يعتقد مسؤولون إسرائيليون كبار أن المفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس في الدوحة قد تستمر إلى ما بعد الأسبوع الحالي، لكنهم يأملون بأن تفضي المحادثات الجارية حالياً إلى اختراق.
ولا يستبعد المسؤولون، وفق ما نشرته هيئة البث الإسرائيلي (كان)، عقد لقاء إضافي بين رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب "إذا دعت الحاجة إلى ذلك"، بعد لقائهما أمس الاثنين.
وقال مسؤول سياسي كبير، تحدث مع صحافيين إسرائيليين يرافقون نتنياهو في زيارته إلى الولايات المتحدة، إنه ليس من الواضح ما إذا كانت حماس ستوافق على إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين.
وتابع المسؤول أن حماس تريد انسحاب إسرائيل من جميع المحاور داخل القطاع، في حين تُصر إسرائيل على البقاء في محور موراغ ومنطقة رفح، معتبرة إياه محوراً مهماً.
وحول اليوم التالي للحرب، قال وفق ما يراه بشأن غزة: "لا وجود لحماس في القطاع، وقوة أخرى تسيطر على الأرض، فيما يُنفى القادة ويلقي التنظيم سلاحه".
ولم يستبعد المسؤول أن جزءا من القوة التي ستسيطر على القطاع بعد انتهاء القتال سيضم مؤيدين للسلطة الفلسطينية، لكن دون مشاركة مباشرة منها.
وأضاف: "أريد غزة منزوعة السلاح، وأعني ما أقول. يجب أن تكون هناك منظومة حكم تدير الحياة، ولا يُستبعد أن يكون ذلك بإدارة إسرائيلية، ربما مؤقتاً".
مسؤول سياسي آخر تحدث مع الصحافيين، ولم تسمه وسائل الإعلام العبرية، أضاف أن المقترح المطروح حالياً على طاولة المفاوضات يشكّل "80-90%" مما أرادته إسرائيل. وخلال لقاء ترامب بنتنياهو، ناقش الاثنان الاتصالات لإطلاق سراح المحتجزين الاسرائيليين، وكذلك خطة تهجير سكان غزة. ووفقاً للمسؤول السياسي الكبير، ترك اللقاء انطباعاً لديه بأن ترامب معني فعلياً بدفع الخطة إلى الأمام. وفي ما يتعلق بإمكانية إقامة دولة فلسطينية خلال المفاوضات لتوسيع اتفاقيات التطبيع، أكد المسؤول أنه لن تُقام دولة فلسطينية.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن مسؤول سياسي إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن نتنياهو قال خلال لقائه مع ترامب في واشنطن إنه يرى رد حماس على مقترح الصفقة جواباً سلبياً، لكن "الفجوات صغيرة بما يكفي للسماح لنا بالدخول في مفاوضات معهم. قد يستغرق الأمر وقتاً أطول".
وبحسب المسؤول، فإن نتنياهو لا ينوي الانسحاب من محور فيلادلفيا في حال تم التوصل إلى اتفاق، ويرى أن "خطة الهجرة الطوعية (التهجير القسري) من غزة ما زالت قائمة".
وتابع المسؤول قائلًا: "القوة التي ستدير القطاع ستكون فلسطينية بالتأكيد، لكن ليس السلطة الفلسطينية، فهي جهة مرفوضة ولا يمكن الوثوق بها بأي شيء. ربما ستكون إسرائيل مسؤولة عن المنظومة الأمنية في غزة لفترة. وربما، في مرحلة ما، ستكون مسؤولة أيضاً عن منظومة الحكم هناك".
وفي حديثه مع الصحافيين، تطرق المسؤول السياسي الكبير إلى التوترات بين المستوى السياسي ورئيس الأركان إيال زامير، قائلاً: "رئيس الوزراء يثق برئيس الأركان زامير، لكن هذا لا يعني أنه لا يوجه له انتقادات. لقد قام بعمل استثنائي، وهناك انتقادات يجب التعبير عنها، وآمل أن يكون ذلك بنبرة أكثر هدوءاً. هناك احترام متبادل بين المستويين السياسي والعسكري".
في سياق متصل، نشر مكتب نتنياهو رسالة التوصية لجائزة نوبل التي كتبها رئيس حكومة الاحتلال للرئيس الأميركي دونالد ترامب. ومن بين ما كتبه نتنياهو في رسالته: "أظهر ترامب التزاماً استثنائياً وحازماً في تعزيز السلام. لقد خلق في الشرق الأوسط فرصاً لتوسيع دائرة السلام والتطبيع". وأضاف: "من أبرز هذه الإنجازات كان دوره في تعزيز اتفاقيات أبراهام (اتفاقيات التطبيع). وفي هذه الفترة من التغيير التاريخي غير المسبوق، لا يمكنني التفكير في مرشح أكثر جدارة بالجائزة".