خبر نتنياهو يقرر استقبال الوفود الأميركية الثلاثة بـ« أقل ما يمكن من الصدامات »

الساعة 05:10 ص|26 يوليو 2009

فلسطين اليوم – القدس المحتلة

في جلسة ليلية مطولة طارئة قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ومجموعة من الوزراء المقربين والمساعدين، استقبال الوفود الأميركية الثلاثة الرفيعة بـ«أقل ما يمكن من الصدامات». وقال مصدر مقرب منه أن الحكومة الإسرائيلية ليست معنية بتصعيد الخلافات القائمة وتريد إيجاد قاعدة من التفاهم مع إدارة الرئيس باراك أوباما، كما كان عليه الوضع في زمن الإدارات السابقة.

وأضاف المصدر أن أفراد الطاقم الإسرائيلي وجدوا، خلال المناقشات في هذا اللقاء، أن هناك تطابقا في الآراء بين إسرائيل والولايات المتحدة في معظم القضايا التي ستطرح في اللقاءات الثلاثة، خاصة ما يتعلق بقضايا الأمن والعلاقات الثنائية وإجراء مفاوضات حول السلام الإقليمي مع سورية ولبنان وسائر الدول العربية، وأن الخلافات تتركز في الموضوع الفلسطيني، وبشكل خاص في المطالب الأميركية من إسرائيل لاستئناف المفاوضات (تطبيق بنود المرحلة الأولى من خطة خريطة الطريق، وأبرزها تجميد البناء الاستيطاني). وأكد المصدر أن الخلافات في موضوع البناء الاستيطاني ما زالت قائمة بين البلدين. وأن إسرائيل لا تجد ممكنا تجميد كل البناء في المستوطنات، وتطالب بحرية البناء في القدس والمستوطنات المحيطة بها والسماح لها ببناء محدود في بقية المستوطنات. ومستعدة بالمقابل لأن تتعهد بتجميد البناء الاستيطاني، باستثناء البناء فوق أبنية قائمة في عمارات سكنية وبناء مؤسسات عامة (مدارس وعيادات طبية ونواد وأماكن عبادة) لسد الحاجات الطبيعية. وهو أمر ترفضه الولايات المتحدة حتى الآن. ويرى الإسرائيليون أن إدارة أوباما تصر على مواقفها حتى يستوعب القادة في إسرائيل أن هناك تغييرا جذريا في السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط.

وحسب مصادر سياسية عليا في إسرائيل، ذكرت صحيفة «معاريف»، أمس، أن القيادة الإسرائيلية تتوقع أنها مع الصمود بعض الوقت ستنجح في تغيير الموقف الأميركي. وقال المراسل السياسي للصحيفة، بن كسبيت، إن أوساطا واسعة في واشنطن تؤيد موقف الإدارة الصارم ضد البناء الاستيطاني ولكنها لا تقبل اللهجة الحادة التي يستخدمها رجال أوباما ضد إسرائيل، مثل قادة الكونغرس وقادة التنظيمات والحركات اليهودية. وعندما بدأ نتنياهو يتحدث عن حق اليهود في البناء في القدس، تمكن من تحسين موقف هؤلاء تجاه إسرائيل، حيث إن غالبيتهم الساحقة ترفض منع إسرائيل من البناء في القدس.

وكان نتنياهو قد اطلع على استطلاع رأي أجري مؤخرا بين صفوف الأميركيين لمعرفة موقفهم من القدس، جاء فيه أن نحو 55% يعتبرون القدس عاصمة لإسرائيل. كما راجع بروتوكولات الكونغرس في موضوع القدس ووجد أن غالبيتها الساحقة تؤيد الموقف الإسرائيلي من هذه المدينة والاستيطان اليهودي فيها. ومن هنا جاءت إثارته موضوع القدس يوم الأحد الماضي في بداية جلسة الحكومة. فقد استهدف نسف قاعدة التأييد للرئيس أوباما حول البناء الاستيطاني بشكل عام وطرح القضية من بوابة القدس.

تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل تتابع أيضا نتائج استطلاعات الرأي التي تنشر في الولايات المتحدة حول سياسة البيت الأبيض. وقد لفت أنظارهم الهبوط في شعبية أوباما من 72% في شهر يناير (كانون الثاني) إلى 52% في الشهر الحالي، وليس خافيا أن أي ضعف في مكانة أوباما يمكن استغلالها في إسرائيل واعتبارها إضعافا في حجم ومستوى الضغوط عليها في الموضوع الاستيطاني وغيره.

يذكر أن ثلاثة وفود أميركية رفيعة ستصل إلى إسرائيل، هذا الأسبوع. أولها وفد السناتور جورج ميتشل، مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، الذي يصل اليوم. ويجري لقاءات مع نتنياهو ومع نائبه وزير الدفاع، إيهود باراك، ثم ينتقل إلى رام الله للقاء الرئيس محمود عباس (أبو مازن). وفي يوم الثلاثاء القادم يصل وزير الدفاع، روبرت غيتس، في زيارة خاطفة لعدة ساعات. وما زال برنامج زيارته ولقاءاته طي الكتمان، لكن يعتقد أن الحديث سيتركز حول القضايا الأمنية وإيران. وفي يوم الأربعاء يصل وفد أميركي ثالث، يضم مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جيمس جونز، والمستشار الخاص للرئيس أوباما في شؤون الشرق الأوسط، دينيس روس، وممثلون عن الجيش والمخابرات والخارجية. ويتباحث أعضاء الوفدين مع الإسرائيليين في العلاقات الثنائية والتنسيق في الموضوع الإيراني والعلاقة بين القضية الإيرانية وقضية التقدم في عملية السلام في الشرق الأوسط