خبر لماذا يصطدم مؤتمر « فتح » بحجر الاعتقال السياسي.. كما الحوار الوطني؟

الساعة 08:43 ص|26 يوليو 2009

لماذا يصطدم مؤتمر "فتح" بحجر الاعتقال السياسي.. كما الحوار الوطني؟

 

الحوراني:"إذا كان الزهار يتحدث عن الحسنة فليبدأوا هم بالحسنة ليحسن من صورته أمام الآخرين"

 

عوكل:" موقف "حماس" من أعضاء "فتح" يعمق أزمة الثقة بين الأطراف الفلسطينية

 

فلسطين اليوم- غزة (خاص)

أصبحت قضية سماح حركة "حماس" لأعضاء حركة "فتح" بالخروج إلى بيت لحم للمشاركة في مؤتمرهم السادس الذي سيعقد الشهر المقبل، هي حديث كافة المسؤولين والإعلاميين ومحط أنظار الجميع، خاصةً بعد اشتراط "حماس" بالإفراج عن المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية لخروج المؤتمرين.

 

ومن اللافت أن ملف الاعتقال السياسي لم يكن حجراً تعثر به المفاوضين على طاولة الحوار الوطني في العاصمة المصرية القاهرة، بل امتد إلى مؤتمر حركة فتح السادس والذي بات مشاركة أعضائه من قطاع غزة غير مضمون بعد وضع إنهاء هذا الملف كشرط لخروجهم لبيت لحم.

 

سفر.. ولكن بشروط

وكان القيادي في حركة حماس وعضو مكتبها السياسي محمود الزهار، أثار شكوكاً كبيرة حول إمكانية السماح لأعضاء فتح من غزة بالسفر إلى بيت لحم، إذ ربط ذلك بإنهاء الاعتقال في الضفة الغربية.

 وقال الزهار:"إذا كانوا يعتقلون بحجة أنه لن يتم وقف ملف الاعتقال إلا بعد إنهاء الانقسام، فنحن نقول أيضاً إنه بعد أن ينتهي الانقسام يستطيع كل إنسان أن يتحرك بحرية"، وأضاف: "سنتعامل معهم على أساس الحسنة بالحسنة والسيئة بالسيئة".

 

فليبدأوا هم بالحسنة

من جانبه، اعتبر المفكر السياسي الدكتور عبد الله الحوراني في حديث لـ"فلسطين اليوم"، أن ربط مؤتمر حركة فتح بالاعتقال السياسي جزء من استمرار الصراعات، وخطأ وخطر كبير، ويجب على كل فصيل أن يقدم الايجابيات.

 وقال الحوراني:"إذا كان الدكتور الزهار يتحدث عن الحسنة بالحسنة فليبدأوا هم بالحسنة، وليكونوا أفضل من الرد عليها، واتخاذ قرار ايجابي يحسن من صورته أمام الآخرين ويحرج الآخرين، ويدفعهم للتفكير نحو الجدية".

 

وأضاف الحوراني، أن على جميع الأطراف التفكير بهذا المنحى الايجابي، والتسابق نحو الايجابيات وليست السلبيات ليمهد الطريق نحو مصالحة وطنية شاملة، مشدداً على أن الصراع الدائر ليس على مبادئ ولا أهداف ولا ثوابت وطنية بل هو صراع على السلطة، والكل يريد السلطة، ومكانة كبرى فيها.

 

حوار متعثر.. وأزمة ثقة

من ناحيته، اعتبر المحلل السياسي طلال عوكل في حديث لـ"فلسطين اليوم"، أن موقف حركة "حماس" من عدم سماحها لأعضاء حركة "فتح" بالخروج لمدينة بيت لحم للمشاركة في المؤتمر السادس للحركة، يدور في إطار الانقسام الداخلي وتعميق أزمة الثقة بين الأطراف الفلسطينية.

 وأكد عوكل، أن عقد مؤتمر فتح السادس ليست محطة مهمة فتحاوية فقط، بل إن كل ما يتصل بالمؤتمر له تداعيات في فتح وخارجها، وانعقاده أمر غاية في الأهمية.

 

وحول ما إذا كانت أزمة المؤتمر هي إحدى مشكلات "فتح"، فقد شدد عوكل على أن الخلافات في "فتح" دائماً موجودة، وإن لم تكن دوماً في حدتها المتزايدة الآن، وهي بالفعل في أزمة والشعب الفلسطيني كذلك في أزمة، والخلافات تتزايد، مستدركاً "لكن فتح تستطيع أن ترتب أمورها وتستعيد دورها والكل يدرك ذلك".

 

كما نوه عوكل، إلى أن مؤتمر "فتح"، يعاني من مشكلات في حضور أعضائها من الخارج بسبب منعه سلطات الاحتلال الإسرائيلي من وصولهم لمدينة الحدث، ومن قطاع غزة بسبب منع حركة حماس لأعضاء الحركة بالخروج إليها.

 

واعتبر المحلل السياسي، أن استمرار منع حركة حماس لأعضاء فتح من السفر، جزء من الحوار المتعثر، واتساع الهوة بين الأطراف.

 

وحول اشتراط حماس لـ"فتح" بالإفراج عن المعتقلين في الضفة الغربية كشرط لخروجهم لبيت لحم، وصف عوكل هذا الأمر بالخاطئ، مبيناً أن ملف الاعتقال السياسي ملف كبير وأسود، وكل المحاولات التي جرت لحله مهمة في هذا الخصوص.

 

كما رأى أن ربط خروج أعضاء فتح لبيت لحم بملف الاعتقال السياسي لم يأت بنتيجة بل سيعمق الكراهية، ويستخدم كتبرير للمواقف لعدم حل القضايا الأساسية، ولم يكن مطروحاً مسبقاً والكل كان يتمنى خروجهم.

 

وحول رؤيته للخروج من هذه الأزمة، قال عوكل:" مشكلتنا هي مشكلة الحوار الوطني"، مطالباً المصريين أن يدعوا كل الأطراف إلى "كامب ديفيد" أو "شرم الشيخ" أو "الغردقة" جديد للخروج باتفاق نهائي، لأنه ما عدا ذلك لا يمكن تحقيق شئ.