خبر « واشنطن بوست »: معركة أوباما ضد المستوطنات خاسرة

الساعة 03:10 م|30 يوليو 2009

فلسطين اليوم – قسم المتابعة

استطاع الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، خلال الأشهر الستة الأولى التي تسلم فيها مقاليد منصب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، تحقيق نتائج مهمة، وكان أبرزها وأكثرها لفتاً للأنظار أن العلاقات السياسية الأمريكية تفاقمت مع دولة واحدة فقط هي إسرائيل.

 

بهذه الكلمات استهلت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية افتتاحية عددها الصادر اليوم الخميس، وقالت إن الإدارة الأمريكية الجديدة عكفت على تحسين العلاقات مع روسيا وأوفدت سفراء جددا لكل من سوريا وفنزويلا، كما مدت يدها بغصن الزيتون لكل من كوبا وبورما.

 

وعلى الرغم من كل هذا، اصطدمت الإدارة على مدار الثلاثة أشهر الماضية مع إسرائيل بسبب بناء مساكن لليهود في القدس والضفة الغربية. واختلفت الحكومتان كذلك فيما بينهما حول السياسة التى ينتهجانها إزاء إيران، وإن كان خلافا طفيفا.

 

وعلى الرغم من توافد عدد من أبرز المسئولين في الإدارة الأمريكية على القدس لمعالجة عدد من القضايا العالقة خلال هذا الأسبوع، وزيارة وزير الدفاع الأمريكي، روبرت جيتس، ومبعوث الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشيل، ومستشار الأمن القومي جيمس جونز والمساعد الكبير دنيس روس الوشيكة، إلا أن أجواء التوتر بين الدولتين لم تنته، بل وفقدت الولايات المتحدة الأمريكية كثيراً من شعبيتها بين صفوف الأوساط الإسرائيلية وتضررت صورتها بشكل كبير.

 

وترى الافتتاحية أن وقوع هذه المشكلة، من ناحية، كان أمراً لا يمكن تجنبه، فأوباما تعهد عند تسلمه الحكم ببذل قصارى جهده لإحلال السلام فى الشرق الأوسط، ولكن الرياح لا تأتى دائماً بما تشتهي السفن، حيث واجه اختباراً جديداً عند تشكيل حكومة إسرائيلية يغلب عليها الطابع اليميني المتشدد ويترأسها بنيامين نتانياهو الذي رفض قبول مبدأ بناء دولة فلسطينية مستقلة.

 

ولكن من ناحية أخرى، كان أمراً تكتيكياً، فبالكشف عن اختلافه مع رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتانياهو، حول إقامة دولة فلسطينية وتجميد بناء المستوطنات، أراد أوباما أن يجبر إسرائيل على التراجع عن موقفها وفي الوقت نفسه يبنيى مصداقية مع الحكومات العربية، وهما الأمران الأساسيان لتمهيد الطريق للتوصل إلى اتفاق سلام جاد.

 

ولكن مع ذلك، تتهم الافتتاحية، الإدارة الأمريكية بالإخفاق في استغلال بعض الفرص التي سنحت أمامها، فبدلاً من أن يستغل مثلاً أوباما تنازلات نتانياهو المبدئية، وجه خطاباً حول مبدأ إقامة دولة فلسطينية وإيقاف بناء المستوطنات الإسرائيلية التي وافقت على إقامتها الإدارات الأمريكية السابقة. وكان هذا سبباً كافياً، على حسب قول الصحيفة، لدفع القادة العرب والفلسطينيين، الذين قبلوا التسويات السابقة بقلب سليم، إلى تشديد موقفهم، والإذعان عن تقديم التنازلات إلى إسرائيل. لذا احتشد الرأي العام الإسرائيلي والذي عادة ما يميل ضد الحركة الاستيطانية، خلف نتانياهو.

 

ويعمل المسئولون الأمريكيون والإسرائيليون على التوصل إلى تسوية بموجبها تستطيع إسرائيل إكمال المنازل التي بدأت في بنائها، بينما تجمد بناء أي مساكن جديدة، ويتعين على الدول العربية أخذ خطوات مماثلة في المقابل. ولكن ترى الصحيفة أن مثل هذا الاتفاق، سيعرض أوباما للانتقاد الشديد من قبل العالم العربي، وهو الأمر الذي كان من الممكن أن يتجنبه الرئيس الأمريكي في حال تخلى عن إثارة نزاع ضارٍ بسبب المستوطنات في المقام الأول.

 

وفي أسوأ الأحوال، قد يفقد الرئيس أوباما تأثيره بين الإسرائيليين والعرب قبل بدء المباحثات التي يعتمد حلها على النفوذ الأمريكي. وتقول الافتتاحية إن أوباما يجب أن يظهر للجانبين الإسرائيلي والفلسطيني أنهما يستطيعان أن يثقا فيه، في حالة أن أراد التوسط بفاعلية للتوصل إلى اتفاق سلام، لأن موقفها المتشدد تجاه دولة واحدة لن يجدي نفعاً.