خبر بضائع المستوطنات الإسرائيلية.. سموم تصب في الأرض الفلسطينية

الساعة 05:43 ص|27 يوليو 2009

فلسطين اليوم : بيت لحم

تساهم المستوطنات الإسرائيلية المنتشرة في الضفة الغربية في إحكام قبضة الاحتلال على الأرض الفلسطينية، كما أنها تحتضن مصانع كبيرة تروج بضائعها في المجتمع الفلسطيني وتلقي مخلفاتها في الأرض الفلسطينية.

وتصاعدت مؤخراً الدعوات المطالبة بمقاطعة تلك البضائع القادمة من المستوطنات، وتعزيز المنتجات الوطنية وصولاً إلى تحسين أداء القطاعات الاقتصادية المختلفة وزيادة حجم تشغيل الأيدي العاملة الفلسطينية.

دعوات المقاطعة

ودعا خالد منصور مسئول العمل الجماهيري في الإغاثة الزراعية إلى إصدار قرارات تمنع إدخال أي بضاعة من بضائع المستوطنات إلى الأسواق الفلسطينية، وفرض عقوبات قانونية صارمة على كل من يثبت تعامله مع منتجاتها شراءً أو بيعاً أو ترويجاً.

فيما أكد الناشط الإعلامي ناصر عبد السلام أن دعوات المقاطعة لم تحقق الأهداف المرجوة منها كونها لا تزال في حيز الدعوات الإعلامية أو الدعائية، ولم تقدم للجمهور بالأسلوب الوطني المناسب الذي يقود لتحقيق مبتغاها.

وقال في تصريحاتٍ صحفية:" يتوجب على الكل الفلسطيني أن يعمل جاهداً لمحاربة المنتجات الإسرائيلية، لا سيما أن للكثير من هذه المنتوجات بدائل وطنية أو عربية أو أجنبية، حيث لا بد أن يصبح قرار المقاطعة ثقافة فلسطينية يتبناها الفلسطينيون".

وكشفت أبحاث وتقارير لمؤسسات حقوقية أن المستوطنات الإسرائيلية الصناعية تنتج ما يزيد عن 43 صنفاً من المواد الغذائية، و47 صنفاً من المنتوجات المنزلية، بالإضافة إلى عشرات المنتوجات الأخرى والتي يتم تصديرها إلى كافة أنحاء العالم.

أداة فاعلة

ويعتبر التاجر أحمد سليم أن المستوطنات الصناعية الإسرائيلية أصبحت أداة فاعلة تستخدمها إسرائيل في سعيها لإضفاء شرعية لوجود المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وقال:" إن الهدف من وراء إقامة المستوطنات الصناعية يتخطى كونه اقتصادياً بسبب أن إسرائيل عندما بدأت بإقامتها كان أغلبية القاطنين فيها من اليهود المتدينين، ولاحقاً التفتت إلى أهمية جذب المواطنين الإسرائيليين العاديين للسكن فيها، فاستحدثت ما يسمى بالمستوطنات الصناعية لجذب هذه الفئة من المستوطنين الإسرائيليين للإقامة فيها".

مخلفات الصناعة

وقد تخطت الأضرار الاستيطانية ما سببته من مصادرة الأراضي الفلسطينية إلى نتائج كارثية ومدمرة على المواطنين الفلسطينيين، حيث إن لها تداعيات بيئية وصحية من خلال عملية التخلص من بقايا المصانع والمخلفات الصناعية ورميها في الأراضي الزراعية الفلسطينية.

ويؤكد حسن البرغوثي - أحد العاملين في هذه المصانع- أن أصحاب المصانع يستغلون الأجور المتدنية للأيدي العاملة الفلسطينية والتي أجبرتهم الظروف المعيشية القاسية على العمل في هذه المصانع.

ويضيف: " إن سلطات الاحتلال تقوم بمنح تسهيلات عديدة لتشجيع الإسرائيليين والمستثمرين الأجانب على إقامة مصانع جديدة في المستوطنات الصناعية، حيث تقوم بإعفائهم من الضرائب لفترة معينة وتوفر لهم البنية التحتية المناسبة". ولم تخف إحصائيات فلسطينية صدرت عن وزارة الصحة اكتشاف حالات أمراض عديدة في عدد من سكان المناطق القريبة من المستوطنات كالتهاب الكبد الوبائي "أ" و السرطان والإسهال والعديد من الأوبئة.