خبر لعب خطير بالنار -هآرتس

الساعة 09:27 ص|20 يوليو 2009

بقلم: أسرة التحرير

الخلاف الذي تثيره خطة اقامة جيب يهودي في قلب الحي الفلسطيني الشيخ جراح في شرقي القدس، ليس تعبيرا عاديا آخر عن الجدال مع الولايات المتحدة في مسألة المستوطنات. توقيت القرار لبناء عشرات وحدات السكن في نطاق "فندق شيبرد" في ذروة المساعي لتحقيق تسوية حول البناء المقيد في المستوطنات، يثير الاشتباه باستعداد رئيس الوزراء بنيامين نتيناهو للدخول في مفاوضات جدية على التسوية الدائمة. الاسناد الذي منحه أمس لخطة البناء رغم الاحتجاج الحاد من الولايات المتحدة وبريطانيا، يدل على أنه مستعد لان يعرض للخطر العلاقات الخارجية الحيوية لاسرائيل في صالح مبادرة استفزازية من ارفين موسكوفيتش، سيد الجمعيات اليمينية في شرقي القدس.

احتجاج ادارة اوباما ما كان ينبغي أن يفاجىء نتنياهو. غداة تصريحه في يوم القدس بان "عاصمة اسرائيل الموحدة" ستبقى الى الابد تحت سيادة اسرائيل، اوضحت الولايات المتحدة بان السيادة في شرقي المدينة لن تحسم الا في المفاوضات. موافقة نتنياهو على المفاوضات على اساس "دولتين للشعبين"، هي ايضا استعداد للبحث في مصير الشيخ جراح. القدس هي من مواضيع اللباب الاكثر حساسية للنزاع الاسرائيلي – العربي. لا يمكن ان نتوقع من الدول العربية ان تتوجه الى التطبيع، بينما تحرجها اسرائيل بمبادرات البناء في شرقي القدس.

مثير على نحو خاص ادعاء الحكومة بان اسرائيل تسمح لعرب شرقي القدس بالسكن في الاحياء اليهودية. خلافا للجمعيات اليمينية اليهودية، التي تعمل للسيطرة على شرقي المدينة، فان السكان الفلسطينيين يتوجهون الى الاحياء اليهودية بسبب النقص في السكن والخدمات العامة في احيائهم. منذ 1967 صادرت اسرائيل 35 في المائة من اراضي شرقي المدينة لغرض بناء نحو 50 الف وحدة سكن في احياء مخصصة لليهود اساسا. في تلك الفترة بني في الوسط الفلسطيني اقل من 600 وحدة سكن بدعم حكومي.

خطط البناء لليهود في شرقي القدس تلحق باسرائيل ضررا سياسيا جسيما. نتنياهو ورئيس بلدية القدس نير بركات يلعبان بالنار تحت الغطاء المكشوف "اقرار طبيعي لبناء خاص". تجميد البناء في "نطاق فندق شيبرد" حيوي بقدر لا يقل عن اخلاء البؤر الاستيطانية وتجميد المستوطنات خارج النطاق البلدي للعاصمة.