خبر لا تدسوا أنوفكم- معاريف

الساعة 08:34 ص|03 أغسطس 2009

بقلم: حاييم نافون

 (المضمون: حركات اليسار المتطرف تخلت عن الجمهور الاسرائيلي. وهي تتلقى تمويلا من محافل سياسية اجنبية، ذات مصالح خاصة بها - المصدر).

لا يعقل: منظمة اليمين المتطرف "قوة للتلال" تمول بأموال طائلة من الحكومة الروسية. هذا الكشف يطرح علامات استفهام صعبة. فهل "قوة للتلال تخدم مصالح دول اجنبية؟ هل يوجد نشطاء يمينيون تطرفهم هو المعتقد وهم يكسبون جيدا من نشاطهم الجماهيري؟ وكيف يرتبط كل هذا بايفات ليبرمان؟

هذه الحقائق تبعث على الصدمة الشديدة لدرجة انه يصعب ببساطة تصديقها. وعن حق: لا توجد على الاطلاق منظمة تسمى "قوة للتلال"، وكل ما كتبته عنها هو افتعال تام.

ولكن بالتأكيد توجد منظمات في اسرائيل تتلقى تمويلا من جهات سياسية اجنبية. وهذه المنظمات ليست منظمات يمينية. سفير اسرائيل في لاهاي توجه مؤخرا الى وزارة الخارجية الهولندية وتساءل لماذا تمول هولندا منظمة " نحطم الصمت".

فحص اجرته السلطات في هولندا اظهر ان سفارتهم في تل ابيب نقلت الى المنظمة المتطرفة دعما ماليا بمبلغ 19.995 يورو، خمسة يورو اقل من السقف الذي يستوجب قرارا من وزارة الخارجية في لاهاي.

السفير الهولندي كان بحاجة الى ان يغطي دعمه للمنظمة المتطرفة. اما للسفير البريطاني فالحياة اسهل. فقد نقلت بريطانيا بشكل مكشوف اربعين الف جنيه استرليني الى منظمة "نحطم الصمت" وادعى السفير البريطاني بان كل شيء قانوني. انا اقترح على حكومة اسرائيل ان تمول منظمات يسارية تآمرية في بريطانية، تشهر بالجيش البريطاني في وسائل الاعلام العالمية. وسنرى كم سيستطيب ذلك للملكة.

الحرية التي تأخذها محافل اجنبية لنفسها في اسرائيل هي فضائحية. ولكن عارا اكبر من هذا هو وقاحة اليسار الاسرائيلي الذي لا يخجل من ان يعتاش على دعم دول اجنبية. "نحطم الصمت" هي مجرد طرف الجبل الجليدي. فقد نشر روعي شارون في معاريف     ان الاتحاد الاوروبي مول بسخاء منظمات يسارية مثل "محسوم ووتش" و "مبادرة جنيف". ينبغي ان نتذكر بان الاتحاد الاوروبي ليس هيئة مدنية بريئة تدعم حقوق الانسان. هذه هيئة سياسية لديها مصالح خاصة بها. يبدو ان الاتحاد الاوروبي توصل الى الاستنتاح بأن منظمات اليسار في اسرائيل تخدم مصالحه. فهل هي تخدم مصالحنا ايضا؟

النائب داني دنون احتج قبل سنتين امام الاتحاد الاوروبي على التمويل الذي منحه لحركة السلام الان. يخيل ان الدعم الخارجي جاء هنا كبديل عن الدعم الداخلي. فمتى سمعتم مؤخرا عن مظاهرات جماعية للسلام الان؟ لقد تحولت السلام الان من حركة جماهيرية الى حركة لفظية. اساس نشاطها هو الثرثرة حول كل قاطرة حجرة جديدة في معاليه ادوميم، الى جانب ادارة حملات دعائية لاذعة واقلاق تافه لسكان يشع (المناطق).

حركات اليسار المتطرف تخلت عن الجمهور الاسرائيلي. وهي تتلقى تمويلا من محافل سياسية اجنبية، ذات مصالح خاصة بها. في حالات عديدة الانجاز المركزي لهذه الحركات هو التشهير باسرائيل في وسائل الاعلام العالمية. لماذا ينبغي لنا ان نحتمل هذا.