خبر الاستسلام لليسار- هآرتس

الساعة 08:51 ص|02 أغسطس 2009

بقلم: رون برايمن

 (المضمون: الوزن الزائد الذي يعطى لمنظمات اليسار المتطرف في وسائل الاعلام "الرسمية" يؤدي الى التحفظ المتعاظم منها، الشك في تقاريرها وربما ايضا يبعد مستهلكي الاعلام الكثيرين عن الموردين احاديي الجانب - المصدر).

الغالبية العظمى من البناء اليهودي في يهودا والسامرة قانوني، وعلى اراضي دولة. ولكن بسبب طبيعة التغطية الاعلامية، فان المشاهدين المستمعين والقراء في اسرائيل وفي العالم بأسره يأخذون الانطباع بأن اليهود يبنون على أرض عربية خاصة. الحقائق مغايرة تماما. كميات البناء العربي غيرالقانوني، على اراض خاصة وعلى اراضي الدولة، على جانبي "الخط الاخضر"، يتم بحجوم اكبر بكثير، وليس هناك من ينبس ببنت شفة. الشرطة رفعت اياديها، في القدس، في النقب وفي الجليل. الادارة المدنية غفت في الحراسة في يهودا والسامرة.

لا مبرر لبناء غير قانوني على أرض هي ملك خاص للاخر. ولكن جدير بهذه القاعدة ان تطبق، سواء يدور الحديث عن بناء ليهود على ارض عربية خاصة ام عن بناء لعرب على أرض يهودية خاصة؛ سواء غربي "الخط الاخضر" ام شرقيه، وبالطبع في القدس. وعليه، فكل تعاطي مع موضوع البؤر الاستيطانية يستوجب التبادلية.

لماذا يتلقى مستهلكو وسائل الاعلام صورة مشوهة بهذا القدر؟ السبب: الكشف الهائل الذي تناله منظمات "السلام" و "حقوق الانسان" في مراكز القوى الاعلامية، واحيانا لدرجة التفاني، في ظل استخدام تعابير منظمات اليسار المتطرف.

فهل يحصي احد ما مثلا عدد ظهور يريف اوفنهايمر، امين عام الحركة التي تحمل اسم السلام عبثا، في وسائل البث "الرسمية"؟ فيكاد لا يمر اسبوع لا تجرى مع هذا الرجل المقابلات الصحفية، وكأن تصريحاته اقوال رب حي، والكثير من الصحف تقتبس معطياته وكأنها حقائق لا جدال في صحتها. يدور الحديث عن وضع يمكن وصفه بروح هذه الايام "بؤرة استيطانية" في مراكز القوى في اسرائيل – اجهزة الاعلام والقضاء – والتي تخدم عمليا اهدافا عنصرية.

هكذا ايضا "يحطمون الصمت"، المنظمة التي تجلب "شهادات" جنود تقتبس اقوالهم وكأنها حقائق، وناطقون رسميون يقضون زمنهم على هذه "الشهادات". مفهوم ان منظمات احادية الجانب اكثر شهرة تحظى بتغطية واسعة: نتسيلم، جمعية حقوق المواطن، أمنستي. كلها، ممن لا تعنيهم حقوق الانسان اليهودي.

لماذا صمتت هذه المنظمات عندما نفى اريئيل شارون اليهود من بلداتهم القانونية على أراضي الدولة واجرى تطهيرا عرقيا مع شرعية من الكنيست والمحكمة العليا؟ هل عملا مشابها ضد العرب كان سيحظى بصمت واسناد كهذين؟ لماذا يصمتون عندما يفرض رئيس بلدية عقابا جماعيا على جمهور هائل في القدس ويمنع عنهم الخدمات البلدية لانه يخرج من داخلهم زعران يضرمون النار في عربات القمامة؟ هل هكذا كانوا سيصمتون لو استخدم العقاب الجماعي ضد العرب؟

"البؤرة الاستيطانية" للمنظمات آنفة الذكر في وسائل الاعلام الاسرائيلية على مدى السنين تشوه الرأي العام، تخصي اصحاب القرار وتسحق ثقة الجمهور بمن يصممون آرائه بشكل مغرض ومثير للحفيظة. يدور الحديث ليس فقط عن انعدام التوازن في وسائل البث "الرسمية" التي يفترض ان تحرض على التوازن، بل عن المس بالديمقراطية. الوضع يستمر دون صلة بقرار الشعب في الانتخابات.

ومن جهة اخرى، فان هيئة كمنظمة حقوق الانسان في يهودا والسامرة وغزة تكاد لا تكون مغطاة اعلاميا، ودائرة البروفيسوريين للحصانة السياسية والاقتصادية (والتي الكاتب عضو فيها وكان يرأسها في الماضي) تخفى تماما، وهكذا يستمر الانطباع المشوه وكأن التنور لا يوجد الا في طرف واحد.

الوزن الزائد الذي يعطى لمنظمات اليسار المتطرف في وسائل الاعلام "الرسمية" يؤدي الى التحفظ المتعاظم منها، الشك في تقاريرها وربما ايضا يبعد مستهلكي الاعلام الكثيرين عن الموردين احاديي الجانب.