خبر كنيست يلتف على كنيست- هآرتس

الساعة 08:37 ص|03 أغسطس 2009

بقلم: زئيف سيغال

 (المضمون: برلمان اسرائيل يتنازل عن كرامته ويحكم على نفسه بالشلل تماما كما تريد له الحكومة حتى تخلو لها الساحة - المصدر).

الكنيست يعقد اليوم جلسة استثنائية للاجازة، من شأنها ان تسجل انخفاضا جديدا في مراحل سلم الاحترام البرلماني، هذه الجلسة التي ستدور حول هوية الكنيست كسلطة تشريعية تحدد "قواعد اللعبة" بين سلطات الحكم وبين الفرد والدولة.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يسعى لان يكون "رب البيت" في الكنيست وان يطرح قوانين على المصادقة العاجلة على طريقة "سنفعل ونسمع". هو لن يصمت الى ان يتحقق "حلمه" اليوم من خلال التصويت على "قانون موفاز" – هذه الصيغة الاكيدة للانشقاق البرلماني والمس في قواعد اللعبة البرلمانية. من يتذكر تصريحات نتنياهو في الماضي حول ضرورة ارساء الحكم يجد صعوبة في تصديق ما يفعله الان.

رغبة نتنياهو في احداث تغيير فوري على القانون القائم بحيث يصل عدد اعضاء الكنيست الذين "يقومون بخطوة انشقاق" لسبعة وليس ثلث اعضاء الكتلة ذات العلاقة كما هو قائم – فرض على الكنيست البحث في الاسبوع الماضي في اقتراح قانون لمدة 21 ساعة متتالية حتى خروجه للاجازة. النقاش الذي ترددت خلاله قصائد وحكايات دلل على ان الكنيست يلتف على الكنيست كمؤسسة جدية يفترض بها ان تشرع القوانين بعد دراستها بصورة عقلانية.

اليوم ستضاف الى حماقة قانون موفاز الكئيب عملية تصويت حول اصلاح في ادارة اراضي اسرائيل، وبمدة طويلة قبل تبييض كل الجوانب المتعلقة بالتغيرات الجوهرية في مجال ملكية اراضي الدولة – التي تلقي بظلالها على القانون الاساس: اراضي اسرائيل، الذي نسي في خضم الحماس للاصلاحات. التشريع المتسرع في قضية جوهرية معقدة يجرد الكنيست من رداء المشرع ويحوله من مؤسسة تشريعية الى مؤسسة للمصادقة تقول كلمة آمين على كل المبادرات الحكومية ولا تحدد في واقع الامر مضمون التسويات "الاولية" بلغة القانون التشريعي.

الكنيست يدخل في اجازة – غيبوبة صيف طويلة الى ما بعد موسم الاعياد – من دون ان يجري فيه نقاش معمق اقتصاديا حول ميزانية كل وزارات الحكومة. وكالعادة هو يوافق على المصادقة على قانون التسويات وفيه اصلاحات مختلفة، متنازلا خلال ذلك على اجراء نقاش برلماني موضوعي وجدي.

ايضا حقيقة ان الاسس السياسية الحكومية قد فصلت من قبل رئيس الوزراء في الاشهر الاخيرة خارج ساحة الكنيست، في خطاب بار ايلان وخطاب كلية الامن الوطني (في الاسبوع الماضي) تضع الكنيست الذي يتوجب ان تكون الحكومة مسؤولة امامه في زاوية مهمشة. اعضاء كنيست جديين كثيرين يمضون ساعات من العمل الصعب المجهول يستحقون معاملة مغايرة ممن يعتبر الاول بين مجموعة من المتساوين.

ولكن الكنيست هو الذي يسمح بالالتفاف عليه ووضعه خارج اللعبة السلطوية اكثر من كون رئيس الوزراء يقدم على تخفيض مدى الاحترام لهذا البرلمان. انتخابات الكنيست الثامن عشر جرت في شباط ولكن بسبب عطلة عيد الفصح بدأ الكنيست في العمل فقط في بداية آيار، 9 اشهر بعد ان توقف الكنيست السابق عن العمل. خروج الكنيست الى اجازة لثلاثة اشهر الان يتم بعد ثلاثة اشهر من العمل فقط. اعضاء الكنيست ومن بينهم الجدد اعتادوا الدفاع عن اجازاتهم بتعصب وتشدد بينما يتذرعون جميعا بالسفر للخارج.

ومثل اسلافهم، احبط اعضاء الكنيست الحاليون خطوة تقليص الاجازة الصيفية. رئيس الكنيست رؤوفين ريفلين المتشدد عن حق الذي يحافظ على مكانة الكنيست احجم عن استخدام نفوذه من اجل الاقدام على خطوة جدية كان بامكانها ان تؤدي الى تقليص فترة الاجازة الصيفية والتي ما زال من الممكن الاقدام عليها. الـ 45 يوما التي بقيت حتى رأس السنة من الممكن ان تكون ايام عمل كاملة خصوصا في الفترة التي قد تحدث فيها تغيرات هامة في المجالات الداخلية والخارجية.

 

الكنيست كمؤسسة تشريعية تمارس الرقابة الهامة والمتواصلة على الحكومة هيسلطة لا يمكن لمجتمع ديمقراطي ان يتنازل عنها. الكنيست نفسه ايضا غير مخول بالقيام بذلك.