خبر من أين لكم هذا؟ .. ماهر أبو طير

الساعة 12:43 م|19 يوليو 2009

بقلم: ماهر أبو طير

تبلغ الثروات المالية بيد قيادات حركة فتح، مبالغ فلكية يقدرها البعض بمئات الملايين، موزعة على شكل قطع أراض واستثمارات وشركات وحسابات مصرفية، اغلبها، خارج الضفة الغربية وغزة.

غالبية هؤلاء دخلوا إلى الثورة الفلسطينية، فقراء، ومن اجل تحرير فلسطين، وامضوا سنوات الصدق الأولى، في السجون أو المعتقلات، أو في وظائف عادية، عند تأسيس الحركة، خصوصا، في دول الخليج العربي، والحركة التي تأسست عام 1964، تم تأسيسها من اجل تحرير فلسطين ثمانية وأربعين، فإذا بها تتنازل عن الثمانية والأربعين، وتلعب في ما تبقى من مدن الضفة الغربية، وتحارب حركة حماس، وتؤدي المهمة التي أتعبت إسرائيل، وهي مهمة مدفوعة الثمن.

أمام الثراء الفاحش لهؤلاء، أسئلة عن فقراء الضفة الغربية، وفقراء المخيمات في لبنان وسوريا، والمهاجر، ولا تعرف كيف جمع هؤلاء ثرواتهم، وأين ذهبت أموال الثورة الفلسطينية، التي تم جمعها من دعم النظام الرسمي العربي والمقدر بمليارات، وتبرعات الفلسطينيين في الخارج، وتبرعات العرب، وحين تسمع عن الأوضاع المالية للآلاف من العائلات الفلسطينية في الضفة وغزة، وترى بالمقابل ما الذي بحوزة هؤلاء من أموال وممتلكات، تعرف أن ما لدى هؤلاء هو مال الفلسطينيين، إلا إذا كانت شجرة الثورة تطعم سمنا وعسلا، وفي مقابلهم قيادات حماس الفقيرة، التي لا تبيع ولا تشتري، ولا تتاجر بدم الناس، ولأنها كذلك انتخبها الناس.

مؤتمر حركة فتح الذي سيعقد في بيت لحم، ناقص الشرعية مسبقا، لان حركة فتح في نظر الناس، تحولت إلى حركة مرتبطة بالأمريكيين والإسرائيليين، وأثرت قياداتها على حساب الكوادر وعلى حساب الشعب، ولان حركة فتح تحولت تدريجيا إلى عصا إسرائيلية تبطش بالناس باسم حفظ النظام، وإذا كانت قنبلة القدومي الأخيرة، جلبت له كل هذه الشتائم، فهو يعرف أسرارا أخرى عليه أن يجد طريقة لكشفها، خصوصا، انه وغيره يعرفون أسرار، لا تقل خطورة عن قصة التخطيط لقتل عرفات، واقل هذه الأسرار، ما يتعلق بفساد رموز الحركة المالي، طوال عقود، واختفاء مبالغ مالية طائلة، من خزانة الثورة، دون تفسير أو إبداء الأسباب.

شرعية الثائر، لا تكون من لباسه أو شعاره، وإنما من ممارساته على ارض الواقع، وحين تعرف أن فتحاويا قياديا، يمتلك ثلاثمائة مليون دولار، وأبراج سكنية في دول عربية، واستثمارات واسهم، وأهله كانوا من بائعي السردين في غزة، تتساءل عن مصدر ثروته، وكيف جمعها، والأمر ينطبق على بعض قيادات الضفة الغربية، الذي اشترى بعضها مدينة الخليل وقراها، من تعب جبينه، وهي القيادات، التي ابتلعت بعض الدعم العربي والإسلامي، ودخلت على خط الدعم الدولي والأمريكي، والمنح، والعطاءات، فلم تترك قرشا للناس، بل بات معروفا أنهم أثرياء، فيما سكان مخيمات الضفة الغربية، وغزة، من حولهم لا يجدون أحيانا، الرغيف الناشف لأكله.

يرغب البعض بتفسير كل نقد، بأنه تشويه لسمعة الثورة، وهي طريقة تدل على الجهل والتعصب الأعمى، وكلمة الحق يجب أن تقال، حتى لو كانت جارحة، فهذه القيادات في حركة فتح، وفي حركات أخرى، جمعت مئات الملايين وأكثر، وكدستها، ولا يسألهم احد عن مصدر أموالهم، ومن أين جمعوها، وعلى حساب من، وقبل أن تأتي الإجابات واضحة، لا يمكن أبدا إلا أن نصدق رواية القدومي وغيرها، لان من يسرق ويقتل الأخ والشقيق، ويتعاون مع العدو وينسق معه امنيا، يفعل أي شيء آخر، فكيف سيؤمن الناس على قضية فلسطين وهي بين يدي هؤلاء.

مصيبة فلسطين، في بعض أهلها، وبعض العرب والمسلمين، وبعض من يدعي انه يخدمها، أكثر بكثير من مصيبتها في الاحتلال، لان الاحتلال مكشوف وواضح، وبعض هؤلاء مستتر ومقنع...