خبر من الذي سيعرقل الحسم -هآرتس

الساعة 09:32 ص|20 يوليو 2009

بقلم: أمير اورن

 (المضمون: نتنياهو يتسبب بشجاره مع رئيس الولايات المتحدة بالحاق ضرر كبير في العلاقات بين الجيش الاسرائيلي والجيش الامريكي - المصدر).

في صيف 1990 عندما اجتاح صدام حسين الكويت وأشهر الجيش الاسرائيلي – من دون استخبارات دقيقة ومن دون خطط ميدانية ناضجة خطط لاجتياح مواقع الصواريخ التي تهدد اسرائيل غربي العراق، كان بني غينتس قائدا لوحدة الكوماندو في سلاح الجو المسمى "شلداغ". التنسيق العسكري مع اسياد الساحة، الامريكيون كان قليلا بل ومعدوما. نائب رئيس هيئة الاركان ايهود باراك كرس قدرا كبيرا من طاقته في التحايل للتخلص من الجنرال دورون روبين الذين كان يترأس "قيادة السيطرة للعمليات الخاصة".

في صيف 2010 مع باراك (ربما) كوزير للدفاع وغينتس كنائب لرئيس هيئة الاركان سيزداد التهديد الصاروخي من الشرق، ولكن في الجانب الاخر من المعادلة نجد أن قدرات التحرك على مسافات بعيدة والعلاقات مع الجيش الامريكي الذي تقوم 5 من 10 اذرع باعداد انفسها لمجابهة محتملة مع ايران، قد تحسنت. وهي قيادة المنطقة الوسطى التي تشرف على المنطقة وقيادة اوروبا المحاذية لها وبما في ذلك تركيا واسرائيل وقيادة العمليات الخاصة التي ترسل وحدات الكوماندو، والقيادة الاستراتيجية التي تقوم بالاشراف على القاذفات والصواريخ من القواعد البرية ومن الغواصات، وقيادة القوات المشتركة التي تقوم ببناء القوات البرية والبحرية والجوية. الضباط الذين يتعلمون احباط السلاح النووي والتصدي له يقومون بتحليل كيفية تدمير المفاعل العراقي في هجمة سلاح الجو في عام 1981 كنموذج ايجابي.

وفقا لتقارير الجيش الامريكي لديه ولدى الجيش الاسرائيلي خططا للتعلم المتبادل ولقاءات واياما دراسية. على سبيل المثال في الاقسام العسكرية في واشنطن التي يترأسها اللواء غينتس يضاف الى ملحق القوات البرية والبحرية والجوية والاستخبارات والدراسات والتطوير ضابط ارتباط للقوات الخاصة وللمارينز وهو العقيد آفي غيل الذي كان ضابطا لقسم العمليات في لواء المظللين في ذروة مكافحة الارهاب وقائدا لكتيبة راجلة في اللواء وقائدا لوحدة "دوبدوبان" الخاصة.

قبل شهرين نزل رئيس قسم العمليات اللواء تال روسو المعروف لمستضفيه بتجربته في الوحدات الخاصة شلداغ و دورية هيئة الاركان ومغلان، ضيفا على الجيش الامريكي. روسو التقى في البنتاغون بنظيره جنرال المارينز جون فاكستون كما التقى في قواعد القوات الخاصة في فلوريدا وشمالي كارولاينا بالادميرال ايريك اولسون نائب الجنرال ديفيد بريدوفيتش والادميرال وليم مكرايفين. اولسون ومكرايفين كانا قبل ذلك قائدين للكوماندو البحري. اولسون الذي يزور اسرائيل كثيرا كان ايضا مراقبا من قبل الامم المتحدة في اسرائيل ومصر. وعندما كتب مكرايفين دراسة حول ستة عمليات كوماندو هامة في الحرب العالمية الثانية وبعدها كرس الفصل الاخير والاكثر قابلية للاستخدام منها جميعا لعملية عنتبيا في اوغندا.

في السنة الماضية زار قائد القيادة الجنوبية يوآف غلينت القوات الخاصة – في التسعينيات كان نظيرا لاولسون ومكرايفين في وحدة البحرية الخاصة رقم 13 – وبصحبته العميد هريتسي هاليفي قائد لواء المظللين وفي السابق قائد وحدة هيئة الاركان الخاصة. هناك مبادرة مديدة حافلة بالنشاط للتدريب وتبادل المعلومات بين الجيش الاسرائيلي والقوات الامريكية الخاصة.

التقارير الامريكية تكثر من اقتباس العميد ايتي بارون من قسم العمليات رئيس "مركز دادو" للتفكير العسكري في غليلوت كمشارك في العاب التدريب الحربية الامريكية التي تتدرب على الهجمات التي تشن من قبل منظمات العصابات وأشباه الجيوش مثل حماس وحزب الله. بارون يلقي محاضرات حول استخلاصات الجيش الاسرائيلي في لبنان وغزة في ظل مواجهة الغرب ضد دول كايران وسورية والعراق.

من الممكن التخمين بأن الضباط الامريكيين يحذرون من البوح بقدر أكبر مما يسمح لهم به المستوى السياسي. في نفس الوقت من المعتقد ان الحوار المهني الجاري بمشاركة ممثلين عن الهيئات والاجسام المختلفة يضع البنية التحتية الهامة لفهم الاحتياجات والحلول في وقت الازمات. ايضا عند الاكتفاء بتبادل الاراء وعصف الذهون من دون التورط في تخطيط ميداني مشترك، لا يرغب احد بأن يباغت من سيناريوهات تصعيدية في المنطقة مع اقتراب ايران من الحصول على السلاح النووي وبعد المجابهة معها. ان كانوا يتحدثون فقط عن اليوم السابق وعن اليوم التالي فمن الممكن الالتفاف على اليوم ذاته.

الضغف في علاقات الاسرائيليين – الامريكيين يكمن في الشرخ الحاصل في القيادة من دون اعداد مسبق للجهات العسكرية لن يجدي التنسيق السياسي ولو الجزئي حتى والمحدود مثلما حدث في حرب 1991. ولكن رئيس وزراء اسرائيل الذي يتشاجر مع الرئيس الامريكي حول تفاهات المستوطنات يمس بقدرة الجيش الاسرائيلي في التركيز على مهماته الحيوية الحساسة.