خبر « بتسيلم »: ثلاجات نقل الموتى وسيلة العمال الفلسطينيين للوصول إلى الـ 48

الساعة 11:11 ص|19 يوليو 2009

فلسطين اليوم : وكالات

يتوجه يومياً العشرات من فلسطينيي الضفة الغربية خلسة إلى الأراضي المحتلة عام 48، رغم الجنود المتمركزين على الحواجز العسكرية على طول جدار الفصل العنصري في الضفة، بحثاً عن عمل هناك، حيث يستخدمون وسائل جديدة في كل مرة، فبعد أن بدأ جنود الاحتلال بتفتيش الشاحنات المبردة، أخذوا بالدخول في سيارات الإسعاف، وعندما يبدأ الجنود بتوقيف سيارات الإسعاف، يلجأ العمال إلى سيارات نقل الموتى.

ويتسلل العمال إلى أراضي 48 بسبب الوضع الاقتصادي المزري في الضفة حيث تبلغ نسبة البطالة بين من يواظبون على تسجيل طلبات للعمل 20% بحسب صندوق النقد الدولي. ويضعف نجاح العمال في الدخول الحجة الإسرائيلية بأن جدار الفصل العنصري يرمي إلى منع الفلسطينيين من التسلل إلى الـ 48.

ويقود السيارات التي تستخدم للتسلل عرب أو إسرائيليون، غالبا ما يكونون من المستوطنين، بتواطؤ من جنود وحتى من مسؤولي بعض الحواجز الذين يتلقون رشاوى.

ويتلقى المهرب 50 دولاراً من كل عامل، وأغلبية من يجازف بالعبور يكسب ما قد يصل إلى 50 دولاراً يومياً في ورش بناء أو المصانع، أي أكثر بأربع إلى خمس مرات مما قد يجنيه في الضفة. 

وقالت ساريت ميخايلي من منظمة "بتسيلم" الحقوقية الإسرائيلية إن "الوضع الاقتصادي بائس في الأراضي الفلسطينية إلى درجة أن الناس باتوا مستعدين لمقاساة الكثير". ونددت بسوء معاملة الفلسطينيين الذين يتم القبض عليهم.

وقالت "نظريا، يمكن توقيفهم جميعاً، لكن النظام سيئ إلى درجة أن الشرطة وحرس الحدود يلجأون إلى العنف والإهانات". وأكدت شرطة الاحتلال أنها أوقفت 16 ألف عامل سري فلسطيني منذ مطلع العام.

وأفادت" بتسيلم" في الشهر المنصرم عن احتجاز حرس الحدود طوال ساعتين شاحنة مبردة كانت تنقل أكثر من 60 عاملاً فلسطينياً، قبل الإفراج عنهم.

وقال احد الفلسطينيين الذين كانوا في الشاحنة "كان الأمر فظيعاً، أحسست أنني اختنق. لم تسمح الشرطة لأحد أن يخرج من الشاحنة ورفضوا تزويدنا بالماء".

وحتى بعد العبور إلى الـ 48، على العمال السريين أن يعيشوا مختبئين ويأملوا ألا يكشف عنهم أرباب العمل. وينام الكثيرون في منازل مهجورة، أو مصانع أو قرب ورش البناء.

وقال روي فاغنر من منظمة لاف لاوفد الإسرائيلية التي تدافع عن العمال السريين "قد يعملون يوماً أو حتى أسبوعاً بلا تلقي أجر. ويتلقون أقل بكثير من الحد الأدنى للأجور الإسرائيلية"، البالغ 3850 شيقل (حوالي 700 يورو). ويملك حوالي 45 ألف فلسطيني رخصة عمل في الـ 48 أو في مستوطنات الضفة، لكن فاغنر أكد أن عدد العمال السريين قد يوازي أو حتى يتجاوز هذا الرقم.