خبر قانون النكبة": خطأ لا أخلاقي آخر .. إسرائيل اليوم

الساعة 09:48 ص|27 يوليو 2009

بقلم: ماتي شموئيلوف

قرار وزير التعليم، جدعون ساعر، اخراج مفهوم "النكبة" من المنهج التعليمي الرسمي لوزارة التعليم في الوسط العربي هو خطأ  جسيم. حسب المشروع المعدل لـ "قانون النكبة" وان كان لا يوجد جانب جنائي في احياء يوم الاستقلال لاسرائيل كيوم حزن، الا ان وزارة المالية يمكنها ان تمنع الميزانيات من مؤسسات تمول نشاطات تشكك بالطابع اليهودي والديمقراطي للدولة.

وزير التعليم، الذي قرر اخراج مفهوم "النكبة" من منهاج التعليمي الرسمي، يؤشر الى مرحلة اخرى في سيطرة اليمين على اجهزة الدولة.

في ظل غياب بديل يساري حقيقي والصمت الصاخب لحزب كاديما، الذي يجلس ظاهرا فقط في المعارضة، نشهد تدهورا اضافيا لحدود الخطاب الجماهيري.

نفي النكبة سيثبت اكثر فاكثر الادعاء بان الديمقراطية الاسرائيلية لا تعود الا لليهود، وان اسرائيل تتصرف بعنصرية تجاه مواطنيها العرب.

عمليا، هذا القرار ينضم الى سلسلة قرارات تشريعية من شأنها فقط ان تعمق المقاطعة الدولية على دولة اسرائيل. محاولة الفرض على التلاميذ العرب الرواية الصهيونية يظهر ان اسرائيل ليست مستعدة بعد لان تفهم مفهوم تعدد الثقافات.

فما المنطق من نفي التدبير والاراضي التي اخذت من الفلسطينيين الذين كانوا يسكنون هنا؟ هل يمكننا ان نشطب من الكتب ذاكرة مئات الاف اللاجئين؟

بشكل عام، هل دولة اسرائيل حقا تؤمن بأن شطب "الوصمة على الحائط" (مثلما تقول القصيدة الرائعة لـ افيدان) سينسي نتائجها؟ الجواب الواضح هو لا.

لا يمكن شطب الذاكرة. لا، مع الفارق ، ذاكرة الطرد والابادة ليهود اوروبا والبلقان، ولا مع الفارق، أعمال الذبح التي نفذها الامريكيون بحق السكان الاصليين في امريكا، ولا أي ذاكرة لأي شعب في العالم.

وبدلا من استمداد الامل من خطابات الرئيس اوباما عن الغاء الفصل بين القوة والقيم في امريكا، اسرائيل مرة اخرى تدير ظهرها للاخلاق، للاخلاقيات وللتفكير اليهودي. في اسرائيل يوجد أناس يؤمنون بأنه يمكن ادارة الظهر للتاريخ.

مرت اكثر من ستين سنة منذ اقيمت دولة اسرائيل، وهي لا تزال تتصرف مثل راعي البقر في الغرب المتوحش. وبدلا من أخذ المسؤولية ومحاولة الوصول الى حل وسط مع الشعب  الفلسطيني – نشهد تشددا في علاقات القوى بين الشعب اليهودي والشعب الفلسطيني بشكل عام واكثر من مليون مواطن اسرائيل بشكل خاص.

احياء "النكبة" ليس مخصصا فقط للعرب. فكيف يمكننا ان نخترط في الشرق الاوسط اذا لم نكن قادرين على ان نسكن مع الشعب الذي يعيش معنا؟ ماذا سنقول للدول العربية وللدول الغربية؟

ساعر اختار خطا يدل على انعدام التفكير اليهودي، الاخلاقي، القائم على اساس حقوق الانسان وعلى النظرة بعيدة المدى. اذا لم نعترف بمعاناة الاخر، سنعيش الى الابد من حرب الى حرب، من انتفاضة واحدة الى ثانية وثالثة. على الصهيونية ان تفتح التفكير بالنسبة لحقيقة انه توجد قومية اخرى الى جانبها – القومية الفلسطينية. من اجل العيش معا يجب البدء بالعيش قبل كل شيء معا في داخل كتب التاريخ.