خبر زوجات الأسرى.. أحلام ضائعة

الساعة 08:58 ص|27 يوليو 2009

زوجات الأسرى.. أحلام ضائعة

فلسطين اليوم- غزة (تقرير خاص)

كانت منذ صغرها تحلم بزوج يشاركها الحياة وبيت يضمهما وينسجا منه ذكريات لا تنسى وأطفال صغار يلهون من حولهما وتصبح حياتهما أشبه بجنة على الأرض.. ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن..فزوجها غيبته أيادي السجان، وبيتها خالٍ من ابتسامته، وطفلتيها فيبكين الحرمان.. أما حلمها فذهب مع مشقات الحياة.

 

(أم سمر) ليست وحدها، بل كل نساء الأسرى يعانين مثلها، حلمهن وزوجهن وأطفالهن حتى ابتسامتهن اخترقتها أيادي السجان الإسرائيلي الذي اغتال كل لحظات سعادتهن وغيب أزواجهن في سجون ليست سوى كابوس يعيش فيه الأسرى كل يوم ويحلمون بالتخلص منه ليخرجوا لحلمهم الذي لم يكتمل بعد.

 

أم سمر (36 عاماً) زوجة الأسير علاء صلاح من غزة والذي اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي قبل خمس سنوات لتحكم عليه بالسجن مدى الحياة، دون أدنى سبب سوى أنه فلسطيني يرفض المهانة ويطلب الكرامة له ولأبناء شعبه، ليترك من ورائه عائلته وزوجته وابنتيه سمر وياسمين اللاتي مازلن ينتظرن حضن والدهما الحنون.

 

استطاعت أم سمر أن تتكيف مع حياتها التي غيرها الاحتلال، وتمكنت أن تمارس دور الأب والأم لابنتيها، وأن تربيهما تربية يفخر بهما والدهما عند بقائه بهما، ولكن يتوقف لسانها وقلبها عند سؤال متواصل من ابنتيها عن والدهما وعند شعورها بحرمان منه عجزت الأم عن تعويضه.

 

أم العبد (27 عاماً)، أخذت تبحث لها عن مكان بين زوجات الأسرى لتسأل عن طريق للتواصل مع زوجها منير عبد الرحمن من منطقة التوام والذي تعتقله قوات الاحتلال في سجن عسقلان، تاركاً ورائه 4 أطفال أصغرهم كل مايحتاجه في حياته لمسة حنان من والده.

 

وتقول أم العبد أن أكثر المواقف التي تحتاج فيه لزوجها هو عند مرض أحد أطفالها، على الرغم من وجود الكثيرين من حولها ولكن، ينقصها زوجها الذي تعاني من بعده، ولا تتمنى سوى الفرج القريب له ولكافة الأسرى القابعين في سجون المحتل.

"قدري وقدر كل نساء فلسطين أن يعشن لحظات المعاناة طوال حياتهن، فمنا زوجة الشهيد والأسير والجريح، ولا نملك سوى الدعاء لله بالفرج القريب والصبر لكل ذوي الشهداء" بهذه الكلمات اقتصرت صباح قاسم (29 عاماً) من بيت حانون معاناتها في غياب زوجها زكريا (37 عاماً) المعتقل في سجن نفحة والمحكوم 20 عاماً.

 

فبعد أن ترك زكريا ابنتيه هبة وسلسبيل كانت المعاناة ملازمة لزوجته صباح حيث تفتقده في لحظات كانت أشدها عند استلام بنتيها شهادات الدراسة، حيث تتميز ابنتيها بالجد والاجتهان وقد حصلت كلتيهما على معدل 94%- 95%، ولا تتمنى سوى وجود زوجها بجانبها ليشاركها فرحتها، خاصةً بعد انقطاع الرسائل والاتصالات وعدم معرفة أخباره وكافة الأسرى.

 

الناشطة الهندية ماهنور (54عاماً) والتي كانت تتوسط نساء الأسرى وأمهاتهم، رأت أن النساء في غزة يتحملن المشاق كما الشعب الفلسطيني كله الذي يعاني ويتحمل كل ما يتعرض له لذا فالجميع متساوون هنا في غزة في الألم والمعاناة، مشيدةً بدور نساء غزة المشاركات في النضال وطريق التحرر.

ولكن عند سؤالنا عن التضامن الدولي والشعبي مع القضايا الفلسطينية،  اعتقدت ماهنور أن العالم الخارجي يرى مايحدث في إسرائيل بشكل أكبر وأقوى لأن الإعلام الإسرائيلي أقوى وأسرع ونفاذ، مطالبةً بإعلام فلسطيني قوي يصل للجميع.

يشار، إلى أن عدد الأسرى يبلغ حالياً ( 9600 ) أسيراً موزعين على أكثر من عشرين سجناً ومعتقلاً ومركز توقيف وزنازين التحقيق ، بينهم ( 345 طفلاً ) و( 58 أسيرة ) و( 535 معتقل أداري ، و( 36 نائباً ) من أعضاء المجلس التشريعي ، و( 18 ) معتقلاً من قطاع غزة وفق قانون " مقاتل غير شرعي ، وأن جميع هؤلاء كانوا قد اعتقلوا خلال انتفاضة الأقصى باستثناء ( 466 ) أسير كانوا معتقلين منذ ما قبل إنتفاضة الأقصى.

وحسب إحصائية للأسير السابق ، الباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر عوني فروانة، فإن عدد المتزوجين من بين الأسرى بلغ قرابة ( 3168 ) معتقلاً ويشكلون ما نسبته ( 33 % ) من المجموع الكلي ، وعدد الأسرى الغير متزوجين ( 6432 معتقلاً) ويشكلون ما نسبته ( 67 % ) .