خبر تحالف المثاليين .. معاريف

الساعة 09:49 ص|27 يوليو 2009

بقلم: بامبي شيلغ

في عمل هاديء في الكنيست نجحت لجنة مكافحة خصخصة الاراضي وعضو الكنيست شيلي يحيموفتش الذين يعارضون قانون خصخصة 800 الف دونم في وسط البلاد، ان يحبطوا الاسبوع الماضي التصويت بالقراءة الثانية والثالثة على القانون. القصة الكبيرة لهذا الانتصار توجد في التفاصيل الصغيرة. العمل الحثيث للجنة مكافحة خصخصة الاراضي يتكون من طابقين: الاول هو عمل ميداني لالاف النشطاء، الشباب والكبار، الذين يعارضون خطة تحويل الاراضي الوطنية الى "اراضي عقارية مدرة للربح. لم يكن هذا كفاحا مغطى اعلاميا من رجال العلاقات العامة. هذا كان ولا يزال كفاح اناس حقيقيين يقاتلون في سبيل الحياة المشتركة للمجتمع الاسرائيلي وقيمه الاساس: اعضاء حركات الشبيبة، الخضر، اليساريين، اليمينيين، الوسطيين، الذين يعارضون وضعا يكون فيه في البلاد نوعان من الناس: اولئك الذين الارض لهم وكل الاخرين يتواجدون عليها. هذا كان كفاحا من الاسفل، دون مال، ولكنه مليء بالطاقة الحقيقية.

الطابق الثاني من الكفاح مصنوع من النسيج المتجدد لتحالف المثاليين: اولئك الذين لا يرون فقط المال امام ناظريهم بل وايضا الصورة الاكبر للمشروع الصهيوني الذي انقذ الاراضي الوطنية ليس كي يعيدها الى ايادي الافندية اليهود او غيرهم.

بعد نحو أربعين سنة من الكفاح الهائل بين اليسار الصهيوني والصهيونية الدينية على مستقبل المناطق تتوجه هاتان المجموعتان المظلومتان وتتعاون كي توقف خصخصة الاراضي الوطنية. ومثلما هو الحال دوما، فان اليمين العلماني يتحدث عاليا عاليا عن "الكرامة القومية اليهودية"، اما عمليا فانه يبيع ارض الشعب لقاء حفنة من المال ويضعف المجتمع حين لا يتوجه نحو الجهد الحقيقي واللازم: عصف شامل لمديرية اراضي اسرائيل بدلا من خصخصتها.

إذ أن الكارثة الوطنية والاجتماعية التي نغرق فيها منذ سنوات: الخصخصة عديمة الجماح، دون اجراء نقاش جماهيري مناسب، انطلاقا من فرضية مسبقة بانه لا يوجد أي مجال لاصلاح نشاط الهيئات العامة غير القائمة بمهامها. وعلى ذلك ينبغي القول: "من يعتقد ان الارض الوطنية التي اكتسبت بالجهد الوطني الهائل المتواصل على مدى عشرات السنين يمكن نقلها الى اياد خاصة، في ظل ثني معتقدات معظم نواب الكنيست، ومن أجل هدف غير هام مثل المكانة المؤقتة لرئيس الوزراء، فانه يعيش في اوهام. ولما كان رئيس الوزراء ومحيطه لا يفهمون بان خصخصة الاراضي هي عمل مضاد للوطنية، وليس عملا "اقتصادي"، يجدر ربما تذكيرهم بان خطوات الخصخصة يمكنها أن تكون ليس فقط في اتجاه واحد: الخصخصة يمكنها، في سيناريو سياسي آخر، ان تغير الاتجاه وتنتهي بالتأميم.

التطرف الاقتصادي هو تطرف خطير مثل كل تطرف آخر. اذا كان يهدد المجتمع، فنهاية المجتمع ان يصطدم به. النواب الذين لم يبيعوا روحهم في التصويت الذي جرى في الاسبوع الماضي، مدعوون الا يفعلوا ذلك هذا الاسبوع. التصويت على خصخصة الاراضي هو تصويت قصير الموعد، والجمهور لن ينسى من يبيع ارض الشعب مقابل كرسيه في الكنيست.