خبر الخضري: واقع الحصار يتفاقم وشعار المرحلة « تعزيز الصمود »

الساعة 11:30 ص|31 يوليو 2009

رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار في حوار مع "قدس برس"

تراكم في فعاليات رفع الحصار ولا بد أن يستمر العمل حتى نبلغ هدفنا

الفهم الغربي الشعبي حول واقع غزة يتنامى ولكنه يصطدم بالمواقف الرسمية

الحكومات العربية مطالبة بالتحرك ولا يجوز التقصير نحو الفلسطينيين بذريعة الانقسام

الخضري يتحدث لـ"قدس برس": واقع الحصار يتفاقم وشعار المرحلة "تعزيز الصمود"

فلسطين اليوم- غزة

أكد النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني ورئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، المهندس جمال الخضري، ضرورة مواصلة الجهود الرسمية والشعبية الرامية لفك الحصار عن قطاع غزة وعلى كل المستويات. ولفت الخضري الانتباه إلى أنّ أي نشاط ضد الحصار في أي بقعة من العالم "له تأثير، ويمكن أن يصنع شرخا في جدار الحصار الذي سينتهي بمجرد العمل على تعزيز صمود المواطن الفلسطيني".

 

وفي سياق مقابلة مع وكالة "قدس برس"؛ لفت الخضري، الذي عاد إلى غزة مؤخراً من جولة خارجية شملت عدداً من الدول العربية والإسلامية، الانتباه أنّ جولته هدفت إلى "تعزيز صمود المواطن الفلسطيني ومحاولة دعم مشاريع حيوية يمكن أن تساهم في مساعدة المواطن الفلسطيني في ظل الحصار والإغلاق المطبق" الذي تفرضه سلطات الاحتلال الإسرائيلية. وأكد النائب الفلسطيني أنّ لدى العرب والمسلمين ما يمكن أن يقدموه لتعزيز صمود الشعب، داعياً إلى مزيد من التواصل والجهد المستمر في هذا الإطار.

 

وذكر الخضري أنّ هناك تنامياً واضحاً في الفهم والإدراك في الأوساط الغربية لحقيقة ما يدور في قطاع غزة بشكل خاص، وللقضية الفلسطينية بشكل عام، مشيراً إلى أنّ الحصار والحرب الأخيرة أظهرا صوراً بشعة للغاية عن الاحتلال الإسرائيلي في العالم "أبلغ من الكلام"، داعيا إلى تغطية إعلامية أقوى، وإلى "سباق صحفي يعتمد التوثيق والتصوير والمتابعة من أجل كشف كافة العورات التي تحاول إسرائيل تغطيتها عن أعين العالم"، كما قال.

 

وبشأن الدور العربي قال الخضري إنّ "ما يُقدّم لا يكفي، وهناك إمكانية للزيادة، وهذا يتطلّب منّا جهداً، وهم دائماً يحمِّلون الانقسام المسؤولية، والبعض يتخذه ذريعة كي لا يقدِّم شيئاً للفلسطينيين حتى لا تُحسَب عليه في اتجاه آخر، لكنّ هذا غير واقعي، فأرواح الناس، واستمرار الحياة لا ينبغي أن تنتظر انتهاء الانقسام. لذا لا بد للحكومات أن تقدم للناس حتى يعيشون حياة حرة كريمة".

 

وفيما يلي نص الحوار الذي أجرته وكالة "قدس برس" في غزة، مع النائب الفلسطيني ورئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، المهندس جمال الخضري.

 

- قمت مؤخراً بجولة خارجية اشتملت على عدد من الدول العربية والأجنبية. من خلال ما رأيت؛ هل تغيرت وجهة النظر الغربية تجاه القضية الفلسطينية بشكل عام، وحيال ما يجري في غزة لاسيما بعد الحرب بشكل خاص؟

 

* خرجت بعد الحرب في جولتين، شملت كلاً من بريطانيا وتركيا والسعودية وقطر والبحرين، وكانت هناك قبل ذلك زيارات لإيطاليا والنمسا والعديد من الدول، سواء كانت عربية أو إسلامية أو أجنبية. والملموس أنّ هناك تفهّماً وتعاطفاً شديداً جداً مع القضية الفلسطينية بشكل عام وضد الحصار المفروض على غزة بشكل خاص، والناس هناك فخورون بصمود الشعب الفلسطيني في غزة؛ سواء كان جراء الحصار أو أثناء وبعد العدوان على غزة.

 

هذا أمر ملموس ولا يمكن أن يشكّ فيه أحد. وأقول بكل صراحة؛ هناك تنامٍ في هذا الفهم للواقع، وتنامٍ للتأييد، وهذا في مستويات مختلفة. يعني مثلا كانت لي زيارة للبرلمان البريطاني في يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني وتم استضافتي وألقيت كلمة هناك على هامش هذا اليوم، وكان هناك حضور شديد ومكثف من كل الجهات البرلمانية واللوردات ووزراء سابقين وشخصيات سياسية وإعلامية. وكان واضحاً اهتمامهم بالوضع الخاص في غزة، مع اهتمام خاص لأني جئت من غزة وسألوا واستفسروا، وكان تفاعلهم مع الكلمة كبير جداً.

 

وأيضاً خلال اللقاءات التي تمّت مع أكثر من مستوى تجد أنّ هناك تغييراً واضحاً، وهناك فهم وإدراك لكلّ ما يدور، وأعتقد أنّ الأوراق الإسرائيلية فيما يتعلّق بالوضع الفلسطيني لاسيما في غزة، أصبحت واضحة ومكشوفة ولم يستطع العدو الإسرائيلي تغطية العورات التي قام بكشفها أثناء حصار غزة أو أثناء الحرب الأخيرة.

 

 

 

- هذا التفهم والإدراك في بعض الأوساط الغربية، هل يرتقي برأيك إلى فعل على أرض الواقع، ومحاولة للضغط على الجانب الإسرائيلي في كل الاتجاهات لوقف ما يقترفه بحق الشعب الفلسطيني؟

 

* حتى نكون واقعيين هناك من يفهم الواقع ويتعامل معه ويظهر هذا التغيير بالنصائح، فيقولون نحن مع كل الحب والتقدير والاحترام، ونحن نفهم القضية ولا بد أن نتكاتف من أجل إنهاء الحصار والاحتلال وغيرها. ولكن لا بد أن يتم إلى جانب ذلك الآتي: أولاً إنهاء الانقسام، فطالما أنّ هذا الانقسام موجود هذا يُضعِف أي عملية تعاطف أو تضامن أو أي استمرار لهذا الأمر، وبالتالي لا بد من إنهاء الانقسام وبأقصى سرعة ممكنة، لأنّ هذا سيساعد حملات التضامن وسيجعلها أكثر قوة وتأثيراً.

 

الناحية الأخرى؛ الخطاب الإعلامي لا بد أن يخاطب الأجنبي باللغة التي يفهمها ويقتنع بها، ما يمكن أن تقبل به، ما يمكن أن يحقق الطموح الفلسطيني، ما يظهر الصورة الحقيقية لآثار الحصار والدمار، ما يُظهر المعاناة والمأساة والواقع، توثيق الأحداث وكل ما يتعلق بالانتهاكات الإسرائيلية، قوة الإعلام في الوصول إلى العالم الغربي بشكل خاص، وخطابه يكون بما يفهمه ويؤثر به.

 

أيضاً من وجهة نظرهم أنّ هناك تغيّراً في وجهة النظر الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية، ودائما يقولون لنا لا تستعجلوا الموقف الأمريكي أن يأتي بين عشية وضحاها أو أن ينقلب انقلاباً كبيراً على ما كان معمول به. الغربيون يرون أنه يجب إعطاء الأمريكيين فرصة من أجل أن يقوموا بالتغيير الكامل.

 

هذه بشكل عام الصورة من الواقع. ثم إنّ كثيراً من الجهات والحقوقية البرلمانية والشعبية والرسمية مستعدة أن تأخذ مواقف ولكن بدرجات متفاوتة، ويكون لهم دعم الواقع في غزة إن أتيحت لهم الفرصة؛ سواء بالقوافل أو السفن أو بإرسال المساعدات أو تبني الطلاب أو إعطاء مواقف سياسية أو تظاهرات أو اعتصامات أو ندوات ومحاضرات، وغير ذلك.

 

 

 

- برأيك؛ ما هو الدور الذي تضطلع به وسائل الإعلام الغربية حيال القضية الفلسطينية وقضية الحصار في غزة، لا سيما مع الحديث عن دور تضليلي وتشويهي في ذلك؟

 

* الموضوع الإعلامي سبّاق، فمن يصل للناس بطريقة أسرع وأوثق يكون له السبق. لكنّ الأمور التي حصلت في غزة، سواء الحصار أو الحرب، أظهرت صورة بشعة جداً للاحتلال، وأعطت صورة أبلغ من الكلام والحديث. وقد تكون الفعاليات التي قمنا بها سواء "مقبرة المصانع" أو "مسيرة الشموع" أو "السلسلة البشرية" (فعاليات تم تنظيمها بغزة) وغيرها، أعطت الصورة مجرّدة عن الواقع الفلسطيني، وهذا لم يكن بإمكان الإعلام الإسرائيلي والغربي أن يمسحها أو يغيِّرها، بل يوجد صدى كبير لذلك.

 

وكذلك "المسيرة الصامتة" والرموز التي استخدمناها، "الرضاعة المُحاصَرة بسلك"، "الشمعة"، ثم الحرب وآثار الدمار وصور الشهداء والمصابين، هذه أمور لا يمكن تغطيتها، رغم أنّ هناك زحاماً في الساحة الإعلامية لكنّ الصورة كانت واضحة، وهذا يتطلّب منّا أن نقوم بدور إعلامي أكبر بتصوير الأحداث وتوثيقها ومتابعتها والتواصل في شتى الاتجاهات.

 

 

 

- تحدثت عن تعاطف واهتمام كبير جدين. فإذا كان هذا التعاطف في أغلبه شعبياً؛ هل يمكن أن يؤثر فعلياً على الحكومات والجهات الرسمية في تلك البلاد للضغط على الجانب الإسرائيلي لوقف اعتداءاته بحق الشعب الفلسطيني؟

 

* الحقيقة هناك جهد شعبي وجهد رسمي. الجهد الشعبي كبير والبرلماني جيد والمستويات الرسمية تفهم وتعرف ما يدور لكنها ملتزمة بالسياسات الخاصة بها، لا يستطيعون أن يخرجوا عنها، وحتى يتغيّر مثل هذا الأمر يحتاج إلى وقت كبير.

 

الجهات الرسمية الغربية لها دور، ولو استمعت إلى الخطاب الإعلامي أو استمعت للمواقف الرسمية، ومثال ذلك قمة الثمانية؛ فإنها دعت بشكل واضح إلى إنهاء الحصار وفتح المعابر. هذا لم يأت من فراغ، بل جاء نتيجة جهود وضغوط وتراكمات كبيرة جداً. مبعوث الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية نظّم مؤتمراً صحفياً في غزة قبل أيام دعا خلاله إلى إدخال مواد البناء وفتح المعابر وغيرها. البرلمان الأوروبي، وجهات رسمية وحقوقية كثيرة تحدثت في هذا الأمر. التأثير كبير، ولكن قد لا يكون بالشكل المطلوب، ولكن هذا بناء تراكمي، لا بد أن يستمرّ العمل حتى تبلغ الهدف الذي تطمح له.

 

 

 

- من خلال لقاءاتك، ما هي الرؤى والاقتراحات المطروحة على صعيد القضية الفلسطينية من ناحية، وعلى صعيد فك الحصار من ناحية أخرى؟

 

* ما يطرح هو حل الدولتين (two states solution )، هذا أمر مقبول غربياً. وبخصوص موضوع الحصار، هم ضد الحصار بشكل كامل.

 

ولكنّ الموضوع السياسي فيه أفكار كثيرة. لكن نحن نقول وبكل وضوح: إسرائيل لا تريد السلام لأنها هي التي تغلق الأبواب وتوصدها، وهي (السلطة) المحتلة، وهي المدمِّرة لكل شيء، وهي المحاصرة، وبالتالي الأمر واضح وبيِّن بأنّ الاحتلال هو الذي يتحمّل المسؤولية، وإذا كانوا (المسؤولون الإسرائيليون) يريدون حلاً فلينسحبوا من غزة والضفة الغربية والقدس.

 

قضية الحقوق الفلسطينية ليس عليها خلاف في الغرب، ولكن لا توجد هناك إجراءات على أرض الواقع تلزم الاحتلال بأن يقوم بأي عملية انسحاب.

 

 

 

- ما هي أهم المستجدات التي يمكنك الإشارة إليها بعد جولتك الأخيرة في الخارج؟

 

* المرحلة ما بعد الحرب حسب ما بدأنا معها هي مرحلة تعزيز الصمود، وهذا شعار أطلقناه بشكل واضح. قد تكون الفعاليات التي نقوم بها كفعاليات على الأرض من مسيرات أو تظاهرات أو غيرها مفيدة وهامة جداً في مرحلة من المراحل، لكن في المرحلة الحالية أعتقد أننا تجاوزنا هذا الأمر، ونحن نتجه نحو تعزيز الصمود.

 

الناس في غزة يعيشون ظرفاً صعبا للغاية، 80 في المائة تحت خط الفقر، 65 في المائة نسبة البطالة، 140 ألف عامل معطلّون عن العمل، عشرات الآلاف من المنازل ومئات المصانع والمدارس والمستشفيات والجامعات مدمّرة بين الجزئي والكلي، البطالة المتفشية. اليوم لا بد من العمل على تعزيز صمود هؤلاء المواطنين، فكانت رسالتنا من خلال هذه الزيارات التي قمنا بها بضرورة العمل على تعزيز صمود الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتعزيز الصمود غير مرتبط بالمعبر، لأنّ فتح المعبر قد يتأخّر، وإدخال مواد البناء قد يطول، وفكّ الحصار قد يأخذ وقتاً، لذا لا بد من إرسال الأموال التي جُمِّدت إلى غزة، وهناك مشاريع كثيرة يمكن أن يُبدأ بها؛ مثلاً مشاريع الأسر المنتجة، التشغيل عن بعد، دعم الطلاب، دعم العمال، دعم المسيرة التعليمية، مشاريع الطرود الغذائية والكساء الطلابي وغيرها، هذه مشاريع يمكن أن نبدأ بها حتى أثناء الحصار، وهذا الأمر وجدنا فيه تجاوباً كبيراً. نحن كلجنة شعبية لا نقوم بالتنفيذ، لكن نعطي المشاريع كإطار عام وكيف يمكن أن تنفذ، وهذه المؤسسات تقوم بالتنسيق مع المؤسسات المناظرة لها في غزة. وفعلاً هناك العديد من المشاريع بدأ تنفيذها على أرض الواقع، وتلمس اليوم أنّ هناك استجابة ورغبة حقيقية لتقديم دعم، وهذا مهم. نركز اليوم في هذه المرحلة على التواصل مع كثير من المسؤولين في أكثر من دولة، وفعلاً العديد من المشاريع بدأ تنفيذها على أرض الواقع.

 

 

 

- ما هي رسالة اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار أو شعارها في هذه المرحلة؟

 

* نجم اللجنة لم يخفت، واقع الحصار أشكاله تغيّرت، وعملنا ارتقى إلى مرحلة جديدة عنوانها تعزيز صمود المواطن الفلسطيني.

 

 

 

- كيف تصف التحرك الرسمي والشعبي العربي والإسلامي تجاه قضية حصار غزة التي دخلت سنتها الرابع؟ وما هي الدعوة التي توجهها لهم؟

 

* نحن قلنا من اللحظة الأولى؛ إنّ الاحتلال يتحمّل مسؤولية الحصار، وأنه لا بد أن ينتهي. وقلنا إنّ إنهاء الحصار هو مسؤولية فلسطينية بالدرجة الأولى، ومسؤولية عربية إسلامية دولية. وأنا رأيي أنّ الجانب الرسمي العربي يمكن أن يكون له دور، ويمكن أن يسهم في دعم صمود الشعب الفلسطيني. لذا لا بد من التواصل مع كل الدول العربية والإسلامية والأجنبية من أجل أن نعزِّز الصمود. وأعتقد أن ما طرحناه من مشاريع يجد صدى في هذه الدول، وقد لا تقوم الدول مباشرة بإنجاز هذه المشاريع، بل تقوم بإنجازها عبر مؤسسات خيرية أو إغاثية أو مؤسسات عامة.

 

أعتقد أنه يجب إلى أن ننظر كيف نطوِّر الأداء وكيف ننجز أكثر، وهذا لن يأتي إلاّ من خلال التواصل. ما يُقدّم لا يكفي، وهناك إمكانية للزيادة، وهذا يتطلّب منّا جهداً، وهم دائماً يحمِّلون الانقسام المسؤولية، والبعض يتخذه ذريعة كي لا يقدِّم شيئاً للفلسطينيين حتى لا تُحسَب عليه في اتجاه آخر، لكنّ هذا غير واقعي، فأرواح الناس، واستمرار الحياة لا ينبغي أن تنتظر انتهاء الانقسام. لذا لا بد للحكومات أن تقدم للناس حتى يعيشون حياة حرة كريمة.

 

 

 

- ماذا عن الحملات الدولية لفك الحصار، من سفن، وقوافل، وغيرها، وهل يمكن أن تحدث مثل هذه الأمور شرخاً في جدار الحصار على المدى القريب؟

 

* أي نشاط في أي مكان في العالم ضد الحصار أؤيده، وكله له نتيجة. الكلمة التي يقولها أي شخص في أي بقعة في العالم ضد الحصار لها تأثير. كل الأنشطة التي ضدّ الحصار لا بد أن تستمر ولا تتوقف، وكلها في النهاية مؤثرة.

 

 

 

- إلى أين يتجه قطاع غزة؟ وما الذي يحتاجه في هذه الفترة بالتحديد؟

 

* قطاع غزة اليوم، يعيش ضغطاً كبيراً جداً يمارسه الاحتلال عليه، وما نشاهده اليوم لاسيما أثناء حفلات تخريج الطلاب، حيث يحضر هذه الحفلات أكثر من ثلاثين ألف شخص، تجد الفرحة على وجوه الأسر، في الوقت الذي منهم من قدّم الشهداء والجرحى والأسرى، إلاّ أننا نجدهم يأتون لحفلات التخرج ويشاركون ويصفقون ويفرحون وكأنّ شيئاً لم يكن. وهذا من أعظم صور الثبات التي يرسمها شعبنا. إنه شعب حرّ، والأمل عنده كبير بالله ثم بأبنائه، لا يأس ولا قنوط ولا ضجر. ومن ينظر إلى احتفالات التخرج عبر الفضائيات قد لا يُصدِّق أنها تُقام في قطاع غزة. وبالتالي هذا شعب عظيم، ولا بد أن نعزز صموده، فإذا عززنا صمود الناس انتهى الحصار. إذا وقفنا إلى جانب المواطن، الطالب، المعلم، العامل، صاحب المصنع، انتهى الحصار.