خبر غزة: حسبة السمك الشعبية تفتقد زبائنها بسبب الحصار وارتفاع الأسعار

الساعة 05:13 ص|20 يوليو 2009

فلسطين اليوم : كتب/ عيسى سعد الله

أفقد الحصار البحري التي تضربه قوات الاحتلال على قطاع غزة أشهر حسبة شعبية لبيع الأسماك زخمها الشعبي، وباتت الحسبة التي تقع وسط سوق مخيم الشاطئ تشتكي من ندرة الزبائن من الفئات الشعبية واقتصار البيع على كبار الموظفين والتجار.

وعكس خلو الشوارع والممرات بين بسطات الأسماك داخل الحسبة التي يعود عمرها إلى عشرات السنين الحالة السيئة التي تحياها الحسبة وتجارها، بسبب الارتفاع غير المسبوق في أسعار مختلف أنواع الأسماك، إذ يكتفي العشرات من المواطنين عند الدخول إلى الحسبة بالنظر والتعرف على الأسعار اللاهبة للأسماك، منذ فرض إسرائيل حصارها البحري على القطاع عشية عدوانها عليه في السابع والعشرين من شهر كانون الأول الماضي.

ورغم توفر عشرات أنواع الأسماك في الحسبة بدءا من أجود أنواعها "اللوقس" حتى الأقل جودة وهي "بذرة السردين" إلا أن الأسعار مرتفعة جدا ولا تتناسب إطلاقا مع قدرة السواد الأعظم من المواطنين ومرتادي الحسبة، الذين يأتون من مختلف مناطق مدينة غزة وجباليا للتسوق منها خصوصا الطبقات الشعبية والفقيرة.

وتعود هؤلاء إلى الذهاب إلى هذه الحسبة لشراء الأسماك نظرا لكبر مساحتها وتوفر مختلف أنواع الأسماك فيها خصوصا متوسطة السعر، لكن ومنذ فرض الحصار البحري عزف غالبية الزبائن عن القدوم إلى السوق بسبب ارتفاع الأسعار، كما يؤكد العديد من التجار والباعة.

ويشتكي التاجر إبراهيم المقداد من انخفاض عدد الزبائن ومرتادي الحسبة الذين لا يتجاوزون نصف من كانوا يرتادونها قبل الحصار، عازيا ذلك إلى ارتفاع الأسعار.

وقال: إن ارتفاع الأسعار ليس بيد التاجر، ولكن بسبب ضعف الإنتاج السمكي من جراء الحصار، مشيرا إلى أن منتوج الصيادين من الأسماك انخفض بشكل كبير جدا، لذا تبدو أسعار الأسماك مرتفعة إلى حد كبير.

ولم يبع المقداد بعد مرور ساعتين من عرض بضاعته من الأسماك سوى كيلوغرامين من سمك القراص الشعبي وذلك بسبب ارتفاع أسعاره، حيث بلغ سعر الكيلو الواحد 25 شيكلا، وكان أقصى سعر له قبل الحصار لا يتعدى 13 شيكلاً، فيما ارتفع سعر الكيلوغرام من "السروس" الشهير متوسط الحجم 50 شيكلا، وكان يباع بنحو 25 شيكلا في وقت سابق.

ويؤكد محمد حجي أحد الباعة المعروفين في الحسبة أن ارتفاع أسعار الأسماك أفقد الحسبة زبائنها الشعبيين الذين كانوا يتوافدون من مختلف مناطق القطاع، مشيرا إلى انخفاض مبيعاته بشكل كبير مقارنة مع أيام ما قبل الحرب، وقال إنه كان يبيع كل ما لديه من أسماك قبل رفع أذان الظهر وبكميات كبيرة، لكن الأمر مختلف الآن، حيث يجد صعوبة في تسويق كميات قليلة من الأسماك.

وأشار إلى أن معظم مبيعاته الآن تعتمد على كبار الموظفين والأغنياء والتجار الذين لم يتأثروا ماديا.

ويمكن لمن اعتاد ارتياد هذه الحسبة أن يدرك بسهولة أنه على الرغم من تعدد أنواع الأسماك المعروضة فيها فإن كمياتها تبقى أقل مما كان يعرض قبل الحرب.

وتتميز الحسبة القريبة جدا من شاطئ البحر وميناء الصيادين الوحيد في القطاع بأن الكثير من الصيادين يأتون بمنتوجهم ويبيعونه بأنفسهم، حيث تشاهد أنواع متعددة من الأسماك لا تزال حية تتلوى داخل الصواني أو الصناديق وهو ما يزيد من رغبة المشترين في الشراء، كما تتميز الحسبة بأن أسماكها طازجة ومتعددة الأنواع.

ووجد الصياد أحمد الهسي صعوبة بالغة في تسويق نحو ثلاثة كيلو غرامات من السمك المشكل، حيث احتاج إلى أكثر من ثلاث ساعات لبيع السمك الطازج، وبدا مستاء جدا من ندرة المشترين وإلحاحهم غير المسبوق لتخفيض الأسعار، مشيرا إلى أنه لم يكن يحتاج إلى الدخول في ممرات الحسبة لبيع السمك.

وقال الهسي الذي يبيع السمك في الحسبة منذ عشرين عاما، إن الزبائن كانوا يتخاطفون السمك خلال دخوله السوق، أما اليوم فالأمر مختلف تماما.