كشفت صحيفة أوبزيرفر البريطانية في تقرير أعدّته الصحفية روث مايكلصن أن الولايات المتحدة تضخ ملايين الدولارات في مبادرة لتوزيع المساعدات على سكان قطاع غزة، وُصفت بأنها "مبادرة قاتلة" تتّسم بالعسكرة وغياب الرقابة.
وأشار التقرير إلى أن ما يُعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، التي شُكّلت كبديل لجهود الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، كانت محل جدل واسع خلال الأسابيع الستة الماضية، بعد اتهامات بإطلاق نار مباشر من قبل الجنود الإسرائيليين ومرتزقة أمريكيين على مدنيين أثناء محاولتهم الوصول إلى مراكز المساعدات، ما أدى إلى سقوط مئات القتلى والجرحى، وفقًا لشهادات من فرق إسعاف وتقارير أممية.
ورغم الغموض الذي يلف تفاصيل هذه الخطة، أكدت الصحيفة أن الحكومة الأمريكية قدّمت تمويلاً مباشراً دون مراجعة داخلية للمؤسسة، تزامنًا مع دعم مالي مماثل من الحكومة الإسرائيلية، حسب مصادر أمريكية رسمية.
وفي أواخر يونيو الماضي، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية عن تقديم 30 مليون دولار لمؤسسة غزة الإنسانية لتغطية "الاحتياجات التشغيلية الشهرية"، وسط توقعات باستمرار التمويل على أساس شهري رغم الجدل المتصاعد.
صحيفة أوبزيرفر أشارت الى أن "إسرائيل" أنكرت بشدة أي تمويل لمؤسسة غزة الإنسانية، رغم ما نشرته وسائل إعلام عبرية ومسؤولون معارضون عن دور سري لحكومتها في دعم المشروع المثير للجدل.
وبحسب هيئة البث الإسرائيلية "كان"، فإن وزارة حرب الاحتلال موّلت المؤسسة سراً بأكثر من 200 مليون دولار.
وبينما امتنعت وزارة خارجية الاحتلال عن الرد، كشفت الصحيفة أن وزارة الخارجية الأمريكية موّلت المؤسسة بـ30 مليون دولار دون وجود أي مراجعة داخلية معتادة، حيث لم تُشارك الوثائق المالية والتشغيلية للمشروع مع الجهات الرقابية داخل الإدارة الأمريكية.
وقال موظفون حكوميون للصحيفة إن تجاهل عمليات التدقيق هذه قد يعود لضغوط "إسرائيلية" أو لعلاقات المؤسسة غير الواضحة. وأشاروا إلى أن هذا التجاوز يتوافق مع نمط ضعف الرقابة على مساعدات الحكومة الأمريكية لـ "إسرائيل".
ورفضت الخارجية الأمريكية التعليق على غياب التدقيق، لكنها أكدت دعمها للمؤسسة ودعت دولاً أخرى لتمويلها.
ومع اقتراب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الاحتلال وحماس، يبقى مصير مؤسسة غزة الإنسانية غامضاً، حيث يتوقع أن تستأنف الأمم المتحدة دورها في توزيع المساعدات.
وقال مصدر أمريكي إن التمويل للمؤسسة سينتهي مع نهاية الشهر، دون وجود خطة واضحة لما سيحدث لاحقاً.