خبر رسائل أوباما للعرب دعت إلى مبادرات مقابل ضغط على إسرائيل والسعودية تؤكد لا تطبيع قبل الانسحاب

الساعة 01:41 م|30 يوليو 2009

فلسطين اليوم – قسم المتابعة

جددت المملكة العربية السعودية أمس موقفها الثابت إزاء التطبيع مع إسرائيل معلنةً انه لن يكون قبل الانسحاب الكامل من جميع الأراضي العربية المحتلة، وقبول تل أبيب لمبدأ الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية.

 

جاء ذلك بينما أكد مسؤول خليجي لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية تلقي رسائل من الرئيس الاميركي باراك أوباما لاتخاذ مبادرات.

 

غير أن مسؤولا سعوديا أعلن أمس، عبر وكالة الصحافة الفرنسية، "أن الرياض لن تعترف بإسرائيل إلا بعد انسحابها من الأراضي العربية المحتلة، وقبولها مبدأ الدولتين".

 

وقال أسامة نقلي مدير الإدارة الإعلامية في وزارة الخارجية السعودية، في تصريحات نقلتها الوكالة، إن "موقفنا معروف جيدا، وهو أنه على إسرائيل أن تحرز تقدما جديا باتجاه عملية السلام".

 

ويأتي تصريح المسؤول السعودي بعد دعوات وجهها المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل للقيام بمبادرات من دول عربية باتجاه إسرائيل.

 

وقال المسؤول السعودي: "كما نعلم جميعا، إسرائيل تواصل اتخاذ إجراءات أحادية الجانب لتغيير المعطيات الجغرافية والديموغرافية على الأرض عبر بناء مستوطنات وتوسيع المستوطنات القائمة".

 

وأضاف أن "مبادرة السلام العربية واضحة جدا"، مؤكدا أن "على إسرائيل الانسحاب من الأراضي العربية وإنهاء الاحتلال وحل القضايا الكبرى في النزاع". وأضاف نقلي: "في خطة السلام العربية" التي عرضتها السعودية واعتمدت عام 2002 "التطبيع (مع إسرائيل) يتم بعد بلوغ هذه الأهداف وليس قبل ذلك".

 

إلى ذلك قال مسؤول خليجي كبير لـ"الشرق الأوسط" إن بلاده تلقت رسالة أوباما بشأن اتخاذ خطوات ملموسة تجاه إسرائيل، لكن المسؤول الخليجي أكد في الوقت ذاته أن هذه الرسائل "لم تحمل معها أي دعوة للتطبيع في العلاقات مع تل أبيب، على الأقل في الوقت الحاضر، وركزت على تقديم مبادرات من أي نوع في هذا الاتجاه". وكشف المسؤول الخليجي، الذي اشترط عدم ذكر اسمه، تفاصيل هذه الرسائل التي قال عنها إنها أرسلت قبل نحو ثلاثة أسابيع تقريبا، وإنها "كانت مكتوبة، ولعدد من القادة العرب وليس جميعهم".

 

واشار المسؤول الخليجي إلى أن الرسائل أرسلت للدول العربية التي تتمتع بعلاقات قوية مع الولايات المتحدة الأميركية "وليس لجميع الدول العربية". ووفقا للمسؤول الخليجي فإن الرسائل التي أرسلها الرئيس أوباما تمحورت حول تقديم الدول العربية لمبادرات باتجاه تسريع عملية السلام، "لكن أوباما لم يطلب تحديد هذه المبادرات وتركها بحسب كل دولة، دون أيضا أن تصل إلى التطبيع الكامل، وهو ما تتفق الدول العربية على أنه سيكون مشروطا بقبول إسرائيل للمبادرة العربية للسلام".

 

واحتوت رسائل أوباما للزعماء العرب، بحسب المسؤول الخليجي، على الطلب من هؤلاء الزعماء تقديم "مبادرات تتعلق بإظهار حسن نواياهم للدفع بعملية السلام، في الوقت الذي أكد فيه أوباما أنه سيدعم هذه الخطوات العربية المرتقبة، بخطوات أميركية تدفع إسرائيل للإذعان لتقديم مبادرات حسن نوايا من جهتها". وقال المسؤول الخليجي إن جولة المبعوث الأميركي للسلام جورج ميتشل في المنطقة "كانت رسائل أوباما محورا أساسيا في مباحثاته خلالها مع المسؤولين والزعماء العرب الذين التقاهم في جولته الشرق أوسطية الحالية".

 

غير أن المسؤول الخليجي قال في الوقت ذاته إن الدول العربية لا تزال متخوفة من التقدم خطوات إيجابية في هذه المبادرات باتجاه إسرائيل، "في الوقت الذي لا تزال فيه تل أبيب تزداد تعنتا في عملية السلام وفي أي خطوات حسن نية تؤيد ما تذهب إليه الإدارة الأميركية".

 

وأضاف أن عددا من الدول العربية تريد ضمانات أولية من قبل الولايات المتحدة قبل الشروع في تقديم خطوات من قبلها، وقال: "صحيح أننا نثق في توجه الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس أوباما، لكن مثل هذه الخطوات التي تطلبها الإدارة الأميركية ستكون حساسة ومحرجة بدرجة كبيرة في حالة عدم تقدير الحكومة الإسرائيلية الحالية لها.. وهذا هو المتوقع". وأحجم المسؤول الخليجي عن إعطاء أي تفاصيل إضافية عن الخطوات التي تنوي الدول العربية اتخاذها، أو على الأقل بلاده، وقال: "ما زلنا في مرحلة التشاور، فمثل هذه الخطوات بحاجة إلى دراسة متعمقة قبل الشروع في تنفيذها".