الى مدينة بيت لحم: "عشية انعقاد المؤتمر بعد 20 عاما كان الامل ان يحضر المؤتمر جميع اصحاب حق الحضور وهناك غصة في نفوسنا ان لم يحضر الكادر الفتحاوي من غزة وهذا لن يثنينا عن عقده ونتمنى ان يخرج بالنتنائج المرجوة ليس فقط لفتح فحسب بل للامتين العربية والعالمية".

 

وفي الموضوع السياسي قال الرئيس نحن نريد ونتمسك بالحق على اساس الشرعية الدولية ونتمنى ان يستجيب الجيران لفرصة تحقيق السلام الذي نبحث عنه ويبحث عنه العالم".

وأضاف "نرجو أن يتيح لنا جيراننا أن نصل معهم إلى سلام لنبني مستقبل دولتنا تعيش إلى جانب دولتهم بأمن واستقرار".

كما اشار عباس الى حضور الاصدقاء من كل العالم للمشاركة في المؤتمر واعتبرها شيئا مهما لتاكيد الشراكة العالمية معنا".

من جهته قال عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) غسان الشكعة إن المؤتمر العام السادس للحركة سيتبنى السلام خيارا استراتيجيا على أساس حل الدولتين، على أن لا يكون الخيار الوحيد في حال رفض الجانب الاسرائيلي هذا الحل.

 

وأضاف الشكعة إن حركة فتح ما زالت حركة تحرر وطني ولم تنجز الاستقلال بعد لذلك عليها دراسة كل الخيارات المتاحة ضمن المعطيات على الساحة الفلسطينية وفي العالم. و تطرق عضو مركزية فتح أيضا إلى المواضيع التي سيناقشها المؤتمر وعلى رأسها كيفية فصل حركة فتح عن السلطة وتبنيها رؤى وخيارات واستراتيجيات مختلفة، مؤكدا أن لا صراع بين أجيال الحركة ولا تباين في مواقفهم.

ومن المقرر ان يجدد المئات من كوادر حركة فتح الذين يجمعهم المؤتمر السادس للحركة في بيت لحم بالضفة الغربية، أنفسهم أمام مسؤوليات كبيرة، لبلورة رؤية الحركة وقياداتها الجديدة في ظل حالة من التباينات داخلها أو على صعيد علاقتها المتأزمة مع حركة حماس.

 

وبينما يجلس قادة فتح في مؤتمرهم الذي يلتئم بعد عشرين عاماً من عقد المؤتمر الخامس، ولأول مرة داخل الوطن، سيكون عليهم مراجعة جملة التغييرات التي عصفت بالحركة والتحولات من حركة ترفع لواء الكفاح المسلح وصولاً إلى دخول غمار العملية السلمية وإدانة العنف. وبانتظار ما سيخلص إليه المؤتمر السادس، لن يكون بالإمكان فهم جملة المتغيرات التي عصفت بأكبر الحركات الفلسطينية إلا من خلال فهم مجريات مؤتمراتها السابقة.

 

 

وأظهرت وثائق لحركة فتح أن أول مؤتمراتها، وهو بمثابة المؤتمر التحضيري الذي شكل الحاضنة لإطلاقها، عقد في الكويت عام 1962 وتم خلاله رسم أهداف العمل وخططه وثبت فيه الهيكل التنظيمي ووزعت فيه مهمات القيادة، وعقدت الحركة مؤتمراً آخر في دمشق أواخر العام 1963 حيث ركزت على زيادة العضوية، وعلى تأمين الدعم العربي وغير العربي، وهو ما مهد لإقرار موعد الانطلاقة الفعلية أواخر 1964.

 

وبعد ثلاث سنوات تقريباً من الانطلاق وفي ظل أجواء "النكسة" وهي الهزيمة التي حلت بالعرب باحتلال إسرائيل أراضي قطاع غزة والضفة الغربية وجزء من سيناء والجولان عام 1967، عقد وتحديدا في 12 يونيو/حزيران أي بعد النكسة عقد في دمشق المؤتمر الفعلي الأول لحركة فتح بعد التأسيس حضره 35 كادرا دعا لتواصل العمليات العسكرية وحرب العصابات باستثناء قلة من أعضاء اللجنة المركزية العليا التي تواجدت حينها بين الكويت ودمشق.

 

ووضعت في المؤتمر خطة تهدف إلى : تحضير العمل العسكري والمقاومة المدنية، ولكسب الحكومات العربية والدعم المادي، وإنشاء إذاعة، وتم تأليف اللجان لإدارة الشؤون العسكرية والتنظيمية، وشكلت اللجنة المركزية الجديدة التي كلف فيها ياسر عرفات وآخرين ببناء قواعد عسكرية سرية في الأراضي المحتلة.وفي 28/8/1967 أعلنت فتح انطلاقتها الثانية.

 

وعقدت حركة فتح مؤتمرها الثاني في الزبداني قرب دمشق في يوليو 1968، وبرزت في المؤتمر الدعوة لإحياء إطار المجلس الثوري المنصوص عليه في (هيكل البناء الثوري) لمراقبة عمل اللجنة المركزية العليا، وتم في هذا المؤتمر انتخاب لجنة مركزية جديدة من 10 أعضاء

وفي أوائل سبتمبر 1971 عقد المؤتمر العام الثالث لحركة فتح، والذي التهبت فيه النقاشات حول أسباب الأحداث الدامية في الأردن والخروج منها ، واتهم فيها جهاز الرصد الثوري بالتقصير وأدينت بيروقراطية العلاقة بين م.ت.ف وحركة فتح ، وتمت الدعوة لتكريس القيادة الجماعية.

 

وقد تغلبت اللجنة المركزية على التحديات والصعاب في المؤتمر وأعيد انتخاب لجنة مركزية جديدة ، وتم إقرار النظام الداخلي لحركة فتح، الذي توضحت فيه بصورة أكبر مهمات المجلس الثوري، كما اعتمدت المركزية الديمقراطية كأسلوب حياة في التنظيم، وأقرت عضوية العرب في التنظيم لأول مرة.

 

وجاء المؤتمر الرابع المنعقد في العاصمة السورية دمشق عام 1980، في ظل ظروف داخلية وإقليمية متأزمة بعد تصاعد التهديدات الإسرائيلية بضرب البنية الأساسية لمنظمة التحرير في لبنان، وكان من ابرز التغيرات التنظيمية هو انتخاب أعضاء جدد للجنة المركزية لحركة فتح بعد القرار بتوسيعها فاختير أعضاء جدد كل من (سميح أبو كويك ' قدري' وماجد أبو شرار ورفيق النتشة وسعد صايل).

 

وعقد المؤتمر الذي ضم 500 عضو في دمشق شهر مايو 1980/ آيار ليقر أن الولايات المتحدة العدو الرئيسي لفلسطين، ودعا لتحالف وثيق مع الاتحاد السوفيتي، وكان من أبرز التعديلات النظامية تخصيص مالا يقل عن 50 % من المقاعد للعسكريين وتوسيع المجلس الثوري.

 

 

مكتب سياسي "لم يُعمل به"

 

وفي شهر أغسطس/ آب 1988عقد المؤتمر العام الخامس لحركة فتح في العاصمة التونسية، بحضور أكثر من 1000 عضو ، وفيه وسعت اللجنة المركزية وأنشئ مكتب سياسي ( لم يعمل به ) وكونفرس، وكرس منصب القائد العام، وأكد المؤتمر على تصعيد الكفاح المسلح، و على تواصل العمل السياسي.

 

ويغيب عن هذا المؤتمر قادة تاريخيون لحركة فتح أمثال فاروق القدومي ومحمد جهاد بعد تفاقم الخلافات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس التي وصلت إلى حد اتهام الأول الأخير بالتورط في مؤامرة لاغتيال مؤسس الحركة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.

 

كما يغيب نحو 450 من كوادر فتح في قطاع غزة بعد أن منعتهم حركة حماس التي تسيطر على القطاع منذ منتصف يونيو / حزيران 2007، وربطت سفرهم بإطلاق سراح معتقليها في الضفة الغربية.

 

وأطلقت حركة فتح على مؤتمرها "مؤتمر القائد الشهيد المؤسس الرئيس ياسر عرفات" ومن المقرر أن تبدأ فعالياته صباح غد وتستمر ثلاثة أيام، ومن المقرر أن ينتخب المؤتمر مجلسا مركزيا جديدا ومجلسا ثوريا جديدا، وهو ما يشكل قيادة الحركة، إلى جانب إقرار البرنامج السياسي للحركة.

 

ويبقى الكل يترقب ما يسفر عنه المؤتمر السادس الذي يعقد لأول مرة في فلسطين في ظل موافقة إسرائيلية ورفض من حركة حماس لكادر قطاع غزة من السفر للمشاركة، وآفاقه مفتوحة على انقسام فلسطيني داخلي مستفحل، وآفاق عملية سلام مع إسرائيل متعثرة.

 

ومن جانبه، حذر رئيس الشين بيت السابق وعضو الكنيست آفي ديختر من اتخاذ قرارات خلال مؤتمر حركة فتح المقرر اليوم في بيت لحم تقود الى اندلاع انتفاضة ثالثة.

 

ونقل موقع "يديعوت أحرنوت" عن دختر قوله " تصريحات وبيانات اعضاء فتح تمهد الطريق الى ما يمكن ان يفتعل انتفاضة ثالثة".

 

واضاف دختر "عندما يقول مسؤولوهم إن المعركة ستستمر بكل الوسائل اللازمة من شان هذه التصريحات ان تعيدنا سنوات الى الوراء".