خبر مصادر في فتح: صراعات وراء الكواليس تسبق المؤتمر.. والمعركة بين تيارين

الساعة 05:31 ص|19 يوليو 2009

فلسطين اليوم – قسم المتابعة

قالت حركة حماس إنها لا تمانع خروج أعضاء حركة فتح في غزة إلى بيت لحم للمشاركة في المؤتمر السادس للحركة، الذي من المفترض أن يعقد في 4 أغسطس (آب) المقبل. وأكد القيادي في حركة حماس، الدكتور صلاح البردويل، أنه ليس هناك مانع من حيث المبدأ من خروج أعضاء فتح في غزة إلى بيت لحم، وأن هذه القضية يمكن حلها من خلال اللجنة الميدانية المشتركة. لكنه في الوقت ذاته طالب حركة فتح بالتحرر من الضغط الأميركي والإسرائيلي، والتخفيف أيضا على أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة.

 

وتبدي أوساط في فتح تخوفا من إمكانية أن تمنع حماس أعضاء الحركة من الخروج من غزة، وهو ما قد يهدد المؤتمر. وبحسب مصادر في فتح فإن وصول أعضاء حماس إلى بيت لحم أصبح أكثر أهمية، بعد الخلافات التي اتسعت وتصاعدت بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) والقيادي البارز في فتح فاروق القدومي (أبو اللطف) وآخرين لن يحضروا المؤتمر.

 

وقبل أسبوعين من موعد عقد المؤتمر، ينشط قياديو فتح الذين ينوون ترشيح أنفسهم لعضوية المجلس الثوري واللجنة المركزية، بطريقة غير مسبوقة، ويزورون مدنا وقرى ومخيمات. ويلتقون بالكادر الفتحاوي. ووصف المصدر ما يجري في الضفة الغربية، بأنه «حرب كولسات». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «هناك تحالفات كبيرة وتيارات متناحرة كل يعمل من أجل إقصاء الآخر». وبحسب المصدر فإن قياديين في الصف الثاني في فتح، متحالفين بشكل أفضل مع الأقاليم من قياديي الصف الأول.

 

ووفق المصادر فإن أبو مازن يدعم مثل هؤلاء، من الصف الثاني، أكثر مما يدعم قياديين بارزين في فتح. من جانبها، قالت مصادر مقربة من أحمد قريع (أبو علاء)، مفوض التعبئة والتنظيم، إن صراعا حقيقيا يدور بين تيارين، واحد وطني والآخر ليس وطنيا. وفي غزة، قال النائب أشرف جمعة، عن حركة فتح، إنه لا يمكن عقد المؤتمر بدون مشاركة أبناء الحركة في غزة، حتى لا يتم تكريس وضع الانقسام. وأعرب عن أمله، بأن تسمح حماس لهم بالسفر قريبا، لكنه أثار قضية أخرى، وهي أن كثيرا من أعضاء المؤتمر معتقلون لدى حماس.

 

من جهته طالب النائب ماجد أبو شمالة، عضو المجلس التشريعي عن كتلة فتح البرلمانية، القيادي البارز في فتح، وفد الحركة للحوار بالقاهرة بأن يضع هذا الملف على طاولة الحوار، وأخذ تعهدات من حماس بعدم عرقلة خروجهم من أجل ضمان مشاركتهم في المؤتمر.

 

وقالت مصادر في مكتب التعبئة في فتح لـ«الشرق الأوسط»، إن مسألة أسماء الأعضاء المشاركين والطعون التي تقدم وستقدم يمكن أن تفجر المؤتمر لأن هناك اعتراضات كبيرة.

وأشار النائب أبو شمالة إلى ضرورة أن تؤخذ في الاعتبار كافة التظلمات التي نتجت عن حصر العضوية، خصوصا لدى الكوادر التي لها تاريخ نضالي طويل في الحركة، ولها بصمتها داخلها ولم تحصل على عضوية المؤتمر، وفق المعايير الموضوعة.

 

وتابع، «هناك من حصل على عضوية المؤتمر دون وجه حق، سوى منطق التجيش، واستغلال البعض لنفوذه، مطالبا بلجنة محايدة مهمتها النظر في تظلمات هؤلاء الكوادر، ومحاولة حلها كي نتلاشى انفجار هذه الحالة أثناء عقد المؤتمر».

 

ودعا النائب جمعة، خلال اجتماعه في غزة بعدد من كوادر وقيادات حركة فتح لمناقشة آخر المستجدات والتطورات الداخلية المتعلقة بعقد المؤتمر، لتكوين لوبي فاعل وقوي ومؤثر وحيادي للعمل على المساعدة في أن يكون هذا المؤتمر مثالا يحتذي ويفاخر به كل فتحاوي، ويتحدث عنه كل فلسطيني وطني مخلص. وقال: «إن هذا اللوبي سيبدأ بأعضاء من المؤتمر لن يرشحوا أنفسهم للجنة المركزية أو المجلس الثوري».