خبر تقريرٌ للتجمع الإعلامي يكشف عن تصعيدٍ خطيرٍ للانتهاكات المقترفة بحق الصحفيين

الساعة 10:40 ص|02 أغسطس 2009

تقريرٌ للتجمع الإعلامي يكشف عن تصعيدٍ خطيرٍ للانتهاكات المقترفة بحق الصحفيين

فلسطين اليوم- غزة

شهد شهر يوليو- تموز الماضي تصعيداً خطيراً في الإعتداء على حرية العمل الصحفي والحق في الحصول على المعلومات، المكفول في اتفاقية جنيف الرابعة والتي تنص على ضرورة حماية الصحفيين أثناء النزاعات.

وفي تقرير الحريات الثالث لشهر يوليو الذي أصدره التجمع الإعلامي الفلسطيني، كشف أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تولّت المهمة الأكبر في انتهاك حريات العمل الإعلامي للصحفيين الفلسطينيين وخاصة في مدينة القدس المحتلة ما يتماشى مع التصعيد السياسي والعسكري ضد أهالي المدينة المقدسة، حيث لاحقت الصحفيين بالاعتقال والتحقيق والإبعاد دون وجه حق.

كما استمرت خلال شهر يوليو الماضي الخروقات التي تمارسها الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية وقطاع غزة بحق الصحفيين الفلسطينيين ووسائل الإعلام المختلفة، وبلغت ذروتها بقرار الحكومة بالضفة الغربية تعليق عمل مكتب قناة الجزيرة في رام الله.

ورصد التجمع الإعلامي بشكل تفصيلي قائمة من الاعتداءات بحق الصحفيين خلال الشهر الماضي، وهي على النحو التالي:

 

الانتهاكات الإسرائيلية

2-7-2009: شرطة الاحتلال في القدس تعتقل المنسق الإعلامي لمؤسسة الأقصى للوقف والتراث محمود أبو عطا، وتطلق سراحه بعد خمس ساعات.

14-7-2009: قوات الاحتلال تحتجز طاقم تلفزيون وطن على حاجز شمال مدينة رام الله، وتصادر الكاميرا الخاصة بطاقم المحطة وتحتجز الطاقم المكون من: نزار حبش ونادية صرصور وإبراهيم بدوان وخالد ملحم وسليمان أبو سرور قبل أن تصادر كاميرا التلفزيون ومعدات التصوير.

18-7-2009: النيابة العامة الإسرائيلية توجه لائحة اتهام ضد الصحفي والكاتب الفلسطيني برهوم جرايسي، من مدينة الناصرة، بزعم أنه "هدد" و"ضرب" المستعمر زئيف هيرطمان، عضو مجلس مستعمرة "نتسيرت عيليت".

18-7-2009: قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل اثنين من مصوري شركة "بال ميديا" في مدينة القدس المحتلة أشرف الشويكي وحمزة النعاجي أثناء توجههما إلى البلدة القديمة.

26-7-2009: شرطة الاحتلال الاسرائيلي ومستوطنيه يعتدون على الصحفيين المقدسيين خلال هجوم  المستوطنين المتطرفين على حي الشيخ جراح وسط القدس المحتلة واستيلائهم على أحد منازل الحي.

30-7-2009: شرطة الاحتلال تعتقل المصور الصحفي الفلسطيني عمار عوض من وكالة رويترز أثناء محاولته تغطية اقتحامات المستوطنين لباحات المسجد الأقصى عند باب الملك فيصل، واقتادته إلى التحقيق وقاموا بالتنكيل من خلال تفتيشه ونزع ملابسه عنه ومصادرة معدات التصوير الخاصة به وجهازه الخليوي. وقد أفرجت عنه بعد ساعات حيث قررت سلطات الاحتلال إبعاده عن منطقة المسجد الأقصى لمدة أسبوع.

30-7-2009: شرطة الاحتلال تعتقل المنسق الإعلامي لمؤسسة الأقصى للوقف والتراث الصحفي محمود أبو عطا ومصورها المصور الصحفي موسى قعدان. أثناء توجههما إلى البلدة القديمة لتناول طعام الغداء، وفيما رفض أبو عطا التوقيع على قرار إبعاده عن المسجد الأقصى، قررت شرطة الاحتلال إبعاد المصور قعدان عن الحرم القدسي مدة 15 يوما.

 

الانتهاكات الناجمة عن الانقسام الفلسطيني

13-7-2009: جهاز الاستخبارات العسكرية الفلسطيني يطلق سراح الكاتب والصحفي سري سمور بعد اعتقال دام أسبوعين، فيما ظلت الأجهزة الأمنية تحتجز سبعة صحفيين منهم ستة في الضفة وواحد في غزة.

15-6-2009: قررت السلطة الفلسطينية تعليق عمل قناة الجزيرة الفضائية في فلسطين وملاحقتها قضائيا بسبب ما أسمته التحريض الذي تقوم به القناة على منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية، بعيد بثها تصريحات رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية وأمين سر حركة فتح فاروق القدومي والتي اتهم فيها الرئيس الفلسطيني وقيادات فتحاوية بالتورط في اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات.

18-7-2009: تراجعت السلطة الفلسطينية عن قرارها تعليق عمل مكتب الجزيرة في الضفة الغربية الذي اتخذته قبل أيام على خلفية بث القناة لتصريحات فاروق القدومي ضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مع التأكيد على مضيها في مقاضاة القناة.

28-7-2009: الأجهزة الأمنية الفلسطينية تعيد اعتقال الصحفي مصطفى صبري بعد يومين فقط من الإفراج عنه، حيث قضى ثلاثة أشهر في سجون الأمن الوقائي، ورفضت الأجهزة الإفراج عنه إلا بعد فترة طيلة من صدور حكم قضائي بذلك.

وحتى نهاية تموز ظل معتقلا كل من: مصطفى صبري، قيس أبو سمرة، إياد سرور، مراد أبو البهاء، سري القدوة، بعد الإفراج عن الزملاء: يونس حساسنة مدير مكتب قناة اقرأ الفضائية في الضفة الغربية، والصحفي بسام السايح من نابلس، والصحفي سري سمور من مدينة جنين.

ورغم الإفراج عن ثلاثة زملاء معتقلين منذ أشهر في سجون الأجهزة الأمنية بالضفة الغربية، إلا أن التجمع الإعلامي الفلسطيني يؤكد على استمرار تدهور أوضاع الحريات العامة وحرية العمل الصحفي خاصة، حيث جاء قرار تعليق عمل قناة الجزيرة والاستمرار في مقاضاتها تتويجا لهذا التدهور الخطير.

ويدعو التجمع الإعلامي الفلسطيني جهاز الأمن الداخلي في قطاع غزة على وجه الخصوص إلى المبادرة بالإفراج عن الزميل الصحفي سري القدوة رئيس تحرير صحيفة الصباح، كما يدعو الأجهزة التابعة للسلطة بالضفة إلى اتخاذ خطوة إيجابية بالإفراج عن أربعة صحفيين معتقلين في سجونها.

إن استمرار ملاحقة الصحفيين واستدعائهم للتحقيق ومنعهم من العمل بحرية، يتماشى، وللأسف، إلى حد بعيد مع سياسة الاحتلال الهادفة إلى إخراس الصوت الفلسطيني ومنع تصدير المعاناة الفلسطينية وكشف الجرائم الاحتلالية للرأي العام العالمي.

ويدعو التجمع الإعلامي الفلسطيني كافة الهيئات الفلسطينية الحقوقية والإنسانية والإعلامية إلى حشد الطاقات باتجاه دعم ومؤازرة الصحفيين المعتقلين في السجون الفلسطينية، والضغط باتجاه الإفراج عنهم، والسعي إلى إيجاد وثيقة شرف مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، تحرم المساس بالصحفيين أو مضايقتهم ومحاصرتهم في تغطيتهم الصحفية بأي شكل كان.

كما يدعو التجمع حكومة الدكتور سلام فياض في الضفة الغربية إلى التراجع عن قرار مقاضاة قناة الجزيرة الفضائية التي كان لها السبق والفضل في دعم ومساندة القضية الفلسطينية على مدار السنوات الماضية منذ انطلاقتها، باعتبار ذلك نكران للجميل وانتهاك واضح وسافر لحرية الرأي والتعبير والنشر.

ويناشد التجمع الإعلامي الفلسطيني كافة وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية خاصة، إلى وضع قضية القدس والتصعيد الإحتلالي الخطير ضد أبنائها على سلم أولوياتها في التغطية وإفراد الوقت والمساحة التي تليق بأهمية هذه المدينة ومكنتها الدينية والوطنية والقومية.

كما يأسف التجمع الإعلامي لحالة التخوين والسب والشتم التي وصل لها قطبي النقابة في حركة فتح سواء أكان في مجلس النقابة المنتهية ولايته بغزة أو الضفة الغربية وما جرى من نقاش يمس بالمسيرة الإعلامية التي خضبت بدماء الشهداء من الإعلاميين والصحفيين.

لذلك يدعو التجمع الإعلامي لمحاسبة كل المتورطين بالفساد في ملف نقابة الصحفيين وفق الأصول المهنية والمرعية عبر تشكيل لجنة مستقلة من الصحفيين والإعلاميين مع ضرورة الإسراع في تفعيل ملف نقابة الصحفيين الفلسطينيين .