خبر من هو اليهودي الذي يكره نفسه -هآرتس

الساعة 09:30 ص|20 يوليو 2009

بقلم: عكيفا الدار

 (المضمون: تحريض نتنياهو ضد المسؤولين الامريكيين اليهود لن يزحزح أوباما عن موقفه الحازم بصدد الصراع الاسرائيلي وهو يدرك ان من ورائه قوى يهودية امريكية شابة وليبرالية - المصدر).

من المذنب في النزاع الجديد الناشب مع الولايات المتحدة حول بناء حي جديد في الشيخ جراح في القدس؟ رئيس البلدية نير بركات الذي يشجع ويدفع تنفيذ المشروع؟ بالتأكيد لا. رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي وقف من ورائه؟ كلام فارغ. كل طفل يعرف أن كل ذلك يتم بجريرة يهود آخرين: رام عمانويل وديفيد اكسلرود المسؤولان في الادارة الامريكية اللذان يحرضان الرئيس براك اوباما ضد ابناء شعبهما.

ليست هذه المرة الاولى التي يقوم فيها "يهودا يكرهون انفسهم" بالتسبب بالمشاكل لنا. خلال مفاوضات فصل القوات في السبعينيات حظي وزير الخارجية الامريكي هنري كيسنجر عندنا وهو ابن لعائلة لاجئين يهود فروا من المانيا النازية بالنعت اللاسامي "جو بوي". في آواخر الثمانينيات عندما تجرأت ادارة بوش الاب على الادعاء بان عملية السلام لا تتساوق مع توسيع المستوطنات، شرعت حكومة شامير لحملة تحريض ضد "ثلاثية اليهود الصغار": دينيس روس، أهارون ميلر ودان كيرتسير. الان جاء دور المقربين اليهود من الرئيس أوباما حتى يلعبوا دور القربان.

من السهل تخمين الجلبة التي كانت ستندلع في القدس لو أن زعيما او صحيفة عربية تجرأوا على الادعاء بان الرئيس الامريكي يميل لصالح اسرائيل بسبب تأثير مستشار يهودي. نتنياهو الذي قضى سنوات كثيرة في الولايات المتحدة يعرف جيدا مدى حساسية المسؤولين الامريكيين اليهود الذين يشغلون مناصب مركزية حساسة لكل تلميح لازدواجية الولاء – لبلادهم ولوطنهم التاريخي. يتبين ان السياسة تُخصع عنده القاعدة الحديدية القائلة "أبناء اسرائيل يناصرون بعضهم البعض". من أجل ارضاء المستوطنين يسمح نتنياهو لنفسه بالتعرض لاشخاص كل خطأهم هو انهم يحاولون دفع أهداف موجودة في مكان بارز من برنامج شريكه الاكبر – حزب العمل.

نحن نحب ان يكون يهودنا في الادارة الامريكية عاجزين عن رؤية المستوطنات وغير قادرين على الاحساس بشكاوي العرب. مثلا اليوت ابرامز الذي كان مسؤولا عن الشرق الاوسط في ادارة بوش. ابرامز المحسوب على اليمين المحافظ الجديد اسهم اسهاما هاما في اعداد سلسلة طويلة من الاوبئة التي انتجت في اسرائيل. هو كان وكيل مبيعات متميز لنظرية "اللاشريك" والروح الحية لسياسة التسامح مع انتشار المستوطنات. في الاونة الاخيرة وجه انتقادات علنية لحل الدولتين الذي طرحه الرئيس الذي استأجر خدماته لأسباب منها دفع هذا الحل.

اوباما كان قد اوضح منذ حملته الانتخابية انه ليس بحاجة للانضمام لليكود حتى يكون صديقا لاسرائيل. استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة تشير الى ان اغلبية اليهود ينادون بموقف أقرب لنهج المنظمات الاصلاحية من اصدقاء السلام الان و "غاي – استريت" الذين ينادون بحل الدولتين ويرفضون نظرية افيغدور ليبرمان والاكثر من ذلك – اغلبية حاسمة تتحفظ من المستوطنات.

المحادثة التي جرت بين براك اوباما والممثلين اليهود الذين التقاهم في هذا الاسبوع تؤيد ان نتنياهو يقوم بتجنيدهم بحربه غير الصحيحة. حتى مؤيدوه القدامى لم يهاجموا موقف الرئيس في قضية المستوطنات واكتفوا بالشكوى من مستوى البروز المرتفع الذي تظهر فيه الاختلافات في الرأي في قضية التكاثر الطبيعي.

احد الضيوف ادعى بأن التاريخ يشير الى ان كشف الاختلافات في الرأي بين الولايات المتحدة واسرائيل في وضح النهار لا يسهم في تقدم عملية السلام. "هذا ليس ما تعلمته من تجربتي في السنوات الثمانية الاخيرة" رد الرئيس عليه. اضف الى ذلك انه قال بأنه لن يخشى من الضغط على الاطراف بما في ذلك اسرائيل طالما ان الامر سيخدم مصالح الولايات المتحدة وكذلك مصالح اسرائيل.

اوباما لم يتردد في التصريح امام اليهود بان سياسته بصدد الصراع ستكون خالية من ذر الرماد في العيون باستثناء الالتزام الخاص بأمن اسرائيل. ان برزت حاجة، اضاف الرئيس، فسيتوجه للاسرائيليين كما تحدث مع العرب والمسلمين حتى يساعدهم في اجراء حساب مع انفسهم. اوباما استوعب ما رفض اسلافه فهمه: المؤيدون التقليديون لليمين الاسرائيلي يفقدون صلتهم بالمجريات. هم يخلون مكانهم لقوى شابة ليبرالية تتماهى مع قيم اوباما. وفي "احسن" الاحوال تحريض نتنياهو ضد "اليهود الكارهين لانفسهم" سيفعل ما فعله همسه في أذن الحاخام كدوري "اليساريون ليسوا يهودا"، للاسرائيليين قبل عشر سنوات.