خبر «الشروط» التي يطالب بها العرب للتطبيع مع إسرائيل؟

الساعة 05:43 ص|29 يوليو 2009

فلسطين اليوم-وكالات

كشفت مصادر دبلوماسية واسعة الاطلاع لـ«الشرق الأوسط» عن وجود تحفظ خليجي وعربي للتجاوب مع ما يطلبه ميتشل وعن «انزعاج» بسبب الإلحاح الأميركي على المطالبة بخطوات تعتبرها هذه الدول «مبكرة» و«لا سبب للقيام بها في الوقت الحاضر».

ونقلت هذه المصادر التي اطلعت على مضمون محادثات ميتشل أن الجانب العربي أبلغ المبعوث الأميركي تحفظاته مع التأكيد على جوهر المبادرة العربية التي تقول بالسلام الشامل مقابل العلاقات الكاملة مع إسرائيل، أي التطبيع. غير أن الأخير دافع عن مطلبه بالتركيز على أمرين أساسيين: الأول يقول إن ما يدعو إليه «غرضه مساعدة الرئيس الأميركي» في المواجهة التي يخوضها مع الحكومة الإسرائيلية اليمينية، وبالتالي يتعين على الدول العربية إذا أرادت الاستفادة من الزخم الدبلوماسي الذي تبديه الإدارة الأميركية «ألا تقف مكتوفة الأيدي» وأن «تبادر إلى التحرك» حتى يتبين أن واشنطن «لا تضغط فقط على إسرائيل» وهي الحجة التي يختبئ وراءها أنصار إسرائيل في الولايات المتحدة الأميركية لمحاربة الرئيس أوباما.

أما الحجة الثانية، فقوامها أن المبادرة العربية التي ترى فيها واشنطن أحد أطر ومرجعيات السلام «بقيت بعد سبعة أعوام على إطلاقها بنية فارغة، وبالتالي حان الوقت من أجل تفعيلها وإعطائها مضمونا عمليا» وهو ما يزعم ميتشل أنه يسعى إليه.

وكشف مسؤول عربي رفيع كان في زيارة إلى باريس لـ صحيفة«الشرق الأوسط» التوجه الذي سيرسو عليه الموقف العربي للرد على المطالبات الأميركية الملحة. ويقوم هذا الموقف على «تفهم» ما تقوله واشنطن وتدعو إليه، وبالتالي «عدم رفضه» بل ربط الاستجابة له بمجموعة من الشروط التي يراد لها أن تضمن للعرب ألا تكون الخطوات التطبيعية مهما تكن رمزية «بلا مقابل» أو «مكافأة على التعنت الإسرائيلي» أو «استدراج تنازلات عربية إضافية».

و لكن ما «الشروط» التي يطالب بها العرب؟

يريد العرب بداية أن يتأكدوا من «جدية» وفاعلية المساعي الأميركية ومن قدرتها على التأثير على نهج الحكومة الإسرائيلية الحالية، خاصة في موضوع الاستيطان. ويريد العرب أيضا أن يعرفوا ما الخطة الأميركية، وما تصور الحل النهائي، والآلية التي تحكمها، وما الحدود الزمنية التي تلتزم بها واشنطن لتحقيق أهداف الخطة «لأننا لم نعد مستعدين للتفاوض عشرات السنوات». وفيما تطالب واشنطن العرب بخطوات تطبيعية «تقابل» وقف الاستيطان الإسرائيلي وفق صيغة يجري البحث عنها بين الأميركيين والإسرائيليين، يريد الجانب العربي أن تأتي الخطوات العربية بعد التجميد وليس استباقا له وبعد التأكد من صدقية إسرائيل في التوصل إلى تسوية تقوم على مبدأ الدولتين. بالإضافة إلى ذلك، سيطلب العرب أن تقوم إسرائيل بـ«خطوات إضافية»، منها العودة بالضفة الغربية إلى ما كانت عليه قبل الانتفاضة الثانية.

ويذكر الجانب العربي أن الدول العربية التزمت بمواقف إيجابية من إسرائيل بعد اتفاقات أوسلو، إذ زار مسؤولون إسرائيليون دولا خليجية وفتحت ممثليات ومكاتب تجارية وشبه دبلوماسية لإسرائيل في عدد من العواصم العربية وأقيمت علاقات دبلوماسية رسمية مع تل أبيب. ويتحكم بالموقف العربي، وفق التوجه العام للجانب العربي كما كشفه الوزير المشار إليه، مبدآن إضافيان: الأول، يقول بـ«الطوعية»، أي إن أي بلد من البلدان العربية يريد الاستجابة لواشنطن والقيام بخطوات ما إزاء إسرائيل فهو «حر» في ما يقوم به ولا إلزام مطلقا في هذا الجانب. يترافق هذا المبدأ مع آخر، وهو مبدأ «الفردية»، بمعنى أنه لن يصدر عن الجامعة العربية مثلا قرار جماعي يدعو إلى التطبيع مع إسرائيل، بل سيتحمل كل بلد مسؤولياته بنفسه، ولن يسير العرب إلى تطبيع جماعي مع إسرائيل قبل التوصل إلى السلام في المنطقة. أما في موضوع الإطار الزمني، فإن الجانب العربي لا يطلب من واشنطن تاريخا محددا للتسوية، إنما يريد «أفقا» زمنيا معقولا.

وقال المصدر الوزاري لـ«الشرق الأوسط» إن استحقاقا كالانتخابات النصفية الأميركية يمكن أن يكون أفقا معقولا ومقبولا.