خبر رفح: عشرات من عمال الأنفاق يتركون مهنتهم بعد حوادث الموت الجماعية

الساعة 05:20 ص|03 أغسطس 2009

فلسطين اليوم : كتب/ محمد الجمل

أكدت مصادر متعددة أن عددا كبيرا من أنفاق التهريب توقف عن العمل بصورة جزئية، خلال الأيام القليلة الماضية، بعد ترك معظم العاملين فيها عملهم في أعقاب سلسلة الحوادث غير المسبوقة التي وقعت، مؤخرا، وراح ضحيتها نحو 11 قتيلا وعشرات المصابين.

وأكدت المصادر ذاتها أن الأنفاق الواقعة في محيط بوابة صلاح الدين جنوب رفح كانت من أكثر المناطق تأثرا، نظرا لأن معظم الحوادث وقعت بالقرب منها.

وقال شبان كانوا يقفون بالقرب من أحد الأنفاق المنهارة أنهم قرروا ترك العمل في مجال الأنفاق بصورة مؤقتة، خشية أن يلاقوا نفس المصير الذي لاقاه زملاؤهم في أنفاق مجاورة.

وأشار محمود صقر إلى أن الانهيارات المتتالية التي وقعت في عدد من الأنفاق المتقاربة تثير الكثير من التساؤلات، معربا عن اعتقاده بأن منطقة صلاح الدين أصبحت من المناطق الخطرة، لذا قرر ترك العمل فيها.

وأشار صقر إلى أنه سيبحث عن عمل في المجال نفسه، شريطة أن يكون أقل خطورة ويجنبه دخول النفق مسافات طويلة، متمنيا أن ينجح في ذلك.

أما الشاب جمال أحمد، فأشار إلى أنه تعرض لضغوط كبيرة من قبل ذويه لترك العمل في الأنفاق، خاصة بعد الحوادث المذكورة.

وأكد أحمد أنه رغم الظروف المعيشية الصعبة التي تعيشها أسرته وحاجتها الماسة لما يكسبه من خلال عمله في الأنفاق إلا أن والديه وأشقاءه ألحوا عليه بترك هذه المهنة خشية أن يصيبه مكروه.

وأوضح أنه احترم رغبتهم ويفكر بالبحث عن مهنة بعيدة عن المخاطر كالتجارة، لافتا إلى أنه سيقترض مبلغا من المال من أحد أصدقائه ويشتري بضاعة مصرية مهربة بأسعار رخيصة، مستفيدا من العلاقات التي كونها خلال فترة عمله في الأنفاق التي استمرت عامين.

الشاب أحمد أكد أنه بعد تفكير عميق قرر ترك العمل في الأنفاق، موضحا أنه كان من الممكن أن يكون أحد من علقوا داخل الأنفاق المنهارة.

وأشار إلى أن صورة زملائه القتلى خلال إخلائهم من أحد الأنفاق لا تزال عالقة في ذهنه، لذلك قرر ترك تلك المهنة التي وصفها بمهنة الموت.

وكان أحد مالكي الأنفاق جنوب المدينة ويدعى "سمير"، أكد أن عمال الأنفاق يتعرضون للاضطهاد والمخاطر بصورة كبيرة، موضحا أن معظم مالكي الأنفاق يستغلون حاجتهم للمال ويجبرونهم على العمل في ظل ظروف غير آمنة.

وأوضح "سمير" أن بعض مالكي الأنفاق لا يعطون العمال حقوقهم ولا يقومون بصرف أي تعويضات لعائلات الضحايا ممن سقط أبناؤهم خلال عملهم في الأنفاق.

وكانت العديد من مؤسسات المجتمع المدني والقوى السياسية الفاعلة دعت الجهات المعنية إلى التدخل وتوفير الحماية للعاملين في الأنفاق.

كما طالبت الجهات المذكورة في بيانات أصدرتها خلال الأيام القليلة الماضية الشبان بألا يكونوا سلعة رخيصة لدى تجار الأنفاق والمهربين، ممن باتوا يستخدمون الشبان لتحقيق ثراء فاحش، كما أكدت البيانات.

وطالبت بعض القوى والتنظيمات الجهات المعنية بإلزام مالكي الأنفاق بتعويض عائلات الضحايا.