خبر نفس القرية -هآرتس

الساعة 08:02 ص|28 يوليو 2009

بقلم: عكيفا الدار

 (المضمون: دراسة اسرائيلية تشير الى ان تقسيم قرية الغجر وفقا للخط الازرق غير صحيح وتدعو الى ابقائها موحدة الى ان يتم التوصل للسلام بين سوريا واسرائيل - المصدر).

"النهج الاقليمي" الذي يروق لوزير الدفاع ان يتحدث عنه أحيا "المسار اللبناني" من جديد ليبعثه حيا يرزق بعد ان غاب في غيبوبة بعد فترة قصيرة من مؤتمر مدريد الذي سنحتفل عما قريب بمرور سنوات طوال على وفاته. بالنسبة للبنان اسرائيل مطالبة بالانسحاب الى "الخط الازرق" – الحدود التي اعترفت بها الاسرة الدولية كخط انسحاب من لبنان عام 2000 قبل الجلسة الاولى لطواقم المفاوضات. المبعوث الامريكي جورج ميتشل طالب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في زيارته الاولى للقدس بان تقوم اسرائيل باحترام الوعد الذي قطعه سلفه ايهود اولمرت على نفسه بالانسحاب من الجزء الشمالي من قرية الغجر كما ينص القرار رقم 1701 الذي انهى حرب لبنان الثانية.

ادارة اوباما تظهر اهتماما خاصا في كل خطوة تعزز مكانة حكومة فؤاد السنيورة وما تبقى من اندفاعة "الدمقرطة" التي ولدت في مدرسة جورج بوش. في واشنطن يعتقدون بان الانسحاب حتى الخط الارزق بما في الجزء الشمالي من قرية الغجر ومزارع شبعا سيسحب البساط من تحت أقدام حسن نصرالله. قائد حزب الله لا يفوت فرصة للتذكير بان اصدقاء السنيورة الامريكيين لا ينجحون في وضع نهاية للاحتلال الاسرائيلي في جنوب لبنان.

جهات تقديرية اسرائيلية كان قد اجمعت بأن الجلاء عن قرية الغجر سيعزز حكومة السنيورة في الانتخابات البرلمانية التي جرت في مطلع الشهر الماضي. في شهر ايار وقبل فترة قصيرة من زيارة نتنياهو لاوباما استعد رئيس الوزراء الاسرائيلي لتقديم قرية الغجر كهدية للرئيس الامريكي. وزير الخارجية افيغدور ليبرمان قال لوزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني خلال زيارته لروما ان حكومة اسرائيل تدرك اهمية استكمال الخطوة قبل فتح الصناديق في بيروت. في اخر المطاف قرر نتنياهو الاكتفاء بتجميد البناء في الضفة. ما له ولتوريط نفسه الان بمظاهرات والتماسات لمحكمة العدل العليا ضد تسليم القرية الى لبنان.

السكان الغجر الذين يطالبون باعادتهم للسيادة السورية سيجدون اهمية بالتأكيد في الدراسة الجديدة حول قريتهم التي سينشرها باحث اسرائيلي في مجلة "ذا ميدل ايست جورنال". هذه الدراسة التي اعدها الدكتور آشر كاوفمان تشكك بمصداقة الخط الازرق. كاوفمان الذي يدرس في جامعة النوتردام في الولايات المتحدة ويؤلف كتابا حول المثلث الحدودي السوري الاسرائيلي اللبناني يرفق افتراضهم بان الخط الازرق خاطىء من الناحية الجغرافية والتاريخية بخرائط ووثائق تدعم ذلك.

اولا كوفمان يدعي انه بالنسبة للغجر ومحيطها وكذلك لمزراع شبعا لم يكن هناك اتفاق ابدا يحدد مسار الحدود بصورة دقيقة. بالنسبة لمنطقة شبعا ورغم ان اغلبية الخرائط قد وضعتها ضمن السيادة السورية الا ان سكان المكان يعتبرونها منطقة خاضعة للسيادة اللبنانية. بالنسبة للغجر الخرائط الموضوعة قبل 1967 لم تكن متلائمة: بعضها يعتبرها منطقة سورية والاخر يعتبرها منطقة لبنانية والقليل منها يؤيد صيغة القريتين لدولتين.

كوفمان يستنتج بان كل محاولة لوضع خط حدودي يقسم منطقة الغجر بين سوريا ولبنان هي محاولة عشوائية.

ثانيا، حتى عام 1967 عندما كانت الغجر تحت السيادة السورية، تضمنت جزئي القرية الموجودين ضمنت الخط الازرق الذي وضع في عام 2000 – وكذلك الجزء الجنوبي الذي ضمته اسرائيل والجزء الشمالي الذي تطالب بتسليمه للبنان. هذا الامر يظهر بوضوح من التقارير التي اعدتها السفارة الامريكية في بيروت. هذه الوثائق اعدت في الستينيات في محاولة لحل معضلة السيادة في المثلث الحدودي في سياق الصراع المائي الدائر بين اسرائيل وجيرانها. ثالثا، تقسيم الغجر الى حارتين لنفس القرية فسر في عام 2000 بادعاءات تقسيم القرية الى قريتين: الغجر في الشمال والوزاني في الجنوب. كوفمان يقول بأنه لم تكن هناك ابدا قرية اسمها الوزاني وانها عشيرة مشهورة اكثر باسم عرب الويزية الذي كان موقع اقامته غربي الحاصباني.

الباحث المقدسي يدعي ان هذه الحقائق لم تؤخذ بالحسبان من قبل اختصاصي الامم المتحدة عندما وضعوا خط الحدود الازرق ومرروه من قلب قرية الغجر. على حد قوله قرار تقسيم القرية نبع من ضغط شديد بانهاء ترسيم حدود الانسحاب الاسرائيلي بسرعة. فهل يمكن اعادة الدولاب للوراء يتساءل كوفمان – معنى ذلك ابقاء القرية كلها كوديعة بيد اسرائيل الى ان يتم الاتفاق مع سوريا. في ظل العداء السائد بين لبنان وبين اسرائيل ستجد الحكومة اللبنانية صعوبة في التنازل عن أرض تسمى عندها منطقة محررة واعادتها لاسرائيل، رد معلقا على تساؤله. الباحث يجمل بالتعبير عن الامل بان تتمكن اسرائيل وسوريا من التوصل الى اتفاق سلام يتضمن انسحابا من هضبة الجولان وعندئذ سيكون بامكان سكان الغجر ان يصعدوا على متن الحافلات مرة اخرى الى القنيطرة السورية والتوجه للشراء في كريات شمونه.

رسالة من امريكا

في ديوان رئيس الوزراء اعتادوا ايجاد عرائض داعمة لاسرائيل مكتوبة على اوراق رسمية للكونغرس. رسالة احتجاج من ستة اعضاء كونغرس ضد الحصار المفروض على غزة وصلت للقدس وقوبلت بلا شك بالدهشة. الاعضاء الستة يذكرون نتنياهو بان الكونغرس قد صادق مؤخرا على طلب اوباما بتخصيص 300 مليون دولار لاعادة اعمار الدمار الحاصل في غزة بعد عملية "الرصاص المصهور".

بعد ان اوضحوا انهم يدركون احتياجات اسرائيل الامنية شاطر اعضاء الكونغرس الستة رئيس الوزراء بما شاهدوه خلال زيارتهم لغزة: 3900 عائلة تقطن في ملاجىء مؤقتة و25 الفا يعيشون في مبان مهدمة وعدد لا ينتهي من المدارس ورياض الاطفال والمستشفيات بحاجة للاعمار، البنى التحتية الاساسية بما في ذلك منشآت المياه والمجاري تحتاج الى اصلاح سريع.

دبلوماسي غربي اضاف الى ذلك في الاسبوع الماضي ان الدمار ما زال على حاله في غزة. في المقابل هو شاهد بأم عينيه كيف تحصل حماس على فيض من الاسمنت عبر الانفاق وتبيع ما يتبقى في السوق السوداء.