خبر هو جابوتنسكي متفانٍ -معاريف

الساعة 08:52 ص|29 يوليو 2009

بقلم: يوسي احيمئير

 (المضمون: بوغي يعلون لم يتمرد على نتنياهو. كل ما اراده هو اجراء تعديلات على قانون الاراضي الذي رأى فيه متسرعا. وفي تلك اللحظة كان يحضر احتفال خريجي حركة الشبيبة التي أسسها جابوتنسكي أب حركة الليكود - المصدر).

حصل هذا يوم الاربعاء الماضي. النائب الاول لرئيس الوزراء، الوزير موشيه بوغي يعلون، كان في طريقه الى الشمال عندما بدأ في الكنيست النقاش المشحون حول قانون مديرية اراضي اسرائيل. قبل ذلك ظهر على مقعده في الهيئة العامة للكنيست، عندما عقدت هذه الجلسة احياء للذكرى الـ 69 لوفاة زئيف جابوتنسكي.

يعلون، منذ دخل الحياة السياسية وانضم الى الليكود، يظهر اهتماما بـ "اب الحركة". وكابن عائلة من مباي، خريج حركة الشبيبة العاملة في كريات حاييم، يجد من السليم الان، ما ان انتقل الى اليمين، ان يملأ الناقص. بوغي يعلون لم يرغب في "استعراض العضلات" على رئيس الوزراء، في موضوع قانون مديرية اراضي اسرائيل. فهو ليس متزلفا للشعب مثل ميري ريغف، التي احتلت رجال الاسواق في الصراع على ضريبة القيمة المضافة. بوغي ليس ميري وليس رجل تمرد. هو شخص متوازن ومسؤول، يسعى الى تلطيف حدة قانون مديرية اراضي اسرائيل. ولهذا تفادى التصويت المتسرع.

لو سعى رئيس الوزراء الى العثور على يعلون بعد المهزلة في الهيئة العامة للكنيست، لما كان وجده في غرفته في الكنيست بل بعيدا جدا عن المقر. وفي المساء كان بوغي في داخل غابة لفي، قرب مفترق جولاني في الشمال. ما الذي بحث عنه الوزير بين اشجار الغابة؟ موشيه يعلون اوفى بتعهده لحركة الشبيبة الوطنية، في أن يكون ضيف شرف في الاحتفال الختامي لدورات التدريب. وهكذا، كرسيه المبطن في الكنيست استبدله للحظة قصيرة بكرسي بلاستيك عادي. ضوء الكشافات استبدلها باضاءة شموع خافتة، ومحادثيه لم يكونوا ثعالب سياسيين صاخبين، بل فتيان ابرياء، اعضاء حركة صهيونية تجدد ايامها كما كانت في الماضي.

حركة الشبيبة الوطنية تعود الى هستدروت العمال الوطنية. نعم، التداعي الفكري صحيح - ابراهام هيرشيزون، وزير المالية الاسبق. في الماضي كان زعيم الهستدروت الوطنية، الذي غش المنظمة التي وقف على رأسها والقى بها الى الهاوية. وقريبا سيبدأ بقضاء محكوميته بالسجن التي كانت فرضت عليه.

اما الهستدروت الوطنية؟ فقيادتها الجديدة أخذت على عاتقها مهمة طي تلك الفترة المخجلة واعادة تثبيت مكانتها كمنظمة عمال جذابة، ذات طابع وطني، تعيد ارتباطها بتراثها التاريخي.

في هذه الايام تحل الذكرى الـ 75 على تأسيس هستدروت العمال الوطنية. فقد اقيمت بالهام من زئيف جابوتنسكي لاجل كسر الاحتكار الفظ للهستدروت الاشتراكية التي منعت في سنوات الثلاثين كل رزق عن عمال لم يوافقوا على ان يكونوا منظمين في صفوفها ويحملون البطاقة الحمراء. علمها هو أزرق – ابيض، ولها حركة شبيبة فاخرة. رأينا ذلك في غابة لفي: الشبيبة الوطنية عرضت مضامينها المتطورة، وتمسكها بعقيدة جابوتنسكي، أب دولة الرفاه والصهيونية المعجزة، في احتفال لختام دورات التدريب. هذا هو الاحتفال الذي لم يتخلَ عنه بوغي يعلون.

في يوم جابوتنسكي – جابوتنسكي نفسه لم يكن في الكنيست. هو لم يكن في قلوب النواب. هو كان في قلوب خريجي الشبيبة الوطنية، في مكان ما هناك في قلب غابة شمالية. بوغي يعلون هو ايضا لم يكن عمليا على طاولة الحكومة. في قلبه، وبعد ذلك في جسده، كان مع خريجي ومدربي الشبيبة الوطنية. فقد عانقهم وهم عانقوه، اثار انفعالهم واثاروا هم انفعاله، استمتع بكل لحظة في حضرتهم وعن حق، ورأى فيهم ما هو جميل في الدولة، جيل المستقبل.