خبر نقص مواد البناء يمنع « أونروا » من الإيفاء بالتزاماتها تجاه أصحاب المنازل المهدمة

الساعة 05:33 ص|27 يوليو 2009

فلسطين اليوم-غزة

تلقى المواطن علي خير الدين، أمس، اتصالاً من وكالة الغوث الدولية "أونروا" استجابة لطلبه بترميم منزله بدائي الصنع، وبعدها توجه لتوقيع عقد يقضى بقيام "أونروا" بترميم المنزل الذي تأثر أكثر من مرة جراء القصف الإسرائيلي.

المواطن خير الدين الذي يسكن وأسرته الممتدة، المكونة من نحو 17 فرداً، في منزل بات آيلاً للسقوط في مخيم جباليا منذ 30 عاماً، يعاني منذ عدة سنوات من تردي وضعه السكني، مبدياً حالة من الارتياح النفسي بعد وعد وكالة الغوث بترميم منزله.

خير الدين بدا قلقاً بسبب عدم تحديد موعد لتنفيذ الوعد في ظل نقص الأسمنت ومواد البناء بفعل الحصار.

وكانت أنباء إسرائيلية ترددت مؤخراً عن نية سلطات الاحتلال إدخال مواد البناء لصالح "أونروا" للقيام بإنشاءات خاصة بالفقراء وبناء مؤسساتها الخدماتية.

وقال خير الدين (59 عاماً) إنه ينتظر أن تدخل مواد البناء ويتوقف الحصار للبدء بأعمال ترميم منزله، مشيراً إلى أنه يعاني من غياب الاستقرار والعيش الملائم.

وأضاف أن منزله تضرر بشدة، خصوصاً في أعقاب تعرضه للقصف الإسرائيلي غير المباشر، وتحوله إلى جدران وسقوف آيلة للسقوط فوق رؤوس أطفاله.

وتتابع عشرات الأسر في مخيم جباليا الأنباء عن فتح المعبر والبدء بدخول الأسمنت وباقي مواد البناء تمهيداً لإعادة إعمار منازلها التي دمرتها قوات الاحتلال في السنوات السابقة.

وكانت أعمال الإنشاءات لهذه المنازل توقفت بعد تشديد الحصار الإسرائيلي ومنع دخول مواد البناء منذ عامين ونصف تقريباً.

ففي مخيم جباليا، توقف العمل في عشرات المنازل وهي ما تزال في طور الإنشاء، ومن بينها أكثر من 15 منزلاً في الجهة الشرقية تعود لمواطنين جرفت قوات الاحتلال منازلهم في العام 2004.

وقال المواطن عماد أبو الجديان: إن كل الآمال بإعادة إنشاء منازلنا تلاشت بعد أن شحت مواد البناء في محافظات غزة منذ فترة طويلة، لكن حقنا بإعادة إنشاء منازلنا لن يتلاشى مهما طال الحصار.

وأضاف: نقدر الأزمة الراهنة، إلا أننا لن نتخلى عن حقوقنا بالسكن في منازل جديدة تم هدمها من قبل قوات الاحتلال في المخيم.

وفي وسط مخيم جباليا، الذي يقطنه أكثر من 80 ألف لاجئ، لا تزال أسرة المواطن فرج أبو سلطان المكونة من 8 أفراد تنتظر إنشاء منزل جديد بعد أن هدم منزلها تمهيدا لإعادة إنشائه من جديد قبل نحو عامين.

وحال الحصار المفروض على غزة ونقص مواد البناء دون تمكين "الأونروا" لإنشاء منزل جديد لأسرة أبو سلطان التي تعاني من ظروف سكنية شديدة الصعوبة.

على صعيد آخر، أصبح من ضمن أولويات احتياجات سكان مخيم جباليا الإسراع في إنشاء العيادة التابعة لوكالة الغوث وسط المخيم بعد أن تم هدمها تمهيداً لإعادة إنشائها بشكل أكثر تطوراً.

ويضطر هؤلاء السكان للوصول إلى العيادة التي أقامتها "الأونروا" في بيت لاهيا كبديل مؤقت، الأمر الذي يفاقم أعباءهم اليومية ويضطرهم لدفع أجرة مواصلات في ظل حالة الفقر الشديد التي يمرون بها.

وفيما يحتاج هؤلاء اللاجئون لاستئناف عمليات الإنشاء الخاصة بهم، والتي تتبناها "الأونروا"، ينتظر مواطنون آخرون فتح المعابر وإدخال مواد البناء اللازمة واستئناف أعمال الإنشاء في منازلهم الخاصة، في وقت يعانون فيه من ضائقة سكنية كبيرة.