خبر إسرائيل تقيم منطقة بحرية عازلة بعمق ثلاثة كيلومترات شمال القطاع

الساعة 05:56 ص|01 أغسطس 2009

فلسطين اليوم-غزة

لم تكتف البحرية الإسرائيلية بإطلاق النار المستمر، وملاحقتها اليومية لصيادي شمال قطاع غزة، إذ شرعت خلال الأيام الماضية بإقامة منطقة أمنية بحرية عازلة، تبدأ من الحدود البحرية الإسرائيلية الفلسطينية شمالا، وحتى منتجع الواحة السياحي المدمر جنوب غربي بيت لاهيا والذي يبعد نحو ثلاثة كيلومترات عن الحدود.

وشوهد عدد من الزوارق البحرية الإسرائيلية وهي تثبت عددا من العوامات الضخمة في المنطقة لترسم المنطقة التي يحرم على الصيادين دخولها.

وتضيء هذه العوامات التي تأخذ أشكالا وأبعادا مختلفة في الليل ومثبتة بمراس ضخمة.

وبهذه الجريمة الجديدة أصبح مصير نحو 200 صياد يعملون في المنطقة مجهولاً بعد أن تعرض العديد منهم لإطلاق النار عندما حاولوا، أمس، الدخول إلى المنطقة.

ولا تتردد الزوارق الحربية التي ترابط غرب المنطقة باستمرار بإطلاق النار والقذائف الصوتية والمتفجرة باتجاه الصيادين.

وتنذر إقامة هذه المنطقة بتفاقم أوضاع ومشاكل الصيادين الذين يعانون أصلا من ضيق مساحة الصياد المتاحة في المحافظة مقارنة مع عدد الصيادين الذين يمارسون المهنة في هذه المنطقة منذ سنوات طويلة.

ويخشى العشرات من الصيادين حدوث شجارات وإشكالات مع الصيادين في المنطقة الجنوبية إذا ما قرروا الصيد في منطقتهم بسبب ضيق المساحة.

وقرر العديد من هؤلاء البقاء في منازلهم والبحث عن عمل آخر، فيما استبدل آخرون الشباك الكبيرة بشباك صغيرة يصطادون فيها على مقربة من الشاطئ في مياه ضحلة.

ويبلغ عرض شاطئ محافظة شمال غزة نحو ستة كيلومترات فقط، أما اليوم فبعد إقامة المنطقة العازلة فانه سيبقى ثلاثة كيلو مترات يعمل بها نحو 400 صياد يستخدمون قوارب يدوية "مجداف" لا تشكل خطرا على إسرائيل كما يؤكد الصيادون.

وعلى مدار السنوات الماضية تعرض صيادو الشمال إلى انتهاكات واعتداءات مكثفة من قبل زوارق الاحتلال، حيث اعتقل في السنة الأخيرة نحو مائة من هؤلاء الصيادين، بالإضافة إلى مصادرة واختطاف نحو 35 قاربا وآلاف الأمتار من الشباك.

ويؤكد الصياد رامي السلطان الذي يعمل في المنطقة منذ 18 عاما أن أوضاع الصيادين أصبحت في غاية الخطورة سواء على الصعيد الاقتصادي أو الأمني بسبب إقامة المنطقة العازلة.

وأشار السلطان إلى أن قوات الاحتلال أقامت المنطقة العازلة في منطقة غنية بالأسماك مقارنة بالمناطق الأخرى.

وأضاف السلطان انه لا توجد منطقة بحرية تخلو من الصيادين يستطيع الصيادون التوجه إليها، مشيراً إلى أن جميع ساحل القطاع وخصوصا القريب من محافظة الشمال مقسم بين الصيادين ولا يستطيع احد التعدي على الآخر.

وانشغل الصياد إبراهيم زايد في منتصف الأربعينات من عمره بتجميع شباكه وأغراضه القريبة من الحدود واصطحابها إلى منزله لحين معرفة ماذا سيفعلون خلال الأيام القادمة.

وقال زايد إن الصيادين يعتمدون في صيدهم في هذه المنطقة على المياه التي تبعد أكثر من خمسمائة متر عن الشاطئ نظراً لوجود الأسماك فيها وهي المنطقة التي شملها المنع الأمني.

وأشار إلى أن الأسماك لا تعيش في المياه الضحلة وهي المنطقة التي بقي للصيادين دخولها في المنطقة، مشيرا إلى أن جميع الصيادين يمتلكون شباكاً مرتفعة جدا خصيصا للمناطق العميقة.

وتفرض قوات الاحتلال الإسرائيلي حصارا بحريا على البحر منذ عدوانها الواسع على القطاع في نهاية العام الماضي، ولا تسمح للصيادين بتجاوز مسافة ثلاثة كيلو متر داخل البحر مقارنة مع عشرين كيلو متر يحق للصيادين ممارسة المهنة بداخلها وفق ما جاء في اتفاقية أوسلو.

ويصف الصياد رمضان غالب أوضاع الصيادين في الشمال بالمأساوية خصوصا وأنهم يعانون أصلا من تدهور أوضاعهم الاقتصادية وعدم اهتمام الجهات الرسمية بمعاناتهم وأوضاعهم المهنية الصعبة جدا.

وطالب غالب الجهات المعنية باستدراك معاناة الصيادين الذين يفتقدون إلى الحد الأدنى من الرعاية والاهتمام، محذرا في الوقت نفسه من تعرض العديد من عوائل هؤلاء الصيادين إلى المجاعة الحقيقية.

وبحسب الصيادين وعدد من المؤسسات التي قامت بعمليات مسح للمنطقة من قبل فان الغالبية العظمى من الصيادين هم من شريحة أفقر الفقراء الذين لا يجيدون أية مهنة أخرى باعتبار أن هؤلاء ورثوا المهنة عن آبائهم وأجدادهم.

وينحدر هؤلاء الصيادون من منطقة غرب بيت لاهيا وتحديدا من حي السلاطين ومنطقة النزلة غرب مدينة جباليا.