خبر قدسه- يديعوت

الساعة 09:28 ص|20 يوليو 2009

بقلم: ناحوم برنياع

في الولاية السابقة لنتنياهو كرئيس وزراء مرت بالضبط مائة يوم على اقامة الحكومة حتى الورطة المبادر اليها الاولى من جانبه: قضية نفق المبكى. مائة يوم من تخدر الاحاسيس.

في الولاية الحالية احتاج 120 يوما. هذا بالتأكيد تقدم، وان كان هناك مراقبون متفائلون توقعوا أكثر. متمزق بين الضغوط من واشنطن وبين الضغوط من الجناح اليميني لحزبه وائتلافه، اختار نتنياهو الحل السهل: القدس. ومثلما في حينه، في قضية النفق، يعتقد أن الكلمة السحرية "القدس" ستوقف خلفه ليس فقط اليمين في اسرائيل بل وايضا الوسط السياسي في البلاد. معظم يهود الولايات المتحدة، ومعظم اعضاء مجلسي الكونغرس.

بتعبير آخر: يرغب في أن يصرف المواجهة مع ادارة اوباما من مسألة البناء في المستوطنات حيث لا يوجد له تأييد حقيقي، ليس هنا ولا هناك، الى ساحة اكثر راحة. كان يمكن لهذا أن يكون لامعا لو لم يكن مكشوفا بهذا القدر.

وكما تقول القصيدة، لكل واحد قدسه. قدس دافيد بن غوريون تضمنت غربي المدينة والبلدة القديمة: قدس ايهود باراك وبيل كلينتون تضمنت غرب المدينة والاحياء اليهودية التي بنيت بعد حرب الايام الستة. هذه، الى هذا الحد او ذاك، كانت قدس ايهود اولمرت لاحقا؛ قدس الاصوليين تمتد بين المبكى والاحياء الاصولية، بين ميدان السبت وموقف سيارات كارتا؛ قدس ارفين موسكوفيتش ثري اليانصيب من لونغ ايلند، هي مدينة محتلة، تخلد النزاع. هي اللغم الذي سيمنع تحقيق اتفاق سلام بين النهر والبحر، لا قريبا ولا في المستقبل.

موسكوفيتش استثمر غير قليل من المال في اقامة جيوب صغيرة داخل احياء عربية في شرقي القدس. والسكان الذين يسكنهم ويدعمهم ماليا لا يأتون للسكن، بل يأتون لتثبيت حقائق سياسية على الارض. فهل يعقل، كما سأل نتنياهو أمس، الا يسمح لليهود ان يسكنوا في اجزاء من نيويورك او واشنطن؟ هذا قول منافق، ومزايد. اليهودي الذي يسكن في برونكس او في كوينز يعيش بسلام وبسعادة تحت العلم الامريكي. ام يهود موسكوفيتش فسيعيشون في ظل حراب الجيش الاسرائيلي. وهم لا يأتون كنزلاء: بل يأتون كأسياد.

موسكوفيتش، كما ادعى على مسمعي هذا الاسبوع احد المستفيدين من تبرعاته، مريض جدا. السؤال اذا كان سيواصل الاستثمار في مستوطناته منوط اساسا بعائلته. الحقيقة هي أن موسكوفيتش هو حجة. العنوان الوحيد، شرا كان أم خيرا، هو حكومة اسرائيل. وهي تغلق عينيها، تغمز، تصادق، تنظم عروضا زائفة في الوطنية امام الكاميرات.

احدى نقاط ضعف نتنياهو في الماضي كانت تحديد سلم الاولويات. في بداية الولاية الحالية حاول اصلاح الامر. عندما سئل ما هي المواضيع الثلاثة الهامة له أجاب: "ايران، ايران، ايران". وهو يعرف انه كي يحاول وقف ايران يحتاج بشدة الى الادارة الامريكية. ومن أجل الاستعانة بالادارة فانه ملزم بالحفاظ على التأييد التقليدي لاسرائيل في الرأي العام الامريكي. منذ حرب الغفران لم يكن تأييد الرأي العام الامريكي هاما بهذا القدر لاسرائيل.

المشكلة هي أنه في افعاله يقوم بالعكس. استطلاع أجراه معهد الاستطلاعات الامريكي الهام غرينبرغ كوينلن – روزنر، معهد ستانلي غرينبرغ، المستشار الاستراتيجي لكلينتون، يبين أننا في مشاكل كبرى. 46 في المائة من الامريكيين فقط يعتقدون الان بان اسرائيل ملتزمة بالسلام، اقل بـ 20 في المائة مما في بداية السنة؛ 44 في المائة يعتقدون ان على أمريكا ان تدعم اسرائيل، بالقياس الى 71 في المائة قبل سنة. اقل من النصف مستعدون لان يسموا أنفسهم مؤيدين لاسرائيل، بالقياس الى ثلثين في السنة الماضية. هذه ارقام خطيرة.

يمكن عزو التدهور الى تصريحات اوباما وكلينتون. يمكن عزوه لتصريحات نتنياهو وليبرمان. السؤال من المذنب أقل اهمية من السؤال ما العمل الان. نتنياهو اعطى أمس الاشارة: نشدد المواجهة. بعد اسبوعين – ثلاثة اسابيع، عندما سيذعر ويرغب في النزول عن الشجرة، سيتبين له أن الشباب من الليكود ينتظرونه في الاسفل.