خبر شمال القطاع: تذمر في أوساط الطلبة وأولياء أمورهم من تدني معدلات « التوجيهي »

الساعة 05:20 ص|22 يوليو 2009

فلسطين اليوم : غزة

اتسمت نتائج العام الحالي للثانوية العامة بتدني المعدلات في أوساط مجموعة كبيرة من الطلبة في محافظة شمال غزة.

وعزا مواطنون وحتى الطلبة أنفسهم ذلك إلى مساعدة وزارة التربية والتعليم العالي لهؤلاء، حيث يعتقد أن من حصلوا على مجموع درجات في بداية الخمسينيات قد جرى ترفيعهم ومساعدتهم.

وحصلت نسبة كبيرة جدا من الطلبة على معدلات في بداية الخمسينيات، كما هو الحال مع محمد بشير الذي حصل على 52%، والحال نفسه تكرر مع ثلاثة من أبناء عمومته.

واستهجن والده الذي لم يكترت بالنتيجة ولم يفرح بنجاح ابنه تدني المعدلات، ولام ابنه بشدة ورفض أن يبارك له.

وقال بشير إن ابنه لم ينجح فعليا، وأن الذي حصل هو أنه جرت مجاملته من قبل وزارة التربية، داعيا إلى مراجعة إستراتيجية التعليم في قطاع غزة.

وأضاف أن هذه النتائج تؤكد وجود أخطاء قاتلة في نهج التعليم في القطاع، مشيرا إلى أنه كان يتعاطف مع ابنه الذي كان يصل الليل بالنهار في القراءة والمذاكرة.

وأعرب بشير الذي كان يتمنى رؤية ابنه يدرس في الجامعة عن استغرابه لعدم حصوله على معدل مرتفع، محملا المسؤولية لطريقة التعليم في القطاع والتي شهدت العام الماضي منغصات وتشويشات كثيرة.

وأشار إلى انه سيعطي الفرصة لابنه لإعادة السنة الدراسية لعدم تمتعه بفرصة للالتحاق بجامعة أو تخصص جيد في القطاع.

وأصر بشير على استعراض بعض من الصعاب التي واجهت ابنه خلال العام الدراسي ومنها تدني مستوى المدرسين بالإضافة إلى الإجازات المتكررة والطويلة وما سماه الأسلوب العقيم للتدريس.

وطغى الحزن أيضا على وجه إبراهيم موسى والد أحد الطلاب المجتهدين الذي لم يحصل إلا على 51% فقط، مؤكدا أنه كان يعلق آمالا كبيرة على ابنه البكر في الحصول على معدل جيد على الأقل، خصوصا أنه حصل في الثاني الثانوي على معدل تجاوز 90%.

وتوقع موسى رحلة صعبة لابنه للعثور على جامعة أو مؤسسة تعليمية تقبله في تخصص يريده، مضيفا أنه يفضل عدم استقبال المهنئين لتدني المعدل.

والأمر نفسه انسحب على حنان الفؤاد والدة الطالبة أسماء، التي لم تحصل إلا على 58% مقارنة مع 96% حصلت عليها في الثاني الثانوي، وأبدت تشككها في صحة النتيجة.

وانهمرت حنان في البكاء عندما عرفت بنتيجة ابنتها، حيث كانت تتوقع أن تحصل على معدل فوق الـ90%، فيما التزمت ابنتها الصمت المطبق وعيناها غارقتان بالدموع، غير مصدقة النتيجة.

ورفضت أسماء الحديث مع المهنئين واكتفت بالتفكير بما ستفعله في المرحلة القادمة، لكن شقيقها مهدي رجح أن تعيد شقيقته السنة الدراسية العام المقبل.

ولم يتحمس المسن فريد عبد الله كثيرا لنجاح ابنه الذي حصل على معدل 5ر50% فقط، مؤكدا أن النتيجة غير مشرفة ولا تبشر بمستقبل طيب لابنه الذي أعاد التوجيهي للسنة الثانية على التوالي لتصحيح المعدل، ولكنه فشل.

وأبدى عبد الله يأسه من إمكانية تحسن أوضاع ابنه، متسائلا بغضب وحدة عن الساعات الطويلة التي قضاها ابنه في الدراسة مع أصدقائه خلال العام الماضي.

والتزم العشرات من الطلبة الذين حصلوا على معدلات متدنية وأولياء أمورهم المنازل ولم يغادروها، تجنبا لاستفسارات المواطنين.

وحلت الكارثة بوالدة الطالب علاء أبو النور التي أغمي عليها عندما علمت بعدم وجود اسم لابنها في قوائم الناجحين. ولم تفق من الغيبوبة إلا بعد ساعة تقريبا وسط صمت وذهول وحزن شديد على ابنها البكر الذي تفوق خلال السنين الماضية وحصل في الثاني الثانوي العلمي على معدل 88%.

وحاول والده الذي كظم حزنه تهدئة روع أبنائه الذين دخلوا في نوبة بكاء وحزن شديدة على علاء البكر، الذي أقفل الغرفة على نفسه ولم يسمح لأحد بالدخول إليه أو الحديث معه.

وقال والده الذي حصل على عطلة من عمله، أمس، لمتابعة النتائج وتهيئة نفسه لاستقبال المهنئين إن الحظ السيئ لعب دوره اليوم، مؤكدا أن يوم أمس هو من أتعس أيام عمره.