خبر الإرهاق الحراري يبدأ بالجفاف وينتهي بالغيبوبة

الساعة 06:15 م|03 أغسطس 2009

فلسطين اليوم-البيان الإماراتية

مع قدوم فصل الصيف وهو أشد الفصول حرارة، والذي يبدأ من 21 يونيو وينتهي في 22 سبتمبر في البلاد الواقعة شمال خط الاستواء، ويبدأ في ديسمبر وينتهي في مارس في البلاد الواقعة جنوب خط الاستواء. وفي هذه الفترة يطول النهار ويقصر الليل في نصف الكرة الشمالي، بينما يقصر النهار ويطول الليل في النصف الجنوبي، ومع فصل الصيف يأتي الإرهاق الحراري وضربات الشمس ونزيف الأنف وغيرها من الظواهر التي ترتبط بارتفاع درجات الحرارة ويتعرض بعض العاملين في مهن محددة كعمال البناء والمخابز وجنود المرور وعمال اللحام والطباخين إلى الإصابة بتلك الأعراض.

 

وتوضح د. منى محمد صلاح الدين أخصائية أمراض القلب والباطنية بمستشفى القاسمى انه عندما يتعرق الإنسان نتيجة تعرضه لدرجات الحرارة المرتفعة ولفترات طويلة مع زيادة التعرق فإن هذا يؤدي إلى جفاف وفقدان السوائل والأملاح الموجودة بالجسم وهو ما يؤدي إلى هبوط ضغط الدم وخثر العضلات «تمزق» وارتفاع انزيمات العضلات بالإضافة إلى قصور في وظائف الكلى والتي تؤدي في العديد من الحالات إلى الفشل الكلوي، بالإضافة إلى العصبية الزائدة.

 

وفي مرحلة تالية يصاب الشخص بالجفاف وهو ما يؤدي إلى تسارع ضربات القلب وعدم الاتزان وفقدان التركيز وبالتالي وفي المراحل النهائية يؤدي إلى الغيبوبة وهو ما يفسر حالات سقوط بعض العاملين في مجال البناء بصورة مفاجئة أثناء عملهم من ارتفاعات عالية. ويبدأ ان المصاب يبدأ بالشعور بالعطش الشديد مع انخفاض كمية البول بصورة تدريجية والشعور بالجفاف الشديد في اللسان والحلق. وهو ما يعرف بالإرهاق الحراري.

 

105 فهرنايت

 

وتشير إلى ان درجة حرارة الجسم الطبيعية من المفروض ان تنحصر مابين 5,36 درجة إلى 2,37 درجة مئوية في حدها الاقصى وهو ما يعني في حالة ارتفاعها أكثر من ذلك كأن تصل إلى 40 درجة مئوية «105 فهرنايت» ان هناك خطورة على الشخص المصاب. كما ان معظم انزيمات الهضم أو العضلات بالإضافة إلى الهرمونات تتوقف عن العمل في حالة ارتفاع درجة الحرارة وهو ما يعني ان الشخص المصاب بدأ في الدخول في مرحلة الموات.

 

 

وتضيف انه يجب عدم ممارسة التمرينات الرياضة أو المشي بعد شروق الشمس وتضيف ان الوقت المثالي لممارسة الرياضة يبدأ من الخامسة وحتى السادسة صباحاً كما يجب تناول السوائل بكثرة.

 

حيث ان الإنسان الطبيعي يحتاج مابين لتر ونصف إلى لترين من المياه يومياً تزداد إلى ليترين ونصف في حالة ارتفاع درجة الحرارة، أما بالنسبة للعمال فإنه يجب مراعاة إمدادهم بالماء بصورة مستمرة على الا تقل الكمية عن ثلاثة لترات يومياً مع مراعاة ان يتضمن وجبات الطعام نسبة عالية من الأملاح مثل الجبن والزيتون والألبان أو الخضروات لتعويض الفاقد نتيجة عملية التعرق وفقدان الجسم للسوائل والأملاح، مع ضرورة استخدام أغطية الرأس للوقاية من أشعة الشمس المباشرة.

 

التعويض بالسوائل

 

كما يجب مراعاة ان يتم إبعاد المريض من الأماكن ذات درجة الحرارة العالية مع رشه بالماء البارد واستخدام الكمادات الباردة بصورة دائمة إلى ان تنخفض درجة حرارة الجسم من 40 درجة إلى 37 مئوية على ان يتم ذلك بصورة تدريجية، كما يجب تعويض السوائل عن طريق إعطاء المصاب سوائل عن طريق الوريد مع أملاح البوتاسيوم والمغنسيوم، أما في حالة اذا ما ظهرت الفحوصات المخبرية وجود فشل كلوي حاد فلابد من إجراء غسيل كلوي دموي عاجل للمريض.

 

وتضيف ان الفرق الوحيد بين الإرهاق الحراري وضربة الشمس هو ان المصاب بضربة الشمس يعاني فقط من الأعراض اما المصاب بالإنهاك الحراري فتظهر عليه آثار التغيرات الحرارية واختلال وظائف الكلى بالإضافة إلى فقدان الأملاح والانزيمات.

 

الصحة المهنية

 

من جانبه قال د. احمد نبيل أبو طالب استشاري الصحة المهنية بإدارة الطب الوقائي في وزارة الصحة: ان الإجراءات الوقائية تبدأ منذ الفحص الطبي للعاملين في درجات حرارة غير عادية اذانه بداية لابد من التأكد من عدم معاناتهم من أية أمراض يمكن أن تتأثر بالعمل في تلك الأجواء الحارة.. مثل أمراض الجهاز الدوري، ارتفاع ضغط الدم،أو الكلى وأمراض القلب بالإضافة إلى الأمراض الجلدية التي يمكن لدى البعض استعداد طبيعي للإصابة بها لدى التعرض لدرجات حرارة عالية.

 

 

ويضيف انه لابد من مراعاة التكييف مع درجات الحرارة المرتفعة بمعنى التدرج في التعرض لها والهدف من ذلك ان يحدث تكييف للغدد العرقية مع درجات الحرارة العالية، كما يجب ان يشرب العامل 2 لتر ماء كل ساعتين في أماكن العمل التي تصل درجة الحرارة بها إلى 45 درجة مئوية ونسبة رطوبة تتعدى الـ 85.

 

ويؤكد على ضرورة عدم تناول هؤلاء العاملين لأية مشروبات كحولية لان هذه المشروبات تقوم بتوسيع الشعيرات الدموية بالجلد مما يؤدي إلى زيادة امتصاص الجسم للحرارة، بالإضافة إلى ذلك ينصح العاملين في هذا المجال بالإقلال من تناول الأطعمة النشوية والدهنية التي تؤدي إلى زيادة الوزن والإكثار من تناول الفواكه والخضروات. مع زيادة الملح في الوجبات الغذائية، بالإضافة إلى فترات الراحة الاجبارية والتي يتم تحديدها وفقاً لطبيعة العمل حيث تختلف من الشاق إلى المتوسط أو الخفيف مع ضرورة وجود أماكن للاستراحة.