خبر اوباما وإسرائيل: عن السذاجة الخطيرة- إسرائيل اليوم

الساعة 09:12 ص|26 يوليو 2009

بقلم: دانييل بايبس

 (المضمون: اظهرت الادارة الامريكية انعدام فهم وانعدام قدرة عندما قررت طرح مطلب في موضوع يوجد حوله اجماع في اسرائيل – ليس حول "بؤرة" منعزلة، بل بالنسبة لحي مقدسي يتباهى بجذوره الصهيونية منذ العام 1891 - المصدر).

لما اسميته حتى الان "انعطافة حادة ومتصلبة من الولايات المتحدة تجاه اسرائيل"، هناك ثلاث نتائج سريعة، غير نافعة، تشير الى مصاعب مستقبلية:

النتيجة الاولى: قرار اوباما تصليب المواقف حيال اسرائيل أدى الى مطالب متنامية من جانب الفلسطينيين. في تموز قرر رئيس السلطة محمود عباس، والمفاوض الرئيس لديه، صائب عريقات، مطالبة اسرائيل بخمسة تنازلات من جانب واحد: دولة فلسطينية مستقلة، انسحاب اسرائيل الى حدود 1967 (باستثناء جسر اقليمي بين يهودا والسامرة وقطاع غزة)، "حق العودة" الفلسطينية لاسرائيل، حلول لكل مواضيع التسوية الدائمة حسب خطة عبدالله للعام 2002 وتجميد كل البناء اليهودي في شرقي القدس وفي يهودا والسامرة. ولكن مؤيدي السلام يعرفون بان التجربة تفيد بان المطالب المبالغ فيها من هذا النوع، تقلل فقط الجاهزية الاسرائيلية للتنازلات.

النتيجة الثانية: الادارة الامريكية تتلقى تعليمات من عباس وتنقلها الى اسرائيل. فقد احتج عباس على مسامع الامريكيين على بناء عشرين شقة وموقف تحت أرضي في الحي شرق مقدسي شمعون الصديق، الذي يقع على مساحة 1.4كم شمالي البلدة القديمة، وادعى بان الامر سيؤثر على الميزان الديمغرافي في المدينة. فاستدعت وزارة الخارجية على الفور السفير الاسرائيلي في واشنطن، ميخائيل اورن، في 17 تموز وأمرته بان يطالب اسرائيل بوقف البناء. فهل هذا مطلب نزيه؟ هيا نفحص خلفية القصة. حي شمعون الصديق اقيم في 1891، من قبل يهود صهاينة اشتروا الارض من العرب. ولكن في اعقاب اضطرابات قام بها العرب وبعد الاحتلال الاردني، ترك اليهود المكان. في الثلاثينيات، اقام مفتي القدس المؤيد للنازية، أمين الحسيني، مبنى مع الايام اصبح فندق شيبرد. بعد حرب الايام الستة وصفت اسرائيل المبنى بانه "ملك مهجور". رجل الاعمال الامريكي ارفين موسكوفتش اشترى الارض في 1985 واجر المبنى لحرس الحدود حتى 2002. قبل اسبوعين تلقت الشركة التي يملكها، C&M للاملاك، كل الاذون اللازمة لترميم الفندق وبناء شقق في المكان.

على أي حال، النتيجة الثالثة هي أن المطلب الامريكي اثار تصميما اسرائيليا بعدم الخضوع، بل والاصرار على المواقف التقليدية التي ابدتها الدولة بالنسبة للقدس. السفير اورن رفض الطلب الامريكي. اما بنيامين نتنياهو فاعترف بانه "فوجيء" من الطلب الامريكي ووعد زملائه قائلا: "لن اخضع في هذا الشأن".

رسميا، نتنياهو أوضح بان لا مجال للتنازلات واصر على ان السيادة الاسرائيلية في القدس "غير قابلة للجدال". واشار الى أن "سكان القدس يمكنهم ان يشتروا الشقق في كل ارجاء المدينة"، وشدد على أنه "في السنوات الاخيرة اشترى او يشتري مقيمون عرب مئات الشقق في الاحياء اليهودية وفي غربي المدينة ولم نتدخل في ذلك. وهذا يعني أنه لا يوجد حظر على العرب لشراء الشقق في غربي المدينة، ولا حظر على اليهود لشراء الشقق او بناء الشقق في شرقي المدينة. هذه سياسة مدينة مفتوحة غير مقسمة حسب الانتماء الديني او القومي".

وأنهى نتنياهو بنبرة حادة: "لا يمكننا أن نقبل فكرة الا يكون لليهود الحق في الشراء أو البناء في كل مكان في شرقي القدس. يمكنني أن اتصور ما كان سيحصل لو أن احدا اقترح الا يكون بوسع اليهود ان يعيشوا او يشتروا في احياء في لندن، نيويورك، باريس او روما. وزير الخارجية، افيغدور ليبرمان كرر الامور، بينما وزير الاعلام والشتات، يولي ادلشتاين، اضاف بان الطلب الامريكي "يدل على كم هو خطير الانجرار الى المداولات على تجميد البناء في يهودا والسامرة. هذه المداولات ستؤدي الى طلب التجميد في اسرائيل باسرها".

منذ 27 ايار، عندما بدأت ادارة اوباما هجومها على "المستوطنات" الاسرائيلية، نشهد سذاجة غير متوقعة من جانب الولايات المتحدة. أفلم يكن بوسع الادارة أن تعرف مسبقا بانه عندما تصدر واشنطن تعليمات الى حليفها الرئيس في الشرق الاوسط – فان الفشل مضمون مسبقا؟ هذه المرة اظهرت الادارة انعدام فهم وانعدام قدرة عندما قررت طرح مطلب في موضوع يوجد حوله اجماع في اسرائيل – ليس حول "بؤرة" منعزلة، بل بالنسبة لحي مقدسي يتباهى بجذوره الصهيونية منذ العام 1891.

متى يقف اوباما على خطأه ويتراجع عنه؟ كم من الضرر سيلحق حتى ذلك الحين؟