خبر حسن حمدي: ينتابني قلق شديد على مستقبل فريق الأهلي

الساعة 12:00 م|30 يوليو 2009

 

القاهرة/ أبدى حسن حمدي رئيس النادي الأهلي، والمرشح لنفس المصب في الانتخابات المقرر إجراؤها يوم 31 يوليو/ تموز، ثقته الكبيرة في استمراره على كرسي الرئاسة، ولكنه يجاهد من أجل إنجاح قائمته كاملة حرصاً على استقرار النادي.

 

وأشار حمدي إلى أن المجلس القادم لقيادة الأهلي تنتظره مهام جسام، منها بناء الفرع الجديد بمدينة الشيخ زايد، والبحث عن مصادر تمويل جديدة غير تقليدية.

 

واعترف رئيس النادي الأهلي، في حوار مع CNN بالعربية، بأن ناديه يعاني من "أزمة مالية طاحنة"، بسبب المصروفات الباهظة التي يتكبدها النادي للصرف على 19 لعبة رياضية، كلها تحقق خسائر مالية باستثناء الفريق الأول لكرة القدم.

 

وطالب حمدي بضرورة تغيير القانون المصري، وقانون الرياضة حتى تتاح للأندية فرص للتمويل تستطيع من خلاله الصرف على الألعاب الرياضية، واتهم التلفزيون المصري بالتعنت في قضية البث الفضائي، ورأى أن السعر العادل للدوري المصري يقدر بـ 200 مليون جنيه في الموسم.

 

وألمح إلى قلقه على مستقبل الفريق الأول لكرة القدم، بسبب تراجع مستواه في الفترة الأخيرة، لاسيما وأن الفريق دخل مرحلة الإحلال والتجديد، وأن النادي اختار حسام البدري كمدير فني لأنه الرجل المناسب لهذه المرحلة.

 

وتاليا نص الحوار:   

 

لماذا تحرص على اختيار قائمة محددة في انتخابات الأهلي، رغم أن الانتخابات تعتمد على النظام الفردي؟

 

التجربة أثبتت أن النجاح يحتاج لجو من الهدوء، وهو ما تحققه القائمة الموحدة كما تم مع النادي في السنوات الأخيرة، والنجاح يحتاج لمجموعة متجانسة تستطيع أن تتفاهم مع الرئيس، ولا أتصور شكل العمل في حال اختلاف الرئيس مع نائبه أو مع أمين الصندوق مثلا، فلو حدث ذلك سيتعطل العمل، وسيكون النادي هو الخاسر في النهاية.

 

الأهلي هو من اخترع نظام " القائمة الموحدة"، وعندما نجحت التجربة بدأت بقية الأندية في تقليده، فحدث في الزمالك مؤخرا، وقبلها في نادي الصيد، وهذا يؤكد صحة الفكر الذي اتبعه الأهلي.

 

ألا ترى أن الجبهة الواحدة تلغي فكرة الرأي الآخر؟

 

القائمة الموحدة لا تعني اتفاق الاراء أو الاختلاف، ولكن بالعكس في مجلس إدارة النادي الأهلي تختلف الآراء، ولكن في النهاية عندما تتفق الأغلبية على قرار، تعضده الأقلية، فأنا داخل مجلس الإدارة أترك جميع الأعضاء يطرحون أفكارهم وآرائهم وقراراتهم، في النهاية أطرح وجهة نظري، حتى لا يتأثر أحد من الأعضاء برأيي.

 

على أي أساس تختار قائمتك الانتخابية؟

 

هناك عدة نقاط هامة يجب توافرها في أعضاء القائمة، وأحرص على بعض البنود الأساسية التي يجب توافرها في الأعضاء، أهمها التجانس الفكري، واختلاف التخصصات، بحيث يضم المجلس خبراء في كرة القدم لأنها اللعبة الشعبية الأولى، وعنوان النادي الأهلي، بالإضافة الى وجود عضو خبير باللوائح والقوانين الرياضية، وهكذا.

 

هل حدثت خلافات خلال فترة اختيار القائمة الأخيرة؟

 

قرأنا الفاتحة داخل مجلس الإدارة على أن يوافق جميع الأعضاء على اختيارات رئيس النادي، وأن من يخرج من القائمة سيساعد الجبهة حرصا علي استقرار النادي، لأن من يحب الأهلي يخدمه في أي موقع، ولا يشترط أن يكون عضوا في مجلس الإدارة.

 

ولكن العامري فاروق أحد أعضاء المجلس ترشح للانتخابات بعد استبعاده من قائمتك؟

 

هذه وجهه نظره، وهو حر في رأيه.

 

هل تعرضت للإحراج عند اختيار القائمة في ظل تقليل عدد الأعضاء بسبب لائحة الأندية الرياضية الجديدة؟

 

الانتخابات المقبلة مختلفة لأنها قللت عدد أعضاء مجلس الإدارة من 13 عضوا الى تسعة أعضاء فقط، ولكن رغم ذلك لم أحرج من أي عضو من الأعضاء الذين تم استبعادهم، لأنني ببساطة شديدة أبحث عن مصلحة النادي الأهلي فقط، وضميري مستريح لقراري، لأنني حددت اختياراتي بعد الاستماع لكافة وجهات النظر.

 

رغم أن صالح سليم كان رئيسا قويا إلا أنه لم ينجح مرة واحدة بقائمة كاملة، وفعلتها أنت في انتخابات 2004، فلماذا؟

 

كنت مشاركا مع صالح في كل الانتخابات التي خاضها داخل النادي، ولا أستطيع أن أبرئ نفسي من أي تهم قد تلصق به، ولا يمكن أن تكون الحسابات هكذا، فصالح سليم خاض الانتخابات في ظروف مغايرة للظروف التي مرت بي في 2004، ولا توجد قاعدة ثابتة في الانتخابات لأن الظروف تتغير.

 

هل ترى أن الانتخابات المقبلة أسهل انتخابات في تاريخ النادي؟

 

لا توجد انتخابات سهلة طالما أن هناك منافسة، بصرف النظر عن رأي البعض في قوة المنافسة، والأزمة التي تواجهني بشكل شخصي ليست في الانتخابات في حد ذاتها ولكن للمهمة التي تنتظرنا، فأمامنا مهام صعبة، وهناك أولويات عديدة يجب تنفيذها، منها فرع النادي الجديد بمدينة الشيخ زايد، وضرورة إيجاد طرق للتمويل بعيدا عن الطرق التقليدية، لأن موارد النادي محدودة، والمصروفات باهظة، فلك أن تعلم أن الأهلي يصرف على 19 لعبة رياضية، كلها تحقق خسائر مالية كبيرة، باستثناء الفريق الأول لكرة القدم، الذي يحقق فائضا ماديا، ولكن هذا الفائض لا يمكن أن يصرف على بقية أنشطة النادي، هذا بخلاف فريق كرة القدم وضرورة تدعيمه، وهذا الدعم يحتاج لأموال كثيرة لأن خريطة كرة القدم تغيرت في العالم كله، والأسعار أصبحت غالية.

 

هل يعاني الأهلي من أزمة مالية؟

 

نعم، وهذه الأزمة ناتجة عن المصروفات العالية للألعاب الرياضية التي لا تحقق أرباحا، ولا حتى تغطي مصروفاتها، ولا أخفي سرا إذا قلت أن النشاط الرياضي في النادي الأهلي إيراده " صفر".

 

من المسؤول عن الأزمة المالية التي تعانيها الأندية المصرية؟

 

هناك عدة عوامل تقف وراء تلك الأزمة، منها نظام الاحتراف الذي تعيشه الأندية، والذي كبد خزائنها تكاليف باهظة، هذا بخلاف أن حقوق الأندية مهدرة بين عدة جهات، على سبيل المثال، التلفزيون المصري يعطل محاولات الأندية لتسويق حقوقها في مباريات كرة القدم فضائيا، بحكم القانون الذي يمنحه شارة البث التلفزيوني، وهي حقوق يمكن أن تزيد من دخول الأندية بشكل كبير، كما أن القانون لا يحمي الأندية في تسويق منتجاتها وحقوق الرعاية.

 

ما هو المطلوب لحفاظ الأندية على حقوقها؟

 

لابد من تغيير القانون المصري، وقانون الرياضة، ولو حدث ذلك ستزيد ميزانيات الأندية بنسبة تقترب من 50 في المائة، فآخر ميزانية للأهلي كانت 280 مليون جنيه، ويمكن زيادتها الى 420 مليون جنيه.

 

ما رأي الأهلي في أزمة البث الفضائي؟

 

التلفزيون المصري يستطيع أن يحصل على حقوق مباريات كرة القدم أرضيا وفضائيا وينهي الأزمة، إذا قدم سعرا عادلا لتلك المباريات، ولكن سياسة التعنت التي يتبعها التلفزيون هي التي خلقت الأزمة.

 

ما هو السعر العادل لمباريات كرة القدم من وجهة نظرك؟

 

200 مليون جنيه في الموسم.

 

ألا يقلقك تراجع مستوى فريق الأهلي في الموسم الأخير؟

 

لا أنكر قلقي على فريق الكرة في الفترة الأخيرة، ولكن في نفس الوقت، من الصعب استمرار فريق بعينه على القمة لمدة خمس سنوات كما فعلها الأهلي، في ظل حالة الإرهاق التي أصابت اللاعبين جراء تتابع المواسم الكروية، وهو ما أرهق الفريق بدنيا وعصبيا، كما أن القلق يزيد عندما يدخل الفريق مرحلة التجديد.

 

لماذا اتخذ الأهلي قرار تعيين حسام البدري مديرا فنيا للفريق كأول مدرب مصري منذ 12 عاما؟

 

حسام هو الأنسب لهذه المرحلة، خاصة وأن الفريق كما قلت دخل مرحلة الإحلال والتجديد، والتجربة أثبتت أن المدرب المصري هو الأنسب لهذه المهمة، بالإضافة الى أنه شخصية متزنة ويعرف قدرات اللاعبين وعمل مع مانويل جوزيه لمدة ست سنوات واكتسب منه خبرات كثيرة، ورأينا منحه الفرصة في هذه المرحلة.

 

هل كنت تتوقع رحيل مانويل جوزيه في هذه المرحلة؟

 

جوزيه نجح مع الأهلي بدرجة كبيرة وحقق إنجازات عديدة لأنه يمتلك شخصية قوية، وكنت أتوقع رحيله لأنه في الفترة الأخيرة بدأ يشعر " بالزهق" وظهرت عصبيته، ووافقنا على رحيله بدون مشاكل.

 

هل تتوقع عودة جوزيه من جديد؟

 

قد يحدث ذلك، ولكنه الآن متعاقد مع منتخب أنغولا.

 

لماذا تراجع الأهلي عن التعاقد مع مانويل فينغادا؟

 

لأن المدرب البرتغالي أبلغنا أن لديه ظروفا شخصية تمنعه من التواجد خارج بلاده في هذه المرحلة، فوافقنا على إنهاء تعاقده.

 

لماذا تشكو جماهير الأهلي من عدم التعاقد مع نجوم كبار هذا الموسم؟

 

اللاعبون الكبار متعاقدين مع أندية ترفض التفريط فيهم، ونتعاقد مع اللاعبين الذين نحتاج لهم ويمكن التعاقد معهم.

 

ما هو موقف الأهلي من عصام الحضري؟

 

لا جديد في موقف النادي من الحضري، فالأهلي قدم شكوى للاتحاد الدولي لكرة القدم " الفيفا " وحصل علي تعويض 900 الف يورو، ونادي سيون الذي تعاقد مع الحارس قدم استئنافا في الحكم، وننتظر قرار المحكمة الرياضية.      

 

هل ترى أن النادي الأهلي مختلف عن بقية الأندية الرياضية؟

 

الأهلي ليس مختلفا عن الأندية الرياضية فقط، بل هو مختلف عن مصر كلها، لأن له مبادئه وقيمه التي لا يحيد عنها أبدا، مهما تغيرت الإدارات، وهو ما يميزه عن الجميع.

 

لماذا اكتسب الأهلي كل هذه الشعبية؟

 

الأهلي اكتسب شعبيته بسبب طريقة تأسيسه لأنه أسس في البداية كناد شعبي في مواجهة الأندية الأجنبية التي كانت موجودة في مصر قبل مائة عام، ثم اكتسب شعبية أكبر بسبب النظام الذي يسير عليه، بخلاف البطولات العديدة التي حققها.

 

هل الأهلي أقوى حزب في مصر؟

 

بمقاييس الشعبية أستطيع أن أقول نعم، الأهلي أقوى حزب في مصر، ولكن ليس بحسبة السياسة لأنني حريص على إبعاد النادي عن السياسة والدين، فالأهلي للجميع.

 

لماذا يتهم الأهلي بأنه أقوى من اتحاد كرة القدم؟

 

اتحاد الكرة هو الذي يدير اللعبة في مصر، ولكن للأهلي شعبية طاغية، لابد وأن يعمل الاتحاد حسابا لهذه الشعبية.

 

إلى أي درجة تثق في نجاحك في الانتخابات المقبلة؟

 

بدرجة كبيرة، ولكن الأهم عندي هو نجاح القائمة كاملة، وهي المهمة الأصعب.

 

متى لمع كرسي رئاسة النادي الأهلي في عينيك؟

 

لم أخطط لتولي رئاسة النادي، بل لا أخطط لشيء في حياتي بشكل عام، ولكن كل تركيزي عندما أتولى مسؤولية أن أنجح فيها، وأعمل دائما بطريقة الـ " خطوة خطوة".

 

كيف تقيم فترة رئاستك للنادي الأهلي؟

 

ضميري هو قياسي لتقييم نفسي، ودائما أنام وضميري مستريح، فأنا لا أستطيع أن أفصل نفسي كرئيس عن جميع المراحل التي عملت فيها داخل النادي، منذ أن كنت مديرا للكرة، ثم عضوا لمجلس الإدارة، ثم نائبا، فقد شاركت في كل المراحل.

 

هل تفكر في إعتزال العمل الإداري في الأهلي؟

 

نعم أفكر في ذلك، وسأتخذ القرار عندما أجد أنني قدمت للأهلي كل ما لدي.