خبر ليبرمان يفشل في جولته في أميركا الجنوبية ويقرر أن يجرب حظه مع أفريقيا

الساعة 05:25 ص|02 أغسطس 2009

فلسطين اليوم – القدس المحتلة

فشل وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، في جولته الطويلة في 4 دول في أميركا اللاتينية. وعاد من هناك من دون إحراز طفرة في العلاقات بينها وبين إسرائيل. لكن مساعديه يعدون له خطة بديلة لفتح علاقات واسعة مع دول شرق أفريقيا.

وكان ليبرمان قد زار كلا من البرازيل والأرجنتين وبيرو وكولومبيا، في جولة دامت 4 أيام، التقى فيها أبرز القيادات في تلك الدول، بما فيها الرئيس البرازيلي، لويس لوسيو لولا، ورئيس الحكومة الأرجنتيني، أنيبال فرناندس. وجاءت هذه الجولة ضمن خطة استراتيجية هدفها فتح باب علاقات إسرائيلية جديدة «تخرج إسرائيل من قفص علاقاتها مع الولايات المتحدة وأوروبا»، حسب قوله وتجعل إسرائيل دولة متشعبة العلاقات مع دول العالم المختلفة، إضافة إلى علاقاتها مع أميركا وأوروبا.

واختار ليبرمان أميركا اللاتينية كبداية، فاستقبل في إسرائيل كلا من رئيس جمهورية الدومينيكان ونائب رئيس كولومبيا ومبعوثا عن الرئيس البرازيلي. ثم أرسل نائبه، داني أيلون، إلى مؤتمر دول أميركا في هندوراس. وأرسل وزير الأمن الداخلي، يتسحاق أهرنوفتس، وهو أيضا من حزبه «إسرائيل بيتنا»، إلى كل من بنما وكوستاريكا. فيما سيزور الرئيس شيمعون بيريس، في نوفمبر (تشرين الثاني) القادم، كلا من براغواي وأورغواي. وجاء هذا الاختيار كون هذه الدول تقيم علاقات جيدة مع إيران وتساندها سياسيا في الأمم المتحدة وتفتح أبوابها أمام تجارة شرعية وغير شرعية (يقصدون المخدرات) لإيران وحزب الله اللبناني. وحاول تحريض الولايات المتحدة بدعوى أن «إيران تعمل في أميركا اللاتينية كونها تعتبر الجبهة الخلفية للولايات المتحدة». وعرض ليبرمان على هذه الدول مساعدات إسرائيلية تكنولوجية وأمنية وتبادلا تجاريا واسعا، على أمل أن تصبح إسرائيل بديلا مجديا لإيران في العلاقة مع هذه الدول. وتقدم ليبرمان بسلسلة طلبات إلى هذه الدول، مثل التوقف عن الدعم السياسي المطلق للعرب وللقضية الفلسطينية في الأمم المتحدة و«اتخاذ موقف متوازن من هذه القضايا في أبحاث الأمم المتحدة التي ستجري في نهاية الشهر المقبل» والإسهام في عزل إيران «كونها تهدد السلام العالمي بتشجيعها الإرهاب وتطوير الأسلحة النووية» والعودة إلى مشروع «مركوسو»، لإقامة سوق تجارة حرة بين إسرائيل وكل من البرازيل والأرجنتين وأورغواي وبراغواي وغيرها.

لكن مصادر سياسية إسرائيلية قالت إن ليبرمان لم يوفق في هذه الأهداف وأن «الأميركيين الجنوبيين المعروفين بمزاجهم الساخن، استقبلوا ليبرمان ببالغ البرودة ولم يتجاوبوا مع طلباته»، بل طرحوا أمامه مواقف وتساؤلات حول السياسة الإسرائيلية ومدى تعاونها مع الجهود لتحقيق السلام العادل في الشرق الأوسط وتسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وتحفظوا حتى من التخلي عن علاقاتهم مع إيران. ووافقوا فقط على تجربة علاقات جديدة مع إسرائيل من دون أي التزام. ورفضوا حتى إقامة السوق الحرة، التي تعتبر من أبسط المطالب.

وأبدت هذه الأوساط تفهما لفشل ليبرمان، وقالت إن الأمر لا يتعلق به وحده، فهذه أول زيارة يقوم بها وزير خارجية إسرائيلي إلى هذه الدول منذ 23 عاما. وهو يحتاج إلى مزيد من الوقت ومزيد من الزيارات حتى يستطيع الحديث عن فشل أو نجاح. من جهته، سيجرب ليبرمان حظه الآن مع دول شرق أفريقيا، خاصة دول القرن الأفريقي. فهنا أيضا تجد المخابرات الإسرائيلية بداية نفوذ لإيران مثير للقلق، حيث إنها تحاول إغراء تلك الدول بتعاون عسكري واقتصادي. وفي تقرير سينشر في تل أبيب، اليوم، عن «هيئة مكافحة الإرهاب» العاملة إلى جانب شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، جاء أن إيران تنوي مساعدة كينيا على إقامة مفاعل نووي للأغراض المدنية وتستخدم موانئ الصومال مرسى لسفنها الحربية وحتى لغواصة حربية إيرانية وتدفع أموالا طائلة لنقل أسلحة عبر هذه الدول إلى قطاع غزة.