خبر أربع ضربات شمس -يديعوت

الساعة 08:43 ص|19 يوليو 2009

بقلم: ايتان هابر

مدير مكتب رابين سابقا

1. غمزات العميان: تتكاثر المنشورات في أعقاب تصريح بنيامين نتنياهو عن "دولتين للشعبين". تكاد تكون كل المنشورات متشابهة: نتنياهو مجرد قال، نتنياهو لا يفكر بالتنفيذ، نتنياهو يطرح على الفلسطينيين شروطا لا يوجد أي أمل في أن يقبلوها. نتنياهو قال؟ إذن قال. هذه غمزات لعميان، كنا سنقول معقبين.

تتكاثر أيضا المنشورات عن بناء واسع في بلدات في يهودا والسامرة، عن رد يهودي وصهيوني مناسب، عن ان الامريكيين، كما هم دوما، سيغضون النظر. نحن جئنا الى البلاد كي نبني، بسرعة قبل ان يستيقظ الامريكيون. هذه غمزات عميان، كنا سنقول معقبين.

تتكاثر أكثر فأكثر عن ضعف اوباما وادارته. الجني ليس فظيعا بهذا القدر. يتبين أنه يمكن ان "ينطلي" الامر على اوباما ايضا. سياسة "الغمز" للحكومة والمستوطنين ستستمر. هذه غمزات عميان، مرة اخرى كنا سنقول معقبين.

2. آريه (أسد) زأر، من لن يخاف؟ بحكم رأيي آريه درعي هو السياسي الاكثر كفاءة في المهنة السياسية في اسرائيل، اذا كان ثمة مهنة كهذه. فهو حاد ومتيقظ العقل، يفهم الامور ويرى بعيدا، نيزك حاول الف حاسد اطفاءه، رجل حل وسط وسلام حتى في المجال السياسي الداخلي وكذا في العلاقات مع جيراننا العرب، ويعرف جيدا جيدا عالم العلمانيين.

ولكن ماذا؟ وقع في الخطيئة وعقابه الاساس ليس فترة مكوثه خلف القضبان بل ذنب "الوصمة". فهذه استغرقت سبع سنوات وانتهت قبل بضعة ايام. الان، كما يقولون، درعي نقي من كل خطيئة، بريء من كل وصمة.

قانون غريب. فهل في يوم معين يؤمر كل مواطني اسرائيل بان ينسوا من قدم الى المحاكمة ولماذا ارسل الى السجن؟ هل التوقيع والختم على "ورقة" كهذه او غيرها يشطب الماضي؟

الجواب: السلاح الافضل للسياسيين هو الذاكرة القصيرة للمقترعين.

3. الذاكرة القصيرة للمقترعين: الخطاب الذي ألقاه الاسبوع الماضي رئيس أركان حرب لبنان الثانية دان حلوتس كان مثيرا للانطباع ومبنيا بمتانة. لولا الظروف، لكان هذا خطاب رئيس وزراء – من حيث الحجج، الاستنتاجات، الردود على الاسئلة التي طرحت في اثناء الحرب ولم يجب عليها حالوتس حتى اليوم. غير أنه كما هو معروف، دان حالوتس لم يظهر في فراغ، وهناك كثيرون يعارضون اقواله. "يكاد يكون لكل قول من حالوتس جواب آخر"، قال احد الحاضرين للمحاضرة.

مفهوم بالطبع رغبة حالوتس في أن يرد على خصومه. ولكن اذا كان وجهته في المستقبل (متى؟) الى السياسة، يجدر بان يفحص سلوك زعيم آخر فشل في حرب زائدة: أريك شارون في حرب لبنان الاولى. صديقي النائب ايتان كابل، لفت انتباهي بان ثلاث مرات فقط في 27 سنة منذ 1982 طرح شارون موضوع الحرب الى الوعي العام: مرتين في المحكمة (في المحكمة ضد مجلة "تايم" في الولايات المتحدة وفي المحكمة ضد الصحافي عوزي بنزيمان و"هآرتس" هنا)، ومرة واحدة في محاضرة في جامعة تل أبيب.

هكذا، بحكمة كبيرة من ناحيته، انزل شارون الى هوة النسيان تلك الحرب البائسة واثبت ما لم يعد منذ زمن بعيد حاجة له للاثبات: الذاكرة القصيرة للمقترعين.

4. يوسي، ابني – ناجح. في الاسبوع الماضي، في هذا الاطار، اطلقت لذعة نحو الوزير يوسي بيلد، الذي حسب الصحافة اقترح سلسلة من الخطوات ضد الولايات المتحدة اوباما. وبالفعل، يتبين أن ليس صحيحا ان بيلد اعلن الحرب على واشنطن. هو بالاجمال طرح على جدول الاعمال الحكومي سلسلة اقتراحات غير مقبولة على الادارة الامريكية.

مع كل الاحترام، فان ما يحتاجه الوزير بيلد على عجل هو حديث مع رئيس الوزراء. نتنياهو سيتوسع امامه في ما لا يعرفه بيلد وكثيرون آخرون: مدى التعلق شبه المطلق بالصديقة الكبيرة خلف المحيط. وباستثناء "الحرد" هنا وهناك، لا يمكننا أن نفعل تقريبا أي شيء دون إذن من واشنطن. بيلد يقترح، مثلا، الغمز باتجاه شراء طائرات "أير باس" اوروبية بدلا من طائرات "بوينغ" الامريكية. بعد تحطم ثلاث طائرات "أير باس" هذا الشهر، سعرها على ما يبدو اقل، ولكن كل حكومات اسرائيل، بما فيها حكومة نتنياهو، غمزت نحو "اير باس" ويجدر بنا أن نسأل ادارة ال عال ماذا حصل.

وشيء شخصي: هذه هي المرة الثانية التي اخطيء فيها بالنسبة ليوسي بيلد. لماذا؟ ربما لان لدي توقعات عالية منه؟ وربما "المخلصون يجرحون الحبيب"؟