خبر رفح: منكوبو الحرب يطالبون بإعادة إعمار منازلهم المدمرة

الساعة 05:14 ص|27 يوليو 2009

فلسطين اليوم : كتب/ محمد الجمل

لم يخف منكوبو الحرب الأخيرة على قطاع غزة ممن دمرت مساكنهم مشاعر الإحباط وخيبة الأمل التي تتملكهم، لاسيما بعد مرور أكثر من سبعة أشهر على انتهاء تلك الحرب، دون أن تبدأ عملية إعادة الإعمار الموعودة.

ووصف هؤلاء المتضررون تراجع الاهتمام العربي والدولي لمشكلتهم بالأمر المقلق، موضحين أنه سيقود في نهاية المطاف إلى تناسي تلك المشكلة، التي توقعوا أن يستغرق حلها وقتاً طويلاً، ربما عدة سنوات.

المواطن رائد برهوم من سكان مخيم يبنا أكد أنه بدأ يشعر باليأس وخيبة الأمل بعد أن مرور سبعة أشهر على هدم منزله، دون أن تلوح في الأفق أية بوادر لإعادة الإعمار.

برهوم أوضح أن معاناته وأسرته لا تزال متفاقمة، فوالده وأشقاؤه لم يتمكنوا من العثور على مسكن يستأجرونه، ما اضطرهم للإقامة في مخزن صغير كان معداً كمحل تجاري.

وأشار إلى أن مشكلته كمشكلة والده، فلم يستطع هو الآخر إيجاد منزل يستأجره رغم امتلاكه المال، ما اضطره لإرسال زوجته إلى بيت أبيها، لتقيم هناك هي ونجله الوحيد، في حين يقيم هو في المخزن مع والده.

وتساءل برهوم عن فائدة النقود والمساعدات العينية التي صرفت له وأمثاله ممن هدمت منازلهم، في ظل عجزهم عن إيجاد مسكن يحتمون فيه من حر الصيف وبرد الشتاء.

أما المواطن محمود عمر من سكان بلدة الشوكة الواقعة شرق محافظة رفح، فأكد أنه بات يشعر بقلق شديد، بعد أن أيقن بأن مشكلة إعادة الإعمار أصبحت مشكلة سياسية، وربما تحتاج إلى سنوات طويلة لحلها.

وأوضح عمر أنه وأسرته يقيمون في غرفة من الصفيح اضطر لإقامتها فوق ركام منزله بعدما عجز عن إيجاد بيت يستأجره، معربا عن قلقه من حلول فصل الشتاء قبل أن يتمكن من إيجاد منزل.

وطالب عمر الدول المانحة في مؤتمر شرم الشيخ بالضغط على إسرائيل كي تسمح بإدخال مواد البناء، لتنتهي معاناته وآلاف الأسر المتضررة من أمثاله، مؤكدا أن مشكلة متضرري الحرب مشكلة إنسانية بحتة، يجب أن يتم التعامل معها من منظور إنساني.

أما المواطن مصطفى سليم، فأكد أنه كان من المحظوظين، إذ تمكن بعد طول بحث من إيجاد بيت صغير يقطن فيه، موضحا أنه بالرغم من ذلك لا يشعر بالاستقرار أو الأمان، نظراً لقرب المنزل من المنطقة الحدودية جنوب رفح، حيث أنفاق التهريب، والتي عادة ما تكون عرضة لغارات إسرائيلية مفاجئة، كما أن المنزل الذي استأجره صغير لا يكفي عائلته البالغ عدد أفرادها ثمانية.

وأشار سليم إلى أنه يرى في إعادة الإعمار حلماً بعيد المنال، داعياً الطرفين المتخاصمين للتوصل إلى اتفاق سريع ينهي حالة الانقسام أولاً، ومن ثم التوحد من أجل خوض ما وصفه بمعركة إعادة الإعمار.

ويشير المواطن أحمد بكر من سكان المنطقة القريبة من مطار غزة الدولي، إلى أنه منح نفسه مهلة حتى بداية كانون الأول القادم، وبعد ذلك لن ينتظر أية جهة لتقوم بإعادة إعمار منزله، وسيقوم هو بتلك المهمة، رغم ما تتطلبه من تكلفة كبيرة.

وأوضح بكر أنه في حال عجزه عن توفير الأسمنت ومواد البناء الأخرى سيلجأ لإنشاء منزل من الطين، ليستريح من حياة التنقل التي يعيشها منذ عدة أشهر، موضحا أنه يقطن في منزل شقيقه.

يذكر أن مئات المنازل هدمت في رفح بصورة كلية وجزئية خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة، جراء الغارات المكثفة التي شنتها طائرات الاحتلال في أماكن متفرقة من مدينة رفح، وكذلك جراء عمليات التجريف الواسعة التي نفذتها جرافات إسرائيلية في بلدة الشوكة المحاذية لخط التحديد.