خبر في سابقة هي الأولى.. غزاوية تقتحم مهنة الرجال في ميكانيكا السيارات

الساعة 04:55 م|23 يوليو 2009

الميكانيكية "مي رباح" تقوم بتصليح سيارة مُعطلة

في سابقة هي الأولى.. غزاوية تقتحم مهنة الرجال في ميكانيكا السيارات

فلسطين اليوم: غزة

بكل ثقة تمارس "مي رباح" عملها على الرغم من نظرات الكثيرين لها، فهي تلبس عفريتة الميكانيكي تميزها بأنها "ميكانيكي سيارات"، تلك المهنة التي قررت بها أن تقتحم عالم الرجال.

ففي ورشة لصيانة السيارات تابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وسط مدينة غزة تحلق مي بطموحها عالياً بعد أن اختارت هذه المهنة بكل جرأة رغم رفض أسرتها في البداية كونها جزء من المجتمع الشرقي، تقول: "أغضبني حينها أن أوقف طموحي فقط لأني بنت، فاخترت أن أدرس تخصص هندسة ميكانيك في جامعة دمشق بسوريا وأخبرت أهلي بذلك فانزعجوا في بداية الأمر ولكنهم قبلوا في النهاية بالأمر الواقع، وبدأت الدراسة وكانت نظرتي للدراسة أنها تحدي أكثر من أن تكون دراسة".

واقع التحدي لدى مي قوي جداً، فقد عملت من قبل في مصنع للحديد على ثلاث خطوط إنتاجية وأثبت قدرة ممتازة فيه لدرجة أن صاحب العمل لم يكن يتوقع أن تحقق له هذا القدر من الإنتاج، ولكنها اضطرت لترك العمل لظروف زواجها.

تتابع: "حبي لعملي منعني من تركه إلا قبل 5 أيام من موعد السفر للزفاف، وصاحب العمل أكد لي أنه بإمكاني العودة للعمل في أي وقت، لم أعد ولكني وبعد الزواج بوقت قصير بدأت بالبحث عن عمل لقناعتي بأهمية العمل للمرأة، فعملت في شركة سيارات في حينها".

لا يخلُ عملها من بعض المواقف التي تصفها بالطريفة ولكنها تتعامل معها بشكل سلس، منها أن شخصا سمع أن امرأة تعمل في مجال الميكانيك ولم يعجبه أبداً ذلك، فقرر أن يرى المرأة التي تعمل في هذا المجال، وبالفعل جاء والتقى بها وخرج من اللقاء مقتنعاً بعملها ويفكر أن تدرس بنته نفس التخصص.

تؤكد مي أنها كانت تبذل جهوداً مضاعفة لتقنع من يعمل معها من الرجال أنها ستنجح في هذا العمل ولأنها تكره الفشل، وأيضاً لتحسن من دخلها حيث أن راتبها -الذي لم تفصح عنه- لا يكفي لسد التزاماتها ولكنها ترفض البقشيش نهائياً وتفضل أن تعمل إضافياً لتزيد من دخلها.

أنوثة محفوظة.

مي تعمل الآن في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني كمسئولة عن صيانة السيارات، تحكي: "دخلت معترك العمل متوقعة وجود العديد من حوائط السد خاصة أنني أذهب للورش وأقود سيارات الإسعاف ولكنني وجدت العكس تسهيل للمهام من قبل الناس، رغم استغرابهم واستهجانهم بطبيعة عملي".

ولا ترى "ميكانيكية السيارات" أن عملها ينقص من أنوثتها، وتعتبر أن للعمل حقه في أن ترتدي ما يتناسب معه مع الأخذ بعين الاعتبار الأسس المتمثلة بالقيم الدينية والأخلاقية، فهي تراعي أن تكون ملابسها عملية ولكن أيضاً أن تمتاز بالحشمة.

تطمح مي إعطاء المرأة كافة حقوقها دون انتهاك ولم تنس الجانب الأسري فهي تسعى تحقق حلمها هي وزوجها في بناء أسرتها حيث لديها من الأبناء اثنين -مرح 13 عاماً ومحمود 10 أعوام- وتسعى أن تكون أسرة نموذجية، وأكدت أن طموحها لا يتوقف على المستوى الشخصي ليصل إلى المجلس التشريعي حيث تتمنى أن يكون لها دور في الجانب السياسي أن تمارس دوراً واضحاً وفعالاً.