خبر خلود لم تفقد الأمل في التفوق رغم استشهاد ثلاثة من أفراد عائلتها في الحرب

الساعة 09:00 م|21 يوليو 2009

خلود لم تفقد الأمل في التفوق رغم استشهاد ثلاثة من أفراد عائلتها في الحرب

فلسطين اليوم- غزة

فرحة الطالبة خلود ابو عسكر من مخيم جباليا للاجئين في قطاع غزة، بتفوقها في الثانوية العامة لم تكتمل لانها ما زالت تفتقد اخويها خالد وعماد وعمها رأفت واثنتين من صديقاتها قضوا في الحرب الاسرائيلية الاخيرة على قطاع غزة.

 

واعلنت نتائج الثانوية العامة الثلاثاء في قطاع غزة والضفة الغربية معا رغم الانقسام بينهما بعد سيطرة حركة حماس على قطاع غزة حزيران/يونيو 2007.

 

الا ان الشابة السمراء تلقت خبر نجاحها بمعدل 90,3% عبر الهاتف من صديقة لها تعيش في الاردن.

 

وقالت لوكالة فرانس برس "اشعر بشيء كبير ينقصني. اشعر بفراغ وحنين بعد رحيل خالد وعماد، واهدي هذا النجاح لهما ولعمي وصديقتي جهاد وتحرير وكل شهداء الحرب".

 

واضافت "كنت انتظر النتيجة بخوف وقلق كبيرين حتى اتصلت بي صديقتي من الاردن وبشرتني بها فقد حصلت عليها من الانترنت قبلي لان الاتصال كان ضعيفا في غزة".

 

الا انها تتابع بتحد وهي تشير الى ملصق كبير على الحائط طبعت عليه صور "الشهداء" الثلاثة، انها تقول "للاحتلال: رغم كل ما فعلتموه بنا وما ستفعلونه سننجح ونحصل على اعلى المعدلات ولن تكسروا ارادتنا ولن تحدوا من طموحنا".

 

وفقدت خلود اخويها وعمها في غارة جوية اسرائيلية وقعت بالقرب من منزلهم في مخيم جباليا للاجئين.

 

وتروي خلود بحزن ان "بيتنا قصف فجر السادس من كانون الثاني/يناير وتم تدميره بالكامل. ومساء اليوم نفسه، استشهد اخواي وعمي في غارة ثانية على مدرسة الفاخورة القريبة من منزلنا".

 

واستشهد 43 فلسطينيا في هذا القصف الاسرائيلي الذي وقع بالقرب من مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) في مخيم جباليا.

 

وكانت اسرائيل شنت حربا على قطاع غزة في 27 كانون الاول/ديسمبر استمر 22 يوما اسفر عن استشهاد اكثر من 1400 فلسطيني، طبقا لارقام فلسطينية.

 

ورأت حركة حماس في نتائج الثانوية العامة هذا العام "انتصارا للجيل الذي اراد العدو تجهيله بالحصار و الحرب"، على حد قول النائب عن الحركة مشير المصري.

 

وتقول خلود ان "نفسيتي كانت مدمرة. فقدت ثلاثة من عائلتي في يوم واحد وصديقتي تحرير وجهاد ودمر منزلي وغرفتي وكتبي وكل شيء".

 

وجلست خلود الى مكتبها في غرفتها الجديدة في منزل استأجرته عائلتها في المخيم نفسه.

وقالت ان "كل هذه الكتب والملخصات حصلت عليها بعد الحرب".

واضافت "بعد انتهاء الحرب توجهنا الى المدرسة التي بدت مختلفة لنا. لم ندرس اي شيء في الايام الثلاثة الاولى للدراسة، فكل منا كانت تتحدث عن تجربتها".

وتابعت ان "اقبالنا على الدراسة كان مشوشا بعد ما رأيناه خلال الحرب. فكل محاولة للتركيز كانت تشتتها المقاعد الفارغة لزميلاتنا الشهيدات كجهاد احمد وتحرير بعلوشة".

واستشهدت تحرير بعلوشة مع اربعة من اخواتها خلال الحرب في غارة اسرائيلية استهدفت مسجدا بالقرب من منزلها في مخيم جباليا للاجئين.

وحضرت والدة تحرير بعلوشة الى منزل خلود لتهنئتها.

 

وقالت خلود "عندما امل من الدراسة استحضر صورة اخوتي وعمي وجهاد وتحرير، فاواصل دراستي بعزيمة اكبر حتى احقق ما ارادوه لي".

 

واضافت "استعدت ارادتي من الواقع الذي رايته وقررت انني يجب الا انكسر وان احمد الله واواصل بعزيمة اقوى".

 

وتأمل الشابة ان تتمكن من "نقل صورة الشعب الفلسطيني وحقيقة معاناته من خلال دراستي للصحافة (...) بدون الانحياز لاي طرف او فصيل".

 

اما والد خلود فقال "لن نستطيع ابدا ان ننسى ما حصل". لكنه اضاف وهو يحتضن ابنته بفخر ويضع في يدها اسوارا من الذهب ان "الله اكرمنا بتفوق خلود حتى تدخل الفرحة لمنزلنا بعد ان غابت عنه كثيرا".