خبر مصادر: سنعتقل قادة حماس ونحاكمهم كمسؤولين عن جرائم غزة

الساعة 06:15 ص|31 يوليو 2009

مصادر: سنعتقل قادة حماس ونحاكمهم كمسؤولين عن جرائم غزة

فلسطين اليوم- الشرق الأوسط

صعدت حركة حماس موقفها، أمس، واعتقلت العشرات من أعضاء المؤتمر السادس لحركة فتح في غزة، بعدما قالت إنهم ممنوعون من السفر إلى الضفة الغربية للمشاركة في أعمال المؤتمر، بدون إطلاق سراح معتقلي الحركة في الضفة وتسليم جوازات سفر القطاع. وفي المقابل قال العميد عدنان الضميري، الناطق باسم المؤسسة الأمنية الفلسطينية، لـ«الشرق الأوسط»، إن السلطة ستتخذ بحق قيادة حماس السياسية في الضفة الغربية إجراءات قاسية جدا، إذا لم تعد الحركة عن موقفها بمنع أعضاء المؤتمر من السفر. ولم يكشف الضميري عن طبيعة هذه الإجراءات، لكن مصادر أمنية قالت لـ«الشرق الأوسط» إن السلطة ستعتقل المئات من عناصر حماس بمن فيهم قادة سياسيون وأعضاء في المجلس التشريعي وستوجه لهم تهم المشاركة في الانقسام، وتثبيت الانقلاب في القطاع.

 

وبحسب المصادر فإن السلطة ستستند إلى أن لحماس قيادة واحدة في الضفة وغزة ودمشق، وأن قيادة الضفة لم تأخذ موقفا معاديا لموقف حماس في القطاع ولا حتى حياديا، بل أيدت منع أعضاء مؤتمر فتح من السفر.

 

وعند سؤال الضميري عن دقة هذه المعلومات، قال، «نعم هم قيادة واحدة وسيتحملون المسؤولية عن كل الانتهاكات والجرائم وسنحملهم هذه المسؤولية». وأضاف «تعلمون أن كل قيادة حماس السياسية في الضفة غير معتقلين وهم يعملون ويجتمعون ويصرحون، لكنهم سيتحملون كامل المسؤولية عما يجري في قطاع غزة، إذا لم تتراجع حماس». ومضى يقول «نحن سنعتبرهم شركاء وسينفذ عليهم القانون، كشركاء، باتخاذ إجراءات قانونية وقاسية، أما أصول هذه الإجراءات ستحددها الجهات القضائية الأمنية والعسكرية حسب المس بأمن الدولة». وكان أعضاء مجلس تشريعي في حماس في الضفة، بينهم محمود الرمحي قالوا لـ«الشرق الأوسط» إنهم تلقوا تهديدات فعلا باعتقال الجميع بمن فيهم الدكتور عزيز الدويك، رئيس المجلس التشريعي. وقال الرمحي إن جهات عليا في السلطة اتصلت بالدويك ونقلت له هذا التهديد إذا لم يسمح لأعضاء فتح بالخروج من غزة، وبحسب الرمحي، قال المسؤول للدويك، «لن نسكت ونحن في حل من أي إجراءات على الأرض». وأجلت اللجنة المركزية لحركة فتح، اجتماعها، الذي كان مقررا أمس، حتى السبت، وقال رئيس كتلة فتح البرلمانية، عزام الأحمد، إن اجتماع اللجنة تأجل إلى مساء السبت القادم لإعطاء المزيد من الوقت للتحضيرات التي تجري لعقد المؤتمر ال 6 للحركة، موضحا أن الاتصالات ما زالت متواصلة مع أطراف عربية وصديقة من أجل تذليل العقبات التي تضعها حركة حماس أمام انعقاد المؤتمر وتحديدا ما يتعلق بسفر أعضاء فتح من قطاع غزة إلى الضفة الغربية.

 

وأكد الأحمد أن حركة فتح أبلغت حركة حماس بشكل مباشر وعبر أصدقاء وأشقاء بأنها قد تضطر إلى الخروج عن قواعد التعامل العادية في حال أصرت حماس على عدم السماح لأعضاء فتح بالتوجه إلى الضفة الغربية. وكانت فتح اعتقدت بأن المسألة سويت مع حماس بعد تلقي رئاسة السلطة رسالة من سورية بهذا الصدد، وقال الأحمد إن سورية بعثت بالفعل رسالة أول من أمس إلى السلطة تفيد بأن حماس وافقت على خروج أعضاء المؤتمر، «ولكن حركة فتح فوجئت بعدم تقيد حماس بهذا التعهد مما أثار أيضا انزعاج القيادة السورية». واعتبر الناطق باسم حماس، فوزي برهوم، بأن مطلب حماس بإطلاق سراح معتقليها في الضفة مقابل السماح لأعضاء مؤتمر فتح بالسفر مطلب «وطني عادل».

 

وقال إن «إصرار أبو مازن وقيادات فتحاوية متنفِّذة في الحركة على عدم التجاوب مع كل الوساطات والدعوات المطالبة بإطلاق سراح معتقلي حماس مقابل السماح لوفد فتح بالمغادرة؛ يؤكد عدم رغبة هذا التيار في مشاركة فتح غزة في المؤتمر السادس؛ حتى يحدث خللٌ في التوازنات ويستفرد بساحة حركة فتح». وفي غزة، اتهمت فتح حركة حماس بأنها صعدت خطواتها بطريقة محمومة ضد أعضاء مؤتمر فتح السادس، لمنعهم من المشاركة في أعمال المؤتمر. وقالت فتح إن حماس «اختطفت» العشرات من أعضاء المؤتمر، بينهم قياديون بارزون، وأمناء سر مناطق. واستدعت أجهزة حماس، الوزير عبد الله أبو سمهدانة محافظ المنطقة الوسطى، وعضو اللجنة الحركية العليا لفتح في قطاع غزة، والذي من المقرر أن يشارك في أعمال المؤتمر الحركي السادس، واحتجزت هويته وجواز سفره. وقال أبو سمهدانة إن قوة من حماس وصلت إلى منزله الكائن إلى الغرب من مدينة غزة وسلمت عائلته بلاغ استدعاء له. مؤكدا أن حماس مخطئة إذا كانت تتوقع أنها من خلال حملات الاعتقال والملاحقة واستدعاء أبناء وكوادر حركة فتح ستتمكن من ابتزاز الحركة. كما اعتقلت حماس، الدكتور عبد الرحمن حمد، عضو المجلس الثوري لفتح، للمرة الثانية خلال 24 ساعة. وقال مصدر مقرب من مكتب حمد، إن حماس استدعت حمد للمرة الثانية على التوالي للتحقيق معه دون إبداء الأسباب. وقالت فتح إن حماس اعتقلت عضوين في المؤتمر السادس وهما، سناء شعث وزينب الدغمة.

 

وزادت حدة التوتر بين حماس وفتح، بسبب منع أعضاء المؤتمر السادس من غزة بالسفر إلى الضفة، وقررت فتح أن تعقد مؤتمرها حتى بدون حضور فتحاوي غزة، لكنها أعطت فرصة أخرى لجهود الوساطة التي تقوم بها سورية ومصر وتركيا وروسيا. وكان المئات من أعضاء مؤتمر فتح من الخارج وصلوا خلال الأيام الماضية إلى الضفة الغربية، بعدما طلبت السلطة لهم تصاريح بذلك، وأمس، وصل حوالي 100 من مسؤولي حركة فتح في لبنان إلى الضفة الغربية عبر الأردن، للمشاركة في المؤتمر الذي سيعقد في بيت لحم يوم الثلاثاء المقبل. وقال «راديو إسرائيل» إن إسرائيل رفضت السماح لـ 3 من مسؤولي فتح في لبنان بدخول الأراضي الفلسطينية، وهم، أبو داود، الذي تتهمه إسرائيل بأنه يقف وراء عملية ميونيخ عام 1972 التي قتل فيها 11 رياضيا إسرائيليا، ومنير المقدح المسؤول العسكري لفتح في لبنان، وجمعة البحرية القائد السابق للبحرية في قوات الأمن الوطني الفلسطيني.