خبر نخدع أنفسنا-يديعوت

الساعة 08:34 ص|22 يوليو 2009

بقلم: أوري سفير

 (المضمون: موضوع المستوطنات ليس شأن بضعة منازل تبنى في هذه المستوطنة أو تلك. هذه مسألة استراتيجية، على اساسها تتقرر الامور بالنسبة لقدرتنا على التنسيق مع الولايات المتحدة وامكانية اقامة سلام مع دولة فلسطينية مجردة - المصدر).

عندما أدرت المفاوضات في اوسلو على اتفاقات اوسلو 1 لحل تدريجي للمسألة الفلسطينية، اصر الفلسطينيون على أن يتلقوا تعهدا اسرائيليا الا تقيم اسرائيل مستوطنات والا تدمرها. عندما جئنا بهذه الرسالة الى الزعيمين – رئيس الوزراء في حينه اسحق رابين الراحل، ووزير الخارجية في حينه شمعون بيرس – قررا ان ينقلا رسالة رد للفلسطينيين بموجبها المستوطنات هي موضوع للتسوية الدائمة، ولكن ليس في نية الحكومة ان تقيم مستوطنات جديدة او توسع المستوطنات القائمة.

وكدليل، بعثوا معنا بقرار حكومة رابين الذي يعكس هذا الميل. في اللقاء بعد ذلك قبل الفلسطينيون صيغة قرار الحكومة بهذه الروح وابلغونا بانه دون اقرار هذا القرار ما كان للاتفاق ليوقع. وكان للفلسطينيين بالفعل اساس للاعتقاد بان المستوطنات ستجمد ومصير تلك القائمة منها سيبحث في التسوية الدائمة.

في نظرة الى الوراء يتبين بان ليس هكذا كانت الامور في الواقع. قبل اتفاقات اوسلو كان هناك 116.300 مستوطن في الضفة الغربية، وبعد اتفاقات اوسلو، حتى 2007، اضيف 159.745 مستوطن في هذه المنطقة. بتعبير آخر عدد من المستوطنين بعد اوسلو أكبر مما قبله، معظمهم تحت ذريعة النمو الطبيعي.

الفلسطينيون لم يكونوا دوما مستقيمين معنا، ولا سيما بالنسبة لنواياهم في مكافحة الارهاب. ولكننا خدعناهم وخدعنا أنفسنا. في هذا السياق علينا أن نفهم المعنى الاستراتيجي للمستوطنات في نظر الفلسطينيين. فهم يرون في التوسع الاستيطاني خطرا حقيقيا على امانيهم الوطنية في اقامة دولة. فالمستوطنات وان كانت تشكل فقط 3 في المائة من المساحة المبنية في الضفة الغربية، ولكن نحو 40 في المائة من ناحية مساحة المحلية. ولا غرو أن الفلسطينيين يرون في المستوطنات خطرا على السلام وعلى قدرتهم اقامة دولة تعيش بسلام الى جانب اسرائيل.

في الاتصالات مع ممثلي الرئيس اوباما حان الوقت لان نكون صادقين مع جيراننا، مع حلفائنا، وبالاساس مع انفسنا بالنسبة لاستمرار سياسة الاستيطان. وهاكم ما هو مقترح في هذا السياق: اولا، يستكمل البناء فقط في وحدات السكن المقرة، والتي سبق لبناها التحتية أن اقيمت. بالنسبة للنمو الطبيعي، يسمح فقط بالبناء العام (رياض الاطفال والمدارس)، وهذا ايضا فقط في المنطقة المبنية (وبالاساس الى الاعلى). ثانيا، الحكومة تبدأ في استعدادات داخلية لاقامة كتل استيطانية تسمح بتسوية دائمة وحدود دائمة مع تبادل للاراضي.

        موضوع المستوطنات ليس شأن بضعة منازل تبنى في هذه المستوطنة أو تلك. هذه مسألة استراتيجية، على اساسها تتقرر الامور بالنسبة لقدرتنا على التنسيق مع الولايات المتحدة وامكانية اقامة سلام مع دولة فلسطينية مجردة.