خبر وضع على شفا كارثة.. أجهزة أمن الضفة تبدأ باعتقالات واسعة في صفوف حماس

الساعة 07:32 م|02 أغسطس 2009

فلسطين اليوم: غزة

تخيم أجواء من الاحتقان على حركة فتح على خلفية إصرار حركة حماس على منع ممثلي الحركة من المشاركة في مؤتمر فتح السادس.

ونقل موقع عرب 48 نقلاً عن مصادر فلسطينية أن الأجهزة الأمنية بدأت باستدعاء واعتقال العشرات من ناشطي حركة "حماس" في الضفة الغربية.

وقال مصدر فلسطيني أن الأوضاع على شفا كارثة وهي بحاجة ملحة لتدخل العقلاء والحكماء، وأن الأوضاع مشحونة وقابلة للاشتعال في أي لحظة.

وأعلن أعضاء غزة الذين استطاعوا الوصول إلى رام الله والبالغ عددهم حوالي 150 عضوا تضامنهم مع رفاقهم في غزة، وأعلنوا أنهم لن يشاركوا في المؤتمر إذا لم يسمح لممثلي غزة بمغادرتها.

وقال المصدر أن هذه الخطوة تزيد الأمر تعقيدا وتزيد من حالة الاحتقان في الضفة الغربية. وحذر مسؤولون في حركة فتح من تدهور الأوضاع بين حركتي فتح وحماس وانزلاقها إلى أعمال انتقامية.

واستهجن مسؤول فلسطيني في حديث لموقع عرب48 رفض حماس السماح لأعضاء المؤتمر بمغادرة قطاع غزة، واستخف بتبرير بعض قيادات حماس بأن الدافع من وراء هذه الخطوة هو المس بفرص محمد دحلان في الفوز بمقعد في المركزية، مؤكدا أن معظم من قدموا من غزة إلى رام الله بدون إذن من حماس هم من أنصار دحلان، ودعا حماس إلى التعقل وعدم جر الساحة الفلسطينية إلى مزيد من التوتر، والسماح لأعضاء لأعضاء المؤتمر بالمشاركة في المؤتمر بمعزل عن أي ملف آخر.

وتواردت أنباء أن المجلس الثوري لحركة فتح ألغى اجتماعه المخطط مساء اليوم لبحث زيادة قائمة العضوية إلى موعد آخر لم يحدد بعد. إلا أن اللجنة المركزية تعقد في هذا الأثناء اجتماعا لبحث عدة ملفات تلقي بظلالها على الؤتمر.

وقبل يومين من انعقاد المؤتمر ما زال هناك نقطتان هامتان لم تحسما بعد: مشاركة ممثلي قطاع غزة البالغ عددهم حوالي 450 عضوا من 1550 عضو ا في المؤتمر. والخلاف حول زيادة عدد أعضاء المؤتمر.

في القضية الأولى ما زالت قيادة حركة فتح تنتظر نتائج الوساطات لتذليل العقبات وضمان مشاركة ممثلي قطاع غزة وبدا اليوم أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بات على استعداد لإطلاق سراح عدد من معتقلي حماس بعد أن كان يرفض أمرا كهذا. وتبذل كل من مصر وتركيا وسوريا جهودا للوساطة بين حركتي فتح وحماس والتوصل إلى اتفاق يتيح مشاركة ممثلي قطاع غزة، وتواردت أنباء أن رئيس الفلسطيني محمود عباس يدرس إطلاق سراح 400 معتقل من حركة حماس مقابل السماح لممثلي قطاع غزة بالمشاركة بالمؤتمر وعدم ملاحقة من استطاعوا الوصول إلى الضفة الغربية بطرق مختلفة.

وقالت انتصار الوزير عضو اللجنة المركزية لحركة فتح أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أخبر حماس عبر وسطاء عرب أنه سيفرج عن 400 معتقل من اعضائها لدى السلطة إذا وافقت على سفر اعضاء فتح القادمين من غزة.

وكانت حماس اشترطت إفراج السلطة الفلسطينية عن المعتقلين التابعين للحركة مقابل سماح حماس لأعضاء فتح في قطاع غزة (الخاضع لسيطرة حماس) بالسفر لحضور مؤتمر فتح السادس.

واوضحت الوزير في تصريحات نقلتها هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عباس سيفرج عن نصف هؤلاء المعتقلين قبل بدء المؤتمر والنصف الآخر اثناء المؤتمر.

لكن سامي ابو زهرى القيادي في حماس قال إن الحركة تريد "افراج كبير وحقيقي"، مضيفا أن حماس ستتعامل مع عرض عباس "بعد أن ترى افعالا لا أقوال".

و قالت الوزير إن رئيس السلطة محمود عباس على اتصال بالرئيس السوري بشار الأسد وبتركيا ومصر في محاولة للضغط على حركة حماس. إلا أن نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لفتح قال ردا على سؤال لرويترز بشأن احتمال عدم مشاركة ممثلي فتح في غزة قال إن " المؤتمر سيعقد بأي حال."

 

وفي قضية العضوية، لم تتوصل اللجنة المركزية لحركة فتح في اجتماعها يوم أمس السبت إلى اتفاق حول التظلمات المقدمة إلى اللجنة التحضيرية للمؤتمر، وتعني الموافقة على قسم من تلك الطعون زيادة عدد أعضاء المؤتمر، الأمر الذي يلقى معارضة شديدة لدى عدد من أعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري وكوادر حركة فتح. ويدور الحديث في أوساط حركة فتح بأن العدد النهائي لأعضاء المؤتمر سيصل إلى نحو ألفين لأن الاتجاه هو قبول عدد من التظلمات والطعون.

ويلمس المراقبون إصرارا لدى كوادر حركة فتح وقادتها الميدانيين على عقد المؤتمر تحت أي ظرف، ورغم حديث الكثير من المراقبين عن أن نتائج المؤتمر محسومة لصالح معسكر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يؤكد مسؤولون في حركة فتح أن أعضاء المؤتمر غير متجانسين ولا يمكن توقع نتائج المؤتمر بشكل مسبق.

في هذه الاثناء بدأت وفود حركة فتح القادمة من سورية ولبنان والاردن في القدوم إلى بيت لحم بموافقة سلطات الاحتلال التي تعهدت للسلطة الفلسطينية بتسهيل انعقاد المؤتمر آملة بأن يتمخض عن نتائج ترضيها. كما وافقت سلطات الاحتلال كذلك على قدوم وفود فتح من قطاع غزة الذي يخضع عادة للحصار المشدد.