خبر هيا بنا نتوجه الى صهيون..هآرتس

الساعة 08:24 ص|30 يوليو 2009

بقلم: نداف شرغاي

"التاسع من آب سيتواصل للابد" وعد كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الاسلامية في اسرائيل قبل ايام الاف المسلمين المصفقين الذين احتشدوا في ساحة جبل الهيكل كما أن قلب يهود بعيدين عن الجبل أصيب بالحزن. "اسرائيل" سخر منا بنفس الروحية قبل أشهر قلائل محمود عباس "تستطيع ان تسمي نفسها الجمهورية الصهيونية العبرية ولكني لن اعترف ابدا بهويتها اليهودية". ونحن الذين ابتعدنا عن التاسع من آب وعن جبل الهيكل ملزمون بالتعبير عن امتناننا لكليهما لان الامة احيانا تحتاج الى كارهيها بالتحديد حتى ترى عبر المرآة وجهها الحقيقي.

لماذا اقول ذلك؟ قلة قليلة فقط ما زالت تحافظ على ذكرى التاسع من آب ذكرى دمار الهيكل المقدس قبل 2000 عام. وقلة اكثر منهم ترتبط بكينونة المعبد المقدس الذي كان في سابق الزمان. التاسع من آب حافل بالاحداث التي تحافظ عليها حركات جبل الهيكل والمعبد المقدس وجهات تهتم بالحوار بين الاخوة الا ان الجمهور العريض ما زال بعيدا عنهم.

كما ان سن القوانين لن يجدي نفعا هنا وربما يكون ضرره مثل منفعته. حيث ان الموقف من هذا اليوم لن يتميز بالامبالاة فقط وانما بالنفور ايضا. تجاهل التاسع من آب هو لشدة الاسف نهج انتهجه الكثيرون الذين يتساءلون عن علاقتهم – الحياة في دولة يهودية سيادية – بالحزن على دمار القدس والمعبد المقدس.

ولكن هناك ايضا نهج آخر يضع في مركز هذا اليوم ليس فقدان المعبد المقدس وكينونته فقط، وانما بالاساس فقدان السيادة والحرية اليهودية وبداية فترة الشتات الطويل. لولا هذا الشتات الذي ابعدنا عن ارضنا وأجلانا عن بلادنا وجعلنا مطاردين مقموعين معرضين للقتل والذبح لكان تاريخنا اليوم كشعب مختلفا تماما.

بيرل كتسنلسون قال ذات مرة بأنه "لولا ان اسرائيل عرفت كيف تشعر بالحزن طوال اجيال بسبب دمارها... لما قامت لنا قائمة ولا ظهر هاس وفينسكر وهرتسل ولا نوردوي... ولم يكن يهودا هاليفي ليستطيع ابتداع صهيون لماذا لا تسألين، ولم يكن بيالك لينظم وثيقة النار". حايم ارلوزورف من البارزين في قيادة الحركة العمالية اعتبر التاسع من آب في بداية القرن "يوم الحداد الاكبر للامة. يوم ذكرى أرواح مصير الشعب اليهودي". الحاخام ميكوتسك عبر عن الشعور بالندم وبكى أمام اتباعه. هو حدثهم كيف سيطر التعجرف عليه عندما كان في العاشرة بعد ان اشتعلت النار بمنزل عائلته وفقدت املاكها – عز أمه الباكية ووعدها بأنه عندما سيكبر وسيكتب وثيقة جديدة تبدأ من ذلك المكان الذي اشتعلت فيه النار. كثيرون جدا ينظرون لجبل الهيكل وفقا للطريقة التي نظر بها اليه مناحيم مندل الصغير (الذي اصبح الحاخام ميكوتسك بعد حين) والذي ألف وثيقة نسب عائلته، ويعتقدون ان من الممكن القفز عن جبل الهيكل واعادة كتابة وثيقة نسب الشعب اليهودي من دونه.

لقد آن الاوان الى جانب وثيقة النسب للعودة الى "هيا بنا نتوجه لصهيون" هيا بنا نصعد الى جبل الهيكل. ضمن قيود الشريعة وتعليمات الشرطة وليس كمظاهرة او مسيرات استفزازية.

زيارات الجذور للمغرب او بولندا جميلة ورائعة ولكن جولة الجذور الحقيقية موجودة في جبل الهيكل. جولة وعي ودراسة وتعمق مع خرائط وكتبا تاريخية من دون لافتات ومظاهرات ومؤشرات للعبادات برفقة المهندسين المعمارين والمؤرخين والحاخامات والاكاديميين والقادة والمربين – بهدف التذكر والتذكير بالمكان الذي دفنت فيه وثيقة نسب الشعب اليهودي في القدس.

هذا الحد الادنى المتمثل بزيارة جبل الهيكل هو من حق الشعب اليهودي وفقا لقوانين دولة اسرائيل حتى ان كان يهوديا يرتدي قبعة. الشرطة التي تخاف من الحديث ملزمة بالسماح لذلك.

قبل سنوات كثيرة حظيت بجولة مثيرة من هذا النوع مع المهندس المعماري دان باهتس وقد عدت الى هناك مرات كثيرة منذ ذلك الحين. اليوم ايضا في ذكرى التاسع من آب حسب التقويم العبري وبعد ثلاثين عاما من الكتابة في صحيفة "هآرتس" سأصعد الى هناك وسأنظر مثل الكثيرين الى الوراء لان ذاكرة الماضي والتقاليد الموروثة هي من زوايا كثيرة مسيرة الحاضر والمستقبل ولانه بهذه الطريقة فقط ستزداد احتمالية اعتراف الاخرين ومن بينهم اعدائنا باستمرارية هذه العلاقة.