خبر تقرير دولي متشائم يحذر شركات النفط الكبرى انها ستواجه نهاية محتومة

الساعة 10:23 ص|29 يوليو 2009

فلسطين اليوم-وكالات

أشار تقرير دولي ان تراجعا على المدى الطويل في الطلب على النفط يمكن ان يهز اركان الاستثمارات الضخمة في رمال القطران الكندية التي واجهت اعتراضات قوية من دعاة المحافظة على البيئة. جاء ذلك في تقرير لمنظمة "السلام الاخضر" نشر امس الثلاثاء.

 

وقال التقرير ان الشركات التي تستثمرعشرات البلايين من الجنيهات في استغلال النفط الذي يصعب استخراجه على اعتقاد منها ان الطلب والاسعار سترتفع من دون هوادة مع تحول دول مثل الصين والهند الى التصنيع، سيصعب عليها هضم ما يحتويه التقرير.

 

ويتسبب التقرير بناء على توجهات منظمة الدول المصدرة للنفط "اوبك" ووكالة الطاقة الدولية والعديد من خبراء النفط في نشر شكوك فيما يتعلق بالاستهلاك التقليدي على اساس ان الاستهلاك والاسعار ستلتقط انفاسها ما ان ينهض العالم من الكساد.

 

وجاء فيه ايضا انه الى جانب الهبوط في اسعار النفط، يجري مزيد من التغييرات في الهيكلة الاساسية، يدفعها ما تحقق من خطوات متقدمة في كفاءة الطاقة والطاقة البديلة، والسيارات الاكثر نظافة، وسياسات الحكومة بشأن التغير المناخي والقلق بشأن تأمين الطاقة.

 

وقد ارسلت "السلام الاخضر" تقريرها الى مائتين من المساهمين في شركتي "شل" و"بي بي" ومنها صناديق التقاعد بغرض الضغط على الشركات لكي تعيد التفكير من جديد. وتعلن "بي بي" نتائجها الفصلية اليوم الاربعاء كما تعلنها "شل" غدا الخميس.

 

ويقول كاتب التقرير لورن ستوكمان ان: "موضوع ارتفاع الطلب على النفط الى اوجه لم يتعرض للمناقشة قط قبل عام، لكنه الان موضوع حيوي. وعندما يقع الامر فانني اربأ بنفسي عن التكهن بذلك لكنه سيقع في وقت اقرب مما نظن. ولقد جرت احاديث كثيرة عن قمة الطلب، وقد خلف ذلك تداعيات واسعة على تلك الشركات.

 

واضاف "وتحتاج كل شركات النفط العالمية ونحن نتطلع الى ما بعد العام 2020 الى اسعار نفط مرتفعة لكي تحقق ارباحا، لان هنا ما يدفعها باستمرار لتطوير مصادر مكلفة ليس في رمال القطران وانما في اعماق البحار ومواقع القطب الشمالي المتجمد البحرية".

 

ويستطرد قائلا "غير ان هناك شيئا اكثر هيكلية. فقد بدأت الحكومات وليس ادارة اوباما فحسب، في اتخاذ اجراءات. ففي الاتحاد الاوروبي يقف التغير المناخي قوة دافعة وراء السياسة، اما في الصين والولايات المتحدة فان الامر يتعلق بتأمين الطاقة وتأرجح الاقتصاد اعتمادا على اسعار النفط".

 

وقد اغلق العديد من المشروعات بانتظار ارتفاع اسعار النفط من جديد. فقد هبطت الاسعار من اعلى قمة بـ 147 دولار للبرميل لتصل حاليا الى حوالي 68 دولارا. وتقدر شركة ميريل لينش ان تستقر الاسعار عند 80 دولارا حتى يمكن لمزيد من الاستثمارات أن يصبح حيويا. ويقول النقاد ان الاستخراج من رمال القطران يصيب البيئة بالدمار، ويؤدي الى التصحر، اذ يحتاج الى كميات كبيرة من المياه وانبعاثات الدفيئة بنسبة تتراوح بين ثلاث الى خمس مرات اكثر من الخام التقليدي.

 

وقد نشر بيتر هيوز، الذي قضى الكثير من حياته العملية مع "بي بي" و"بي جي" وهو الان مدير الطاقة العالمية في الشركة الاستشارية آرثر دي ليتل، تقريرا اخيرا تحت عنوان "بداية نهاية النفط؟" قال فيه ان طلب دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية سيبدأ في الانخفاض، لكنه سيجد ما يوازنه بالنمو في الصين. الا ان الصين تفكر على المدى البعيد وقد تبين لها ان اكبر تهديد لنموها الاقتصادي هو تزايد الاعتماد على الطاقة المستوردة. وكانت النتيجة – تخفيض الاعتماد على الهيدروكربونيات بالكفاية للطاقة والتغيير الرئيسي للتقنية. وفي ظني اننا سنصل الى قمة الطلب على النفط في منتصف العقد القادم".

 

غير ان هناك وجهات نظر مختلفة. فوزير النفط السعودي حذر في ايار (مايو) من ان العالم قد يواجه صدمة نفطية اخرى، بارتفاع الاسعار الى ما فوق 150 دولارا خلال سنتين او ثلاث بسبب نقص الاستثمارات في الامكانات الجديدة. بل ان "السلام الاخضر" لا تنفي ان الطلب قد يزداد وترتفع الاسعار. لكنها تعتقد ان العالم قد يصل سريعا الى نقطة الفصل التي قد تحمل معها تداعيات واسعة.