خبر دور أوباما .. هآرتس

الساعة 09:47 ص|27 يوليو 2009

بقلم: شاؤول اريئيل

الان وبعد ان هبطت اطراف النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني على ارض الواقع وهم يجمعون اخيرا على فكرة الدولتين لشعبين – من واجب ادارة اوباما اشعال اضواء المسار الملائم للخصمين المقتنعين بأن الكرة موجودة في ملعب اخر.

محمود عباس الذي يطالب بمواصلة المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها. يخشى من ان يكون بنيامين نتنياهو راغبا في دفعه الى "طريق الآلام" الذي يبدأ مع خريطة "المصالح الحيوية" تلك التي أعدها نتنياهو قبل 11 عاما والتي تنص على ابقاء 40 في المائة من الضفة للفلسطينيين. نتنياهو في المقابل يرفض الشروع في المفاوضات من النقطة التي اجتازت "خطه الاحمر" من وجهة نظره. اقتراح امريكي يضع معاييرا واضحة لكل المسائل، باستطاعته ان يقلص الفجوات ويدفع الطرفين للالتقاء في مفاوضات فعالة مسنودة من قبل خطوات قائمة ومستقبلية.

استنفاد العامين اللذين حددهما اوباما للعملية يستوجب الشروع في مفاوضات مكثفة حول الاقتراح وجوهره: تبادل اراض حتى 4.5 في المائة بنسبة كمية من 1 الى 1 الامر الذي يتيح ابقاء 80 في المائة من الاسرائيليين تحت السيادة الاسرائيلية، نقل الاحياء العربية في شرقي القدس للسيادة الفلسطينية واقامة نظام خاص في الحوض المقدس في القدس. وفي قضية اللاجئين تطرح خيارات التعويض والعودة للدولة الفلسطينية والبقاء في اماكن سكناهم او استيعابهم في دولة ثالثة. دولة فلسطينية ستكون منزوعة من الجيش والسلاح الثقيل وذات قوات امنية مخصصة لمكافحة الارهاب.

من الواجب مرافقة المفاوضات بأربع خطوات متوازية: مواصلة تدريجية لبناء الدولة الفلسطينية وفقا لنموذج "خطة جنين" مع التركيز على اقامة قوات امنية ذات قدرة مبرهنة لفرض القانون والنظام، واخلاء البؤر الاستيطانية غير القانونية والبناء الاسرائيلي المقيد بخط البناء القائم، وازالة الحواجز، وتطبيق مشاريع اقتصادية فلسطينية مصادقا عليها، والبدء في خطوات تطبيعية من قبل الدول العربية مع اسرائيل وفقا لعملية التقدم في المفاوضات واخيرا الحفاظ على وقف اطلاق النار في غزة وتعزيزه مع استكمال صفقة شليت وفرض رقابة ناجعة على سلطة المعابر والاجهزة الدولية هناك.

هذه الخطوات ستبلور شروطا واجواء أساسية لاجراء مفاوضات ناجحة وتقلص الفجوة الزمنية الحساسة بين التوقيع على الاتفاق وبين تطبيقه. التطبيق سيشترط بصورة طبيعية بعوامل موضوعية وذاتية. العوامل الاولى تشمل الوقت المطلوب لترسيم الحدود الجديدة واستعداد الجيش الاسرائيلي وانتشاره وبناء الممر الذي يربط غزة بالضفة والاستعداد لاخلاء جزء من المستوطنين واقامة عاصمتين في منطقة القدس وما الى ذلك. اما العوامل الذاتية فمن المفترض بها ان تزيل مخاوف الجانبين من التطبيق الجزئي الذي يمس بمصالحهما. اسرائيل لن تتنازل عن اراض لغزة في اطار تبادل اراضي ولن تفتح الممر بينها وبين الضفة من قبل ان تتشكل هناك سيطرة فلسطينية كاملة على شطري الدولة. وكذلك لن تسلم السيطرة على المعابر الدولية او تنسحب من غور الاردن من قبل انتشار القوة الدولية فيها. من الناحية الاخرى وكالة غوث اللاجئين تواصل رعاية مصالحهم الى ان يتشكل جهاز دولي لحل مشكلتهم.

رغم تعقيد المشاكل وانعدام الثقة بين الجانبين والاعتماد على عوامل واطراف خارجية كايران وسوريا الا ان واجب الرباعية الدولية وامريكا "انضاج" الظروف الملائمة لانعقاد المؤتمر المتوقع في موسكو الذي سيعتبر حجر اساس هام على طريق دفع العملية للامام.