خبر بعد آب يأتي ايلول..هآرتس

الساعة 08:32 ص|31 يوليو 2009

بقلم: يوئيل ماركوس

في دفء شهر آب، يصعب التقرير والتفكير. ولكن كما قال لنا الكاتب الكوميدي البريطاني بيتر سيلرز في دوره  في "شونسي هاغنن" الشخص غريب الاطوار من واشنطن الذي تحول الى مستشار للرئيس: "بعد آب سيأتي ايلول". وفي هذا الشهر لا تسقط الاوراق فقط وانما تحدث امور هامة وحتى قرارات دراماتيكية.

وليس هناك موعد افضل من هذا لتوجيه اهتمام جيراننا الفلسطينيين الى أن هذا الوقت الذي تسنح لهم فيه الفرصة النادرة على صورة ادارة امريكية هي الاكثر اهتماما بقضيتهم منذ العام 1967. وان لم يضيعوا هذه الفرصة ايضا سيكتشفون ربما انه اقل تأثرا بالادعاء الصهيوني بان "انتدابنا على هذه الدولة قد جاء مباشرة من التوراة" واكثر حزما وحماسا لحل مشاكل الدول العربية والاسلامية في منطقتنا. نتنياهو مثل ديغول في حينه وافق خلافا لتركة أبيه على حل الدولتين لشعبين. هذا كبير حتى على شونسي هاغنن.

فالمفاوضات كما نعلم تبدأ بهذه الصورة: كل طرف ومطالبه. ليس عليهم أن يطالبوا بتجميد البناء في المستوطنات من قبل أن يعرفوا أي سيكون خط الحدود. وان كانت الحكومة ستبدأ كما هو متوقع عما قريب باخلاء البؤر الاستيطانية غير القانونية بالقوة من الواجب سؤال الفلسطينيين في قيادة حماس أية لفتة قمتم بها من أجلنا في أي وقت من الاوقات. هل تعتقدون فعلا أن من الممكن بناء دولة مع جندي مخطوف واحد؟

لدى الفلسطينيين عموما وقيادة حماس على وجه الخصوص فرصة للانخراط في خط الاردن ومصر المعتدل والاعتماد على المظلة السعودية ودول الخليج الغنية ليساعدوهم في اعادة بناء مجتمعهم بدعم من اوباما. ارئيل شارون لم يرغب بغزة كهذه عندما أخلى غوش قطيف في 2005 والساجدون للسلام في البلاد لم يحلموا بشبه دولة فلسطينية متطرفة ونحن لم نتراجع عن حلم ارض اسرائيل الكاملة من أجل شبه فتح وشبه حماس.

رئيس الموساد سابقا افرايم هليفي يقول ان اوباما لم يوجه كلماته لاسرائيل فقط وانما لحماس ايضا معترفا بها كطرف من خلال ذلك. ليس صدفة ان بيبي قد صرخ في وجه رئيس الشاباك يوفال ديسكن الاسبوع الماضي عندما كان يستعرض وضع المناطق في جلسة الحكومة واشار خلال ذلك الى تغيير معين قد طرأ على خطاب حماس. "هناك تصريحات علنية من قبل مسؤولين كبار في حماس تشير الى سعيهم بالظهور بمظهر المعني بانهاء الصراع مع اسرائيل وفقا لنموذج الدولة الفلسطينية في حدود 1967"، هذا ما قاله ديسكن.

هليفي يعتقد ان هناك حاجة لاعطاء فرصة لحماس وتخفيف حياة السكان في غزة. هم يعتمدون على هذه المساعدة. ايهود باراك كما يعتقد هليفي ملزم بعقد تسوية وانهاء قضية شليت مطالبا حماس بالاعتراف بكل القرارات السابقة التي عقدت مع السلطة الفلسطينية وان تمتنع عن العنف.

هم توقفوا عن اطلاق النار منذ عملية الرصاص المصهور. هذا لا يعني أنهم لا يستطيعون الادعاء: "ها نحن قد تنازلنا عن ابادة اسرائيل" ولكن تكتيك ايقاف اطلاق النار جاء لعدة اسباب حسب هليفي: 1. الخوف من الجيش الاسرائيلي. 2. السماح لاوباما للبدء في الحوار معهم. 3. ادراكهم بان عليهم أن يتفاوضوا مع السلطة الفلسطينية إن آجلا أم عاجلا.

الا ان مشكلة الفلسطينيين هي أنهم يسألون أنفسهم – كما تساءل ابو مازن في واشنطن – ما لنا ولهذا العناء: إما ان تقدم الادارة الامريكية لنا بيبي على طبق نحاسي أو أن حكومته ستنحل. اوباما يوافق على تقدير الادارات السابقة بان بيبي قابل للضغط. من المسموح قول "غزة اولا" الى جانبه ولكن ليس من الممكن "القدس اولا". من الممكن القول السلام مع سوريا ولكن من دون ذكر الجولان.

باراك وبيبي متناغمان تماما في القضية الامنية. ربما سيعقد في منطقتنا في ايلول مؤتمر دولي او مؤتمر غلاف يتضمن قضايا التسوية مع الفلسطينيين والذرة الايرانية. في هذين المجالين مدى عملية الصحوة او نقطة الغليان ليس واضحا بعد. الا ان كان هناك تهديد مباشر على اسرائيل كما اشار المستشار الامريكي للامن القومي الجنرال جيمس جونز في مباحثاته الاخيرة في البلاد.

الحوار الامني بين اوباما واسرائيل ليس قويا تماما، الا ان هناك تحسنا في لغة الجسد، عندما أكدت هيلاري كلينتون في هذا الاسبوع في برنامج "قابل الصحافة" على "حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها" – هذه العبارة التي تهمس لنا من خلالها قائلة: "اتركوا المهمة لنا". ومن يعرف ربما يأتي يوم يقرر فيه الرئيس اوباما بعد أن زار نصف العالم، زيارة اسرائيل ايضا وتكرار عبارة مناحيم بيغن الشهيرة في كامب ديفيد: "هباموس باتسم" أي جلبنا لكم السلام باللاتينية. هل كشف مساعدو اوباما اليهود الذين يرعون نهجه الرئاسي، له ان هذه مسألة يمكن أن يحصل من أجلها على جائزة نوبل للسلام؟