خبر هم طبخوا، نتنياهو يأكل .. معاريف

الساعة 09:53 ص|27 يوليو 2009

بقلم: نداف هعتسني

المعركة التي دارت الاسبوع الماضي مع الولايات المتحدة بالنسبة للبناء في فندق شيبرد في القدس اوضحت فقط بأن تصفية الاستيطان في يهودا والسامرة لا ترضي الامريكيين. من ناحيتهم، حكم يتسهار كحكم الكتل الاستيطانية، كحكم القدس وكحكم نتساريم. يتبين ايضا انه كلما احتدمت المواجهة مع واشنطن، حرصت رئيسة المعارضة تسيبي لفني على مهاجمة الحكومة والقاء التهمة في تدهور العلاقات على نتنياهو وحكومته. موقف لفني يثير العجب. فاذا كان هناك شخص مذنب في الشرخ الناشب مع الادارة الامريكية فهو بالذات لفني وسلفيها – اولمرت وشارون.

في العام 2004، وصلت رسالة الرئيس جورج بوش، والتي عرضها رئيس الوزراء في حينه اريئيل شارون "كأحد الانجازات الاهم التي شهدتها اسرائيل منذ قيامها". شارون، لفني وشركاؤهما ادعوا بأن الادارة تقبل موقف اسرائيل بالنسبة لاستمرار البناء في "الكتل الاستيطانية" في يهودا والسامرة، وبالنسبة لادراجها في الاراضي الاسرائيلية في كل اتفاق مستقبلي. ايهود اولمرت هو الاخر ادعى بان رسالة بوش تشكل اذنا امريكيا بالبناء في الكتل الاستيطانية، وبالتأكيد في القدس.

واضيف الى رسالة بوش "الاتفاق السري"، الذي تباهى به رؤساء كاديما، والذي زعم انه تحقق بين دوف فيسغلاس وبين اليون ابرامز – مستشار الامن القومي. شارون، فيسغلاس ولفني ادعوا بانه تحقق "تفاهم شفوي" مع ابرامز، حظي بمصادقة كونداليزا رايس والادارة وبموجبه تسمح الولايات المتحدة بالبناء الجديد في المستوطنات ضمن الكتل الاستيطانية. اما الامريكيون، كما هو معروف، فيتنكرون لاتفاق فيسغلاس – ابرامز، وان كان ابرامز نفسه اوضح علنا بأن مثل هذا الاتفاق كان بالتأكيد.

الامريكيون يتنكرون ايضا لمعنى رسالة بوش، التي اعيد تأكيدها في عهده من الكونغرس ومجلس الشيوخ . والان هم يطالبون بخنق شامل لكل حياة يهودية في القدس الشرقية وفي كل ارجاء يهودا والسامرة، بما في ذلك في "الكتل الاستيطانية".

كما ان الامريكيين لا يعترفون بالتحفظات التي ادخلتها حكومة اسرائيل الى الوثيقة الكارثية المسماة "خريطة الطريق" ، التحفظات التي يفترض بها ان تمنع مقرري مصيرنا في الرباعية، روسيا، الامم المتحدة، اوروبا والولايات المتحدة. تسيبي لفني تسعى بالتأكيد اليوم الى ان تنسى بأنها هي التي اوصت بقبول "خريطة الطريق"، فقط اذا ما ادخلت اليها تلك التحفظات. ومن هنا تتضح حقيقتان اساسيتان: واحدة هي ان من اخطأ بشكل مصيري بهذا القدر في بناء شبكة العلاقات مع الامريكيين هم رؤساء حكومات كاديما، حيث ان على وزيرة الخارجية السابقة مسؤولية ثقيلة. كل ما ضحوا به من اجزاء البلاد، وحدة الشعب وأمن الدولة كان عبثا فكل تقديراتهم ووعودهم تبددت. الحقيقة الثانية هي ان من خرق التعهدات، خان اسرائيل وتصرف اليوم بطريقة حقيرة ومحملة بالمصائب هي بالذات الادارة الامريكية.

في هذه الظروف، العقل السليم والاستقامة الاساس يفترضان بلفني واولمرت ان يقفا الى جانب نتنياهو وضد ادارة اوباما. هما اللذان ادخلانا الى هذا المستنقع وعليهما ان يكونا اول من يثور ويتهم الامريكيين بخرق التعهدات. ولكن في سياستنا لا مجال للاستقامة وللعقل السليم.