خبر دنيا بعدك حزينة..وصورك في القلب باقية

الساعة 09:09 ص|03 أغسطس 2009

دنيا بعدك حزينة.. وصور في الذاكرة

فلسطين اليوم- غزة (تقرير خاص)

"دنيا بعدك حزينة، دمعة تسيل وشمعة تنطفي، والعمر بعدك يختفي يا رائد" كلمات من القلب إلى القلب نُقشت بدمع الاشتياق وحرقة الغياب، على صورة الأسير رائد غباين الذي يقبع في سجون الاحتلال الإسرائيلي وتحتضنها والدته بين يديها في الاعتصام الأسبوعي بمقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

 

غباين (22 عاماً) الذي اعتقلته قوات الاحتلال قبل ثلاث سنوات من بيته في منطقة العطاطرة شمال قطاع غزة، حكمت عليه المحاكم الإسرائيلية 8 سنوات ومازالت تعتقله في سجن نفحة الصحراوي، كان عريساً قد مضى على زواجه شهرين، ولكن لم يكتمل حلمه بحياة سعيدة مع زوجته فأبت قوات الاحتلال إلا أن تعكر صفوهما.

 

والدته، التي تحتضن صورته تتمنى أن تتبدل الصور بالحقائق وتتمكن من احتضان نجلها بين يديها لكي تكحل عينيها برؤيته بعد غياب سنين عنها، ولكن يبقى هذا مجرد تمنيات، حيث القلق المتزايد كما تقول على رائد بسبب عدم قدرتها على الاطمئنان على أحواله بعد انقطاع سبل التواصل بينهما.

 

تؤكد غباين، أن نجلها يخفي دوماً في اتصالاته القلائل معها مايعانيه في سجون المحتل، في حين أنها تنحرق من داخلها لأنها تعرف مايحدث من اعتداءات متواصلة من قبل جنود الاحتلال ضد أبنائهم الأسرى.

 

وفي صورة أخرى يظهر الأسير خالد نصيراً شامخاً قوياً وبجانبه صورته شقيقه الشهيد محمود الذي استشهد قبل أن يراه الأسير، كما تؤكد والدته التي حملته صورة نجليها أثناء تواجدها في الاعتصام الأسبوعي للتضامن مع الأسرى والمطالبة بالتخفيف من الإجراءات القمعية ضدهم.

 

توضح والدة نصير أن نجلها (27 عاماً) ويقبع في سجن نفحة الصحراوي، حكمت عليه المحاكم الإسرائيلية 12 عاماً، لا تعرف مصيره وتجهل طبيعة ظروفه الاعتقالية في سجون الاحتلال وتحاول الاطمئنان عليه من خلال أسرى الضفة الغربية.

 

أما والدة الأسير محمد أبو عطايا (40 عاماً) فلم تره منذ سنين عدة لا تذكرها حيث حوكم بـ17 مؤبد، ولم تسمع صوته، ولا تطمأن عليه سوى من أسرى الضفة الغربية، الذين أصبحوا هم كذلك يجدون صعوبة في الاطمئنان على أولادهم.

 

وفيما كانت أم الأسير ماهر العقاد من مدينة خانيونس تحمل صورة نجلها الأسير ماهر (22 عاماً) كانت تحلم بيوم تصبح الصورة حقيقية وتتلمس قسمات وجه ابنها الذي اعتقل قبل خمس سنوات ويقبع في سجن السبع.

 

يشار، إلى أن قوات الاحتلال تصعد من انتهاكاتها التعسفية ضد الأسرى مما يثير قلق أهاليهم وذويهم، ويجعل من مطاليهم بالعمل على ضمان زيارتهم لأبنائهم أمراً ملحاً ينادون به المؤسسات الحقوقية والدولية.

 

وفي تقرير للباحث المختص بشؤون الأسرى، مدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين عبد الناصر فروانة، شدد فيه على أن قوات الاحتلال تنتهج سياسة الاعتقالات ، كسياسة ممنهجة وتقليد يومي، انتقامي، مزاجي في كثير من الأحيان ، وأحياناً أخرى للضغط والمساومة.

 

كما أكد على أن الأسرى ليسوا مجرد أنباء و أخبار إعلامية فحسب، وأن قضيتهم  بحاجة إلى إعلام قوي وفق خطة إستراتيجية، تعتمد على التكامل والتراكم واستخدام كافة أشكال العمل الصحفي، باعتبارها قضية عربية إسلامية مقدسة ، ومن واجب كافة وسائل الإعلام المختلفة ( المرئية والمسموعة والمطبوعة والألكترونية ) منحها المساحات الكافية وتفعيلها ومساندتها بما يوازي حجم الانتهاكات والجرائم التي يتعرض لها الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال الإسرائيلي.