خبر طائرات ورقية في غزة- هآرتس

الساعة 08:53 ص|02 أغسطس 2009

بقلم: تسفي بارئيل

 (المضمون: اسرائيل تواصل حصارها لغزة رغم التهدئة بادعاءات واهية بدلا من ان تفتح المعابر وتتيح للناس هناك ان يعيشوا حياتهم بصورة طبيعية - المصدر).

يا للويل، اتباع حماس بدأوا يشددون على لباس النساء عند شاطىء البحر – هم يجبروهن  بارتداء غطاء على رؤوسهم. حركة طالبان على حدودنا الجنوبية. هذا مثير للاهتمام، في السعودية ايضا يتوجب على النساء ايضا ان يغطين رؤوسهن وليس من حقهن سياقة السيارات والتوجه الى الخارج من دون مرافقة رجل او العمل في سلسلة طويلة من المهن. ولكن قلبنا ينفطر تحرقا لقدوم السعوديين الذين ننتظر بلهفة قيامهم بمصافحة يدنا.

وما الذي نعرفه عن غزة ايضا؟ في الاسبوع الماضي مثلا نظمت مباراة طائرات ورقية طموحة عند ساحل البحر. الغزاويون يريدون تحقيق رقم قياسي يسجل في كتاب جينس. نحن ايضا نعرف ان حماس تقوم بادارة شبكة انفاق للتهريب الناجح من مصر، وماذا ايضا؟ ليس الكثير. على سبيل المثال ما هو عدد التلاميذ الذين انهوا الثانوية هناك؟ والجامعة؟ وبالاساس الى اين يسير الجيل القادم من الغزاويين؟ غزة مثل شقيقتها سديروت غابت عن الخارطة. منذ ان توقفت صواريخ القسام عن القدوم الينا انحل تحالف المدينتين التوأمتين سديروت وغزة. التهدئة غير الرسمية القائمة منذ نصف عام اعادت الحياة الى مسارها "الطبيعي": غزة تحت الحصار كالعادة وسديروت عادت الى المخزن.

ولكن ان كانت الحياة في غزة "تسير كالمعتاد" رغم الحصار وعرفت الاستخبارات الاسرائيلية كيف تعدد كميات الاسمنت والفولاذ والحديد والوقود التي تصل من مصر وحجم الصفقات والضريبة التي تفرضها حماس على التهريبات، فلماذا لا يفعلون ما يجب منذ مدة طويلة: فتح بوابات غزة والسماح للجميع بالاستيراد والتصدير والكسب والبناء، واتاحة المجال للطلاب للوصول الى جامعاتهم في الاردن ومصر وانتزاع الاحتكار الاقتصادي الذي تمتلكه حماس، وبالاساس – الكف عن التزييف والخداع. ذلك التزييف الذي يواصل بنيامين نتنياهو تسويقه بنجاح ومفاده ان فتح المعابر يعتمد على اطلاق سراح شليت.

شليت في اسره منذ ثلاث سنوات. ثلاث سنوات من العقوبات والحرب القاسية على غزة من اجل اطلاق سراحه، ولا شيء. ولكن بطريقة ما تكرست معادلة المعابر الكاذبة على قاعدة المعابر تساوي شليت. ليس من نافلة القول ان نذكر بأن لشليت ثمنا يتمثل باطلاق سراح سجناء فلسطينيين وليس الثمن في المعابر والبضائع. ثمن فتح المعابر مختلف: ايقاف اطلاق النار على التجمعات السكانية الجنوبية. هاتان صيغتان لم تتغيرا منذ ان اختطف شليت وانما يحاول نتنياهو فقط طمس هذه الحقيقة الواضحة.

ولان نتنياهو يعرف الحقيقة، يساورنا الشك بان شليت يخدم جيدا ما اعتبر مصلحة اسرائيلية. طالما بقي مخطوفا سيكون من المتاح مواصلة الضغط على حماس وعزل غزة وتكريس القاعدة القائلة ان في الضفة فلسطينيين لطفاء وبعد قليل سيبنون مدينة جديدة اما غزة فيقطنها الارهابيون. هنا يتمتعون بالحياة في ظل الاحتلال وهناك يعانون وعلى الفلسطينيين بعد ذلك ان يجروا الحساب بانفسهم. من هنا طالما بقي شليت في غزة ليست اسرائيل مطالبة بتوضيح سياستها القاسية ضد غزة. فالامر واضح جدا وانساني جدا – فرض الحصار على غزة بسبب جندي مخطوف. من المنطقي جدا تجاهل التهدئة التي تطبقها حماس لان هناك جنديا مخطوفا.

اطلاق سراح شليت قد يعرقل هذه الادعاءات ويشوشها. لانه ان كان فتح المعابر يعتمد على اطلاق سراحه كما يقول لنا نتنياهو – فان اطلاق سراح شليت سيزيد من قوة حماس لعدة اضعاف. بامكانها ان تعلن عن انتصارها وان تتمتع اخيرا من كميات المال التي تنتظرها في بنوك الاردن والسعودية لاعمار غزة. حماس التي تبرهن عن انها تستطيع السيطرة على اطلاق صواريخ القسام ان ارادت الحفاظ على الهدوء والتهدئة وفقا لجدولها الزمني وكبح تقدم العملية السياسية بين السلطة الفلسطينية واسرائيل بل ودفع واشنطن لاعادة النظر في مكانتها (حتى وان كان بحذر كبير)، كانت ستفرح لو اتيح المجال لاطلاق سراح شليت مقابل المعابر التي سيؤدي فتحها الى الاعتراف بمكانتها في اوساط العرب ايضا.

ولكن هذا تحديدا ليس الشرط الذي حددته لنفسها حماس الشكاكة. هي تريد السجناء. ذلك لانه من الذي يضمن عدم قيام اسرائيل باغلاق المعابر مرة اخرى بعد اطلاق سراح شليت بيوم؟ كلمة نتنياهو؟ ايهود باراك؟ طالما كانت سياسة اسرائيل عدم الاعتراف بحماس وتقييد خطواتها وحذر نشاطاتها و "تدمير بنيتها التحتية" سيكون من الطبيعي ان ترغب اسرائيل في مواصلة ابقاء المعابر مغلقة حتى بعد اطلاق سراح شليت. وهكذا تكون اسرائيل قد سجنت نفسها مرة اخرى حتى الاختناق داخل سياستها.

ولكن المهم ان الوضع رائع في غزة، هل شاهدتم الطائرات الورقية؟